“حريم السلطان” مسلسل تركي تاريخي مدبلج، يقدم صورة تلفزيونية لحياة السلطان العثماني سليمان القانوني الذي حكم لمدة 46 عاما في القرن السادس عشر الميلادي. ولاقى المسلسل موجة عنيفة من الانتقادات سواء ممن يعيبون عليه تغاضيه عن عيوب الإمبراطورية العثمانية، أو ممن يرون في المسلسل إهانة لعظمة وقدسية خليفة المسلمين بتصويره زيرا للنساء.
ميزانية ضخمة وضعت للدعاية للمسلسل مما أدى إلى نجاحه وشهرته، وتحطيمه الأرقام القياسية في عدد المشاهدين بعد مسلسل “وادي الذئاب”. وقد حاز على نسب مشاهدة عالية في العالم العربي، وانتشرت خواتم وحلي وستائر وفساتين تقلد تصاميم ما ارتدته السلطانات في المسلسل، وبلغ الولع بالبعض حدّ رفع لافتات على دكاكين العطور والمطاعم والمتاجر تحمل اسم المسلسل وصور هيام والسلطان.
وأتهم المسلسل بإعادة كتابة التاريخ لمحو بعض جرائم العثمانيين، مثل مشكلة العبيد الذين يُتخذون غلمانا، كذلك تصوير حياة السلطان مع النساء وولعه بالجواري، وقتله لأبنائه. وجاءت قمة الانتقادات عام 2012 في خطاب الرئيس التركي أردوغان في مطار محلي، عندما هدد فريق المسلسل بالمتابعة القضائية: (ليس لدينا أجداد مثلما يجري تصويرهم في المسلسل).
من جانب آخر، يعدّ المسلسل مفتاحا ذهبيا لغلق عصر (الحريم) وتصوير المرأة على أنها قطعة كماليات أو قطعة لحم بيضاء. فالمرأة في عالم اليوم هي وزيرة دفاع ورئيسة دولة ورائدة فضاء. وحتى الفنانات اللواتي مثلن دور الجواري بإتقان وإبداع صرن الدليل على انتهاء عصر الجواري والعبيد.
ولكن، هل انتهى عصر الحريم حقا؟
أمس، في يوم المرأة العالمي، كان ولد صغير يتفرج عبر موبايله على حلقة من مسلسلنا هذا. وبعد مشاهدته الممتعة أخذه النعاس فتوسط السرير بين أمّه وأبيه، وقال لأمّه:
ـ ماما أريد سبع جواري حلوات مثل هذن اللي بالمسلسل: وحدة توكلني بيدها.. وحدة تغسل وجهي.. وحدة اتحضّر لي الواجب.. وحدة تغني لي.. وحدة تسبّحني.. وحدة تحجيلي قصص.. وحدة تسوي لي مساج.
فقالت له أمّه: زين، وما تريد وحدة تنام يمك؟
أجابها ببراءة شديدة: لا.. لا.. ماما.. آني أنام يمج.. آني أحبج..
تأثرت الأم الطيبة ودمعت عيناها، وقالت له:
ـ طيب.. وجواريك وين ينامن؟
أجابها بثقة: خلّيهن ينامن عند أبويه..
تأثر الأب الطيّب ودمعت عيناه، وقال له:
ـ الله يخليك النه يا مولانا السلطان..!!