حين نريد أن نقارن بين مواقف مراجع الدين فإن هذا ليس جزءاً من صراع شخصي تدور أحداثه في أروقة الحوزات, إنما هو جزء من الحالة الإصلاحية التي تتشابك الرؤى في كيفية صيرورتها, علينا أن لا ننسى أثر المعتقدات في تشكيلة التركيبة الاجتماعية ومقدار محركيتها في المجتمع, وساذج من يحاول أن يتوكأ على عكاز غير المرجعية فهي لديها صولجان الطاعة التي تستطيع أن تزجر به رعيتها. ولكن يبدو أن للدين الإسلامي خصوصية وهي أنه كلما كان المجتمع أكثر وعياً ومعرفة كلما قل الاحتيال عليه والعكس صحيح, وأهم ما ينبغي معرفته هو أن المرجعية ليست إلا أفراداً من المجتمع دخلوا السلك الحوزوي وتدرجوا حتى وصلوا إلى مستوى الاجتهاد أو لربما دونه , ومن المؤكد أن هؤلاء حين دخلوا الحوزة, دخلوا ومعهم أهواء النفس فهم ليسوا بمعصومين ولربما يكون الدليل على ذلك هو أن أكبر مراجع الدين كان مدخناً للسكائر ولو سألنا لماذا يدخن مرجع كالخوئي هل لينسى أم لينتشي؟ ومتى دفعته نفسه للتدخين أحين كان صبياً مراهقاً أم بعد ذلك؟ وهل كان يدخن بعيداً عن والديه معصية لهما؟, كل ذلك يجرنا إلى أن نفهم أن نفس الأهواء التي تدفع الإنسان العامي لإرتكاب الأخطاء هي نفسها التي تدفع رجل الدين إلى ذلك, وما أُحيط بالمراجع من قداسة ليس إلا من صنع الحواشي التي تقتات على بقايا الخمس والزكوات التي تصل المراجع, وحين يكون السياسي سارقاً ويكون رجل الدين معه فأعلم أن النفس التي دفعت السياسي إلى السرقة هي عينها التي دفعت رجل الدين أن يتقاسم الجريمة معه , هكذا عندما بدأت العملية السياسية بعد الاحتلال وكشفت عن ثروات العراق الهائلة التي سال لعاب السياسيين عليها وسال لعاب رجال الدين معهم , فشاركوا الاحتلال وعملائه صناعة القرار وكانوا جزءاً من المحاصصة وكانت حصتهم الأوقاف, ولكي تبقى تلك الغنيمة أوجبوا انتخاب المفسدين, فمن العجيب أن يطلب ألآن البعض من مرجعية السيستاني الإصلاح, أن السيستاني ليس مصلحاً وأنما يمارس براغماتية عنوانها الواقع المفروض حيث يدعو نفس الفاسدين للإصلاح وها هو حين عرف أن الكفة بدأت تميل سكت وترك دعوات الإصلاح المخادعة وترك المتظاهرين تنهش بهم مليشياته في الناصرية دون أن ينبس ببنت شفة, وترك الكلام عن السياسة, والتقشف وصل الى الدواء, حيث لا علاج للفقراء إلا بأن يدفعوا . ولا نعلم , أحمق من يصدق أن السيستاني مرجع؟ وكيف يفتي بالقتال ويسكت عن السرّاق, لقد عبأ السيستاني بهراوة المرجعية كل الشارع لحماية المفسدين بحجة الجهاد الكفائي وزعل عن السياسيين حسب تفسيرهم لسكوته بسبب سرقتهم المليارات , فياله من تفسير ينص على أن المرجعية غير راضية بأداء السياسيين وسرقاتهم وهي قد ألغت الخطبة السياسية لحثهم على الأفضل,وهذه بحد ذاتها كارثة أخرى من كوارث السيستاني وليت أن أهواء السيستاني تدفعه إلى التدخين ولو كانت كذلك لقدمنا له أفضل السكائر الكوبية, لكنها أهواء تدفعه لإراقة الدماء وسرقة الأموال وأحتضان الفاسدين . في الوقت الذي يوجد في قبال ذلك مرجعية العلم والإعتدال مرجعية الصرخي الحسني, تتحاشى عمائم السيستاني الخوض في نقاش علمي معها خوفاً من انكشاف المهزلة العلمية للسيستاني, والطريقة الوحيدة التي يستخدمها معممي السيستاني هي طريقة السراديب الشيطانية حيث يختلون بالمغفلين والسذج لإضلالهم ويستخدمون سياسيي الفساد ببطانيات الانتخابات للترويج لمرجعهم هكذا جمع السيستاني حشده وأخذ يقتل به الأبرياء ويسرق به البيوت وهكذا حين بدأت الكفة تميل الآن بدأ ينسحب, لكننا سنحمّله كل ما حصل ويحصل في العراق .