تقرأ المشهد من جديد .. الضربة الأميركية لـ”الشعيرات” تعيد حسابات إسرائيل الإقليمية

تقرأ المشهد من جديد .. الضربة الأميركية لـ”الشعيرات” تعيد حسابات إسرائيل الإقليمية

كتب – سعد عبد العزيز محمد :

لا شك أن الضربة العسكرية الأميركية للقاعدة الجوية السورية في 7 نيسان/ابريل الجاري، قد فاجأت الأميركيين قبل غيرهم.. كما أنها خلطت جميع الأوراق على الساحة الدولية عموماً والساحة الشرق أوسطية خصوصاً. فها هي روسيا التي كانت تأمل في علاقات أفضل مع الولايات المتحدة بعد رحيل “أوباما”، تقول إن العلاقات مع البيت الأبيض لم تكن يوماً أسوأ مما هي عليه بعد أن سكنه “ترامب”. أما إيران ومن دار في فلكها من التنظيمات الشيعية فباتت متحفزة ضد أي إجراء أميركي جديد. وفي هذا السياق يطالعنا الكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي “عاموس هرئيل” بمقال تحليلي في صحيفة “هاأرتس”، يتناول فيه المخاطر الأمنية من المحور الروسي الإيراني على إسرائيل باعتبارها ربيبة أميركا في المنطقة.

المحور الروسي الإيراني يهدد..

يبدأ المحلل السياسي الإسرائيلي بقول انه من المحتمل أن يكون تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى له تداعيات خطيرة على إسرائيل. فقد صدر مؤخراً بيان استثنائي، نشرته وسائل إعلام محسوبة على “حزب الله”، باسم ما وُصف بـ”القيادة المشتركة” لطهران وموسكو والقوات الداعمة للأسد في سوريا. وكان نص البيان كالتالي: (إن القصف الأميركي على قاعدة الشعيرات قد تجاوز “الخطوط الحمراء”، وأن الحلف الداعم للأسد سيرد بلا هوادة على أي عدوان جديد, من أي طرف كان, ضد النظام السوري. وتدرك الولايات المتحدة جيداً مدى قدرة الحلف على الرد).

من المقصود بالتهديد ؟

يتساءل الكاتب الإسرائيلي قائلاً: “هل بيان القيادة المشتركة هذا – إذا ما ثبتت صحته – يتوعد الولايات المتحدة فقط، أم أن جملة (أي طرف كان) تشمل إسرائيل أيضاً؟.. فقد أعلنت تل أبيب للمرة الأولى في 17 آذار/مارس الماضي عن مسؤوليتها المباشرة عن قصف جوي لأهداف عسكرية جنوب شرقي سوريا. هذا بالرغم من أن وسائل إعلام عربية تتحدث منذ كانون ثان/يناير 2012 – أي بعد أقل من سنة واحدة من اندلاع الثورة السورية – عن تنفيذ الجيش الإسرائيلي العديد من الهجمات الجوية ضد قوافل ومستودعات للأسلحة تتبع “حزب الله” اللبناني على الأراضي السورية. ولكن إسرائيل لم تعترف بمسؤوليتها الواضحة عن أي من تلك الهجمات، إلا أن الجميع يعلم أن تلك هي سياسة إسرائيلية المُتّبَعَة”.

التدخل الروسي المتزايد يربك حسابات إسرائيل..

يقول هرئيل: “صحيح أن النظام السوري قد هدد مراراً خلال الأشهر الماضية بالرد على إسرائيل، ولكن الجميع يعلم أن تلك التهديدات هي والعدم سواء. فمن المعلوم أن آخر شئ يتمناه بشار الأسد – باستثناء مواجهة الولايات المتحدة – هو مواجهة إسرائيل. ولكن ما هو أشد خطراً على إسرائيل هو أن يكون التهديد قادماً بشكل غير مباشر من روسيا وإيران، فازدياد التدخل الروسي لصالح نظام الأسد – بداية من نشر سربين من الطائرات المقاتلة شمال غربي سوريا، ثم نشر بطاريات دفاع جوي طويلة المدى – قد أثر سلباً على مجال المناورة الإسرائيلي، ولكنه لم يجعل تل أبيب  توقف غاراتها على أهداف تابعة لحزب الله في سوريا. وعلى الرغم من أن روسيا وإسرائيل قد توصلتا إلى تفاهم عسكري يقضي بمنع حدوث مواجهات جوية على الأراضي السورية، إلا أن وسائل إعلام أجنبية تحدثت عن وقوع حالات خطيرة كادت تنتهي بصدامات غير مقصودة. بل إن بعض المصادر المطلعة قالت إن روسيا قد احتجت على القصف الإسرائيلي الأخير في 17 آذار/مارس الماضي، لأنه وقع بالقرب من قاعدة عسكرية روسية. أما الآن وفي ظل ما قامت به الولايات المتحدة من هجوم عسكري استثنائي للغاية، لا يعلم أحد ما هي الإجراءات التي قد يقدم عليها بوتين مستقبلاً”.

حرب محتملة مع “حزب الله”..

يرى المحلل الإسرائيلي “هرئيل”، أن المخاوف الإسرائيلية التي باتت الآن معلنة تتركز في استمرار تقدم قوات النظام في الجنوب السوري أو أن اتفاقاً طويل الأجل لوقف إطلاق النار في البلاد، قد يؤديان إلى إعادة سيطرة الأسد على المناطق الحدودية مع إسرائيل في الجولان، بما يعني دخول ميليشيات شيعية مثل قوات “الحرس الثوري” الإيراني أو مقاتلي “حزب الله” إلى مناطق الحدود.

ويضيف الكاتب أن جبهة المواجهة بين إسرائيل والميليشيات الشيعية لن تقتصر على الحدود السورية الإسرائيلية، وإنما من المرجح أن تمتد إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وهناك عدد غير قليل من المحللين الاستراتيجيين والسياسيين يؤكدون على أن كل المؤشرات على الساحة الإقليمية تنذر بنشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، ومن بين تلك المؤشرات أن إسرائيل أدخلت مؤخراً منظومة صواريخ الدفاع الجوي “مقلاع داوود” إلى ترسانتها الدفاعية. ولكن هناك من يقول إن إسرائيل لن تكسب شيئاً إذا ما خاضت حرباً مع حزب الله الآن، لاسيما وأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ضعيفة وحساسة في مواجهة كثافة الصواريخ التي يُطلقها الحزب. بل إن “حسن نصر الله” وكثير من قادة حزب الله تستهويهم خرافة أن الشعب الإسرائيلي شعب هش، له جيش ضعيف لا يقدر على الصمود أمام أنين الشعب الذي سيعاني من صواريخ حزب الله.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة