23 ديسمبر، 2024 6:16 م

من عجائب العراق… أن يكون المُفسد مُصلحاً..!!!.

من عجائب العراق… أن يكون المُفسد مُصلحاً..!!!.

الإصلاح نقلة حضارية للمجتمعات، وتقدم ورقي وازدهار وسلام لها في الحياة فيما لو تم وفق المنهج العلمي والأساليب والوسائل الناجعة التي ترسم الخريطة الشاملة المتكاملة للحركة الإصلاحية، فمن أراد الإصلاح عليه أن يأتيه من أبوابه، وأول تلك الأبواب هو أن يعرف معناه حتى لا تختلط عليه الأوراق وينخدع بالشعارات ويُمرَّر عليه المكر والخداع والتغرير كما هو الحاصل في العراق…الإصلاح في اللغة يعني إزالة الفساد وإعادة الأمور إلى وجه الصواب، وهذا معناه أن الإصلاح والفساد والمصلح والمفسد ضدان لا يجتمعان، فلا إصلاح مع الفساد، ولا صلاح يُتَصَوَّر من الفساد ولا من عقلية أو بيئة أو مناخ أو مُشَرِّع الفساد، ولا يمكن أن يكون المُفسد مصلحاً ففاقد الشيء لا يعطيه…من عجائب ما يجري في العراق (وما أكثرها)، أن يكون المُفسد مُصلحاً..!، فبعد أكثر من ثلاثة عشر سنة من الفساد والإفساد، إضطر المفسدون لرفع مصحف الإصلاح، لأنهم خسروا معركتهم مع الشعب الذي كسر حاجز الصمت والخنوع والإنقياد المُذل للمؤسسة الكهنوتية فخرج بتظاهرات أقضّت مضاجع المُفسدين ومن شرعن لهم الفساد، فما كان أمام جبهة الفساد والمفسدين إلا أن يرفعوا شعار الإصلاح لركوب الموج وانتهاز الفرص ودفع الخطر عن وجودهم ومصالحهم الشخصية، فبين ليلة وضحاها صار المفسدون ومن دعمهم ويدعمهم ينادون بالإصلاح ومكافحة الفساد، ويطرحون مشاريع ومبادرات وتظاهرات وحكومات ما يسمى بالإصلاح، وطبعاً يوازي هذه الخدعة (خدعة مصاحف الإصلاح) التنصل والتبرؤ الظاهري الإعلامي من الفساد والمفسدين، وكأن الفساد نزل من كوكب آخر…!!!. لكن مهما حاول الفساد وزمره أن يتقمّصوا لباس الإصلاح إلا أنهم لن يستطيعوا أن يكونوا مصلحين حقيقة، ولن يحققوا رائحة ولون وطعم الإصلاح، لأن الإصلاح الحقيقي يعني إزالة الفساد، وهذا يستلزم إزالتهم واستئصالهم وهذا ما لا يريدون حصوله لأنه انتحار، فهل رأيت مفسداً يقضي على نفسه أو مصالحه؟!!!.الحركة الإصلاحية الناجعة تبدأ من إزالة الفساد والمفسدين عبر مشروع وطني صادق ينطلق من عقلية وبيئة نزيهة، يحمله أبناء العراق الوطنيون المخلصون الذين لم تلوّث أيديهم بالفساد ولا بالدماء ولا بالأموال، ليس لديهم إرتباط وولاء إلا الإرتباط والولاء للعراق وشعبه، وهذا ما دعا إليه المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني في “مشروع خلاص” لإنقاذ العراق والذي تضّمن في بنوده:3ـ حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان .4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال .5- يشترط في جميع أعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة بعيداً عن الولاءات الخارجية ، وخالية من التحزّب والطائفية ، وغير مرتبطة ولا متعاونة ولا متعاطفة مع قوى تكفير وميليشيات وإرهاب .6- لا يشترط أي عنوان طائفي أو قومي في أي عضو من أعضاء الحكومة من رئيسها إلى وزرائها .الحقيقة التي تفرض نفسها والتي ننطلق منها للخلاص هي أن الإصلاح يبدأ من حيث إزالة الفساد والمفسدين، وإلا فمن سيءٍ إلى أسوأ، وصدق من قال: المشكلة التي لا تقتلع جذورها لن تتوقف عن النمو…