23 ديسمبر، 2024 4:33 ص

الصور الشرّكية في مناقشة علمية تدحض فتاوى المليشيات التكفيرية

الصور الشرّكية في مناقشة علمية تدحض فتاوى المليشيات التكفيرية

يعد الإفتاء والتصدي لاستنباط الاحكام الشرعية من أخطر وأهم الوظائف الدينية في الحياة الدنيا لما لها من أثر وارتباط وتأثير في سلوك الفرد والمجتمع عموما تنظيماً وتهذيباً بكل ما يتعلق به من تكاليف موجهه إليه مباشرة أو ما تعلق بذواته لأن أصل التشريع الصادر من الله تعالى هو لتنظيم حياة الانسان بما يضمن الرقي والتكامل الفكري والروحي والسعادة في الدارين , فالتصدي للإفتاء لا يمكن ان يكون سهلاً وفي متناول اليد ولكل من هب ودب بقدر ما يتوقف على توفر الملكة والقدرة العلمية الفذة لاستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها ,واذا كان العكس وتصدى للإفتاء من ليس أهلاً للفتوى فان ما يصدر منه وعنه يكون سبباً للفوضى والعشوائية واللا نظام والخطر الذي يهدد المنظومة الإنسانية ويحولها الى حياة الغاب , وان الخطر يكون أشد وأشنع اذ ما اتصفت الفتوى بتكفير الآخرين وتوظف على الأرض لإباحة الدماء وسفكها وسلب الأموال والممتلكات وقد حذر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله وبين ونبه مصير مثل هؤلاء الذين يفتنون بغير علم قوله تعالى (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وقال رسول الله صلى الله عليه واله (يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لا يُضِلُّونَكُمْ وَلا يَفْتِنُونَكُمْ) وقال صلى الله عليه واله (َمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)
وفي زمننا هذا صدرت الكثير من الفتاوى التكفيرية من المليشيات بتعددها وتنوعها ممن يدعون الانتساب للتشيع او التسنن من فكرهم المتطرف ممن يدعون انهم مشايخ وقادة لاحظ لهم من الدين والعلم ولا ملكة ولا قدرة علمية سوى الجهل المركب, فتاوى تبيح الأرواح والأموال والتمثيل بالجثث ونهب وسلب الممتلكات وهدم وحرق أماكن العبادة والتهجير في مخالفة صريحة لنصوص القرآن والسنة , نسلط الضوء هنا على الفكر المنحرف الجامد والفتاوى الضالة السقيمة الصادرة من عقول ملؤها الجهل والتناقض ونناقشها علمياً وندحضها بدليل العقل والوجدان الذي يلزمهم ويكون حجة عليهم ونقصد هنا الدواعش وما صدر عنهم من فتاوى كلها سقيمة متناقضة متهافتة مضحكة فنجد عندهم ما يعتقدون به ويرددونه ويرتبون الآثار عليه من قتل وتكفير (راية شركية….صورة شركية ) التصوير ورفع الصورة عندهم شرك ..والمشرك يستحق القتل !! وقد شنعوا وأقاموا الدنيا على من يرفع صور أئمة المذهب عليهم السلام ورايات البيعة والولاء واصدروا أحكاماً ونفذوا الجريمة والجرائم باعتباره شرك ! وحرموا (الستلايت ) بحجة فيه مفسدة ومفاسد!! والعجب العجاب أن الدواعش يصورون ويرفعون صور أميرهم (البغدادي ) تعبيراً عن الحب والولاء ..ويرفعون الرايات شعاراً لهم ؟! أليس هذا شرك ؟ أليس هذه راية شركية ؟ أليس هذه صورة شركية؟ يترتب عليها الشرك وإستحقاق القتل ! اين الاشكال أيها الأغبياء على الصورة أم على صاحب الصورة!! اليس هذه فتاويكم تكفركم وتحكم بشرككم ايضاً ؟؟ ولا يحرمون الأنترنيت ويعملون فيه في اليل والنهار ! أليس الانترنيت فيه مفسدة و مفاسد أضعاف مضاعفة من الستلايت ! لماذا النظر بالعين الواحدة العوراء ؟ أليس في الستلايت

مصالح وعلم ومعارف ! كما في الانترنيت ايضاً !! وهذا هو مقتبس بتصرف لما طرحه السيد الصرخي الحسني في أحدى محاضراته العقائدية الموضوعية الذي جاء فيها قائلاً ((لاحظ الآن عندما يتحدث عن هذه الراية الشركية، اذهبوا إلى مواقعهم إلى صفحاتهم الى أماكنهم إلى مواضعهم، ماذا تجدون؟ كم من صور الزعيم الفلاني والأمير الفلاني وأمير المؤمنين الفلاني، أليست هذه راية شركية؟ ما هو الفرق هذه صورة وهذه صورة؟! أي عقل عندكم أي مقياس تقيسون؟ هذه صورة وهذه صورة، إذا كان هذا شرك فهذا شرك!!” وأيضا علمت بأنهم قد حرموا ما يسمى بالستلايت وما يرجع إلى هذا، سبحان الله! أنت لماذا تحرم الستلايت؟ فيه مصالح فيه خير فيه فائدة فيه علم وفيه مفسدة. التفت جيدا، على فرض التحريم، يحرم الستلايت، يحرم التلفاز لوجود المفسدة، إذن لماذا لا تحرم النت؟ على فرض أن النت غير محرم عندهم، المفسدة في النت أضعاف وأضعاف وأضعاف ما في التلفاز، تستطيع أن تسيطر على التلفاز لكن لا تستطيع أن تسيطر على النت، فلماذا تحرم هذا وتسمح هذا وتستغل هذا؟ تستغل هذا طبعا لنصرتك لقضيتك” نحن أيضا لا نحكي ولا نفتري ولا نأتي ببطلان وبحشو كلام وبسب وبكلام فارغ، نحن مع الدليل، نناقش المليشيات بالدليل ونناقش داعش بالدليل ونناقش الآخرين بالدليل ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، هذا من شأن الإنسان وهذه مسؤولية الإنسان وهذا بينه وبين الله سبحانه وتعالى نحن علينا أن نطبق التعاليم ونطبق الأحكام بمصداقية وبواقعية دون الانتقائية”))

أخيراً نقول كما قيل في الحكمة الأثر يدل على المؤثر , من هذه ومن هذا الأثر نعرف مدى جهل وانحراف وانحطاط وسقم مثل هذه العقول التي تصدر الفتاوى من غير علم , ومابعد الحق الا الضلال .