18 ديسمبر، 2024 9:44 م

الى وزير الخارجية الاماراتي المحترم .. السيستاني هو المسؤول ..

الى وزير الخارجية الاماراتي المحترم .. السيستاني هو المسؤول ..

في تصريح لوزير الخارجية الإماراتي ” عبد الله بن زايد ” في مؤتمر صحفي عقد مع وزير الخارجية الروسي ” سيرغي لافروف ” على هامش المنتدى العربي – الروسي المنعقد في العاصمة الروسية موسكو يوم الجمعة 26 / 2 / 2016 م حيث قال ( يجب القضاء على مليشيات الحشد الشعبي وما يتبعها مثلما نريد ان نقضي على داعش وجبهة النصرة وأن إيران تدعم الجماعات الإرهابية وتعكف على نشر التطرف الطائفي وعدم احترام سيادة الدول. واضاف بأنه “لا يمكن ان يكون هناك اي تلكوء من اي طرف حول الارهاب، وللقضاء على الارهاب لا بد ان نبحث كل ما يؤدي الى الارهاب ونقضي عليه، لا يمكن ان نفرق بين داعش والنصرة من جهة والجماعات المدعومة من قبل ايران سواء كانوا من كتائب ابو فضل العباس أو جماعة بدر أو الحشد الشعبي فهم يفعلون ما يفعلون في سوريا والعراق”.) ..
في الحقيقة ان تصريحات وزير الخارجية الاماراتي رغم انها جاءت متأخرة جدا الا انها تعد حقيقة واقعة فان المليشيات الارهابية في العراق هي وجه اخر لعملة الارهاب القذرة التي اجتاحت المنطقة وعاثت فسادا وظلما وقتلا وانتهاكا لكل التشريعات السماوية والقوانين والاعراف الانسانية فهي لا تختلف عن اخواتها الداعشيات في العراق وسوريا بل انها اخطر بكثير من داعش وخطرها يكمن في ان هذه المليشيات تشكلت بناءا على فتوى السيستاني الذي منحها الشرعية ووهبها كل وسائل القوة المعنوية لانه الزعيم الروحي لها ومؤسسها وصمام امانها فكل اعمالها من قتل وسحل وحرق ونهب وتهديم البيوت وتفجير المساجد مبررة بالفتوى وقد غرر بالالاف من الشباب وتم دفعهم نحو القتال والتأجيج الطائفي وتمزيق البلاد واهلاك الحرث والنسل والقتال بالنيابة لتنفيذ المشروع الامبراطوري الفارسي بالمنطقة وان العراق كان ساحة ومنطلقا لهذا المشروع وان الفتوى هو الجناح الذي استطاعت ايران من خلالها الطيران في ارض الرافدين والوقوع ايضا ..
ان تصريحات وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد لم تخالف الحقيقة في شيء غير انه مثلما تحدث عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها المليشيات وقيامها بزعزعة امن المنطقة من خلال نشر التطرف و الطائفية كان لابد ان يتحدث ايضا بل يستلزم الحديث عن المسؤول الاول عن ظهور الحشد والمنظمات الاخرى وهو السيستاني المسبب لكل المعاناة والحروب والجرائم وما ترتب من اصدار الفتوى من قتل وتشريد مئات الالاف من النازحين والمهجرين وتنفيذ اكبر تغيير ديموغرافي تقوم به المليشيات بدعم ايراني واضح ان الطرق فقط على المغرر بهم والمليشيات سوف لن يجدي نفعا ذلك ان الذي يريد ان يقضي على
الافعى وجب عليه ان يقطع رأسها ولايقطع ذيلها لان قطع الذيل او ضربه سيبقي الافعى حية تدافع عن نفسها ولا يمكن التنبؤء بردة فعلها فلابد اذن من قطع رأس الافعى الذي هو صاحب الفتوى واتهامه ومحاسبته وضربه ماديا واعلاميا وبذلك نضمن ان تقوم الافعى بالدفاع عن نفسها وتنشغل عن باقي اجزاء جسمها وليس العكس فان الوقت الان قد حان لتحميل السيستاني ما جنت يداه من سفك دماء وجرائم وارهاب دفعت المنطقة بسببها ثمنا باهضا تركتها الان على شفا الهاوية واندلاع الحرب والنار التي لا تبقي ولا تذر ان تحميل السيستاني تداعيات ما حصل في العراق من دمار وفساد واقتتال يضمن ايضا تراجعه وانتزاع فتوى جديدة تسقط فتواه الشيطانية السابقة , هذه هي الاستراتيجية التي ينبغي العمل عليها وليس اتهام المليشيات والحشد فحسب .. يقول المرجع العراقي العربي السيد الصرخي في استفتاء ” السيستاني مؤسِّسُ الحَشْدِ و زعيمُه و المسؤولُ عن كلِّ أفعالِه ” خصوصاً ما جاء في الفقرة الرابعة والخامسة من الإستفتاء حيث قال .. ( الحديث عن الحشد وما يصدر عنه لابد أن يستندَ ويتأصّلَ من كون الحشد جزءًا من المؤسسة العسكرية وتحت سلطة رئيس الحكومة وقائد قواتها المسلحة ، وقد تشكّل الحشد بأمر وفتوى المرجع السيستاني ، فلا يمكن الفصل بين الحشد والسلطة الحاكمة والمرجع وفتواه ، فمن عنده كلام عن الحشد وأفعاله من ذم أو نَقْدٍ أو اتّهامات بتطهيرٍ عِرْقِيٍّ طائفِيٍّ وتهديمِ مساجد وتهجيرِ عوائل وأعمال قتل وسلب ونهب وغيرها من دعاوى واتهامات فَعَلَيْه أن يوجّه كلامَه وسؤالَه ومساءلتَه لشخص السيستاني مؤسّسِ الحَشْد وزعيمِه الروحي وقائِدِه وصمّامِ أمانِهِ . الواجب الديني والأخلاقي على الجميع تشخيص الأسباب ومعالجتها وعدم اقتصار النظر وردود الافعال على النتائج والجرائم حين وقوعها ، فلا يصح ولا يجوز التغرير بابنائنا وايقاعهم ضحية الإنتماء الى حشدٍ طائفيّ أو تيارٍ تكفيري سنيٍّ وشيعيٍّ ، كما لايجوز عندما تقع الجرائم أن نَصبَّ جام غضبنا وانتقادنا على أبنائنا المغرر بهم فقط ونترك الذين غرَّروا بِهم، ومن الواضح أن هذا ا المنهج والسلوك لا يحل المشكلة بل يفاقمها ، وماذا يفعل الإنسان المغرر به المسلوب الإرادة غير الانتماء لقوى التكفير والجريمة عندما تكون بشعارات براقة مثيرة للمشاعر من حماية مذهب أو طائفة أو دين أو خلافة أو مراقد أولياء ومقدسات أو حُرُمات أئمة وصحابة وامهات مؤمنين ، وماذا يفعل الانسان البسيط عندما يكون التغرير على اشدّه فيعتقد ويتيقّن أن عملَه مَرْضِيٌّ عند الله تعالى والمجتمع من حيث انه يعمل على طبق فتوى من المرجع الديني وان المجموعة المسلحة والحشد الذي ينتمي اليه يُعتَبَر جزءا من المنظومة العسكرية للدولة وتابعا لرئيس سلطتها المدعومة عربيا ودوليا بالمال والسلاح والإعلام ، فلا يبقى لعموم الناس البسطاء خيار الا الوقوع
في التغرير فيقع القبيح والمحذور ، ولكي يحصل العلاج الجذري التام لابد من التشخيص الصحيح والتعامل مع المشكلة من أصلها واساسها وأسبابها.) ..