الديكتاتورية:نظام سياسي ذو مفاهيم تتقاطع مع النظم الديمقراطية وهو فرض القوانين والاساليب القسرية التي يضعها لتسيير المجتمع او تعطيل الدستور والقوانين السائدة قبل الاستيلاء على السلطة واسكات المعارضين بكافة الوسائل المتاحة ومنها القوات المسلحة الجيش,الشرطة ,الاجهزة السرية, وبكل الوسائل القذرة كالقتل والتعذيب والتصفية الجسدية والاغتصاب اللااخلاقي
ومصادرة الملكيات والابعاد القسري مخالفا بذلك لوائح حقوق الانسان والاعراف الدولية ويمنع المنظمات الانسانية والدولية من القيام بدورها والاطلاع على السجون السرية والعلنية واخفاء معالم الاجرام التي يمارسها بحق المعارضين وفي العصر الحديث اتسمت الديكتاتورية بسمتين الاولى فردية يسيطر فيها الفرد على مقاليد الحكم ويعتمد في حكمه جوق النفعيين والانتهازيين والبلطجية
وماشابه او ديكتاتورية الحزب او الجماعة التي تتسلط على زمام الحكم وفي كلتا الحالتين سواءا كان الحكم ملكيا ام جمهوريا لم يستلم الملك او الرئيس الحكم من خلال صناديق الاقتراع وبقرار الشعب وانما من خلال واقعة تفرض على المجتمع .
اما الدكتاتور : فهو الاستبدادي الذي يفرض نفسه على الاخرين بالانقلاب العسكري او الانتخابات المزيفة ويعتقد في ذاته انه الاحسن والافهم والاقوى والاصلح وانه مقرب من الرب وربما هو الرب كما فرعون ( انا ربكم الاعلى ) لايتقيد بالقوانين ولا يراعي العوامل الاجتماعية او الاقتصادية للاخرين وهو بالتأكيد يحمل في ذاته حالة مرضية هي اضطراب الشخصية ومعاناته من عقد تلبسته في
مسيرة حياته يبحث عن من يطيعه ويستغلهم لتلبية حاجاته مما يوسع دائرة النفاق والرياء حوله يصرخ حينما يتكلم ليخيف الاخرين معتبرا ذلك احد سيوفه التي يخيف بها الاخرين يتلون كالحرباء انانيته تسيطر على افعاله ونرجيسته تجعله ينظر نظرة استصغار للاخرين يتشبث بكل الوسائل للابقاء على كرسي السلطة للحصول على اللذة التي تحقق له ( الاتزان المرضي ) ترتبط حالته النفسية ارتباطا قسريا بالقوة والعنف والخوف والهلع من فقدانه هذه القوة يدعي انه يدري وهو لايدري او انه لايدري وهو يدري يكذب الاخرين وينال منهم في الحوار والاتهامات والتشهير والشتيمة عنيد لمجرد العناد عنيف مع الاخرين لايحترم حقوقهم يمارس على من حوله ما اصابه قبل ان يتبوأ منصبه كلامه معسول ووعوده براقة وطموحاته بعيدة المنال يبدو رقيقا امام الناس ودودا مخلصا بالوقت نفسه يخاف منهم لايغادر مقره الا بسيارة مصفحة واسطول من الحمايات المجهزة بأحدث اجهزة الاتصال والاسلحة الفتاكه وذئاب بشرية لاتعرف الرحمة مستعده للفتك بالاخرين لمجرد الشك ولا تنحصر ما تعني ( الديكتاتور ) بالمسؤول الاول في الدولة
بل تنحدر الى الادنى فالادنى الوزير المدير الموظف الضابط الجندي الشرطي فيفعل فعله بالاخرين والشواهد كثيرة في الواقع المعاش , وقد جرى تداول هذا المصطلح في فترة الامبراطورية الرومانية عندما كان مجلس الشيوخ يمنح سلطة مطلقة للامبراطور في حالة الاضطرابات والحرب وقد شهد التاريخ الاف الدكتاتوريين الذين جلبوا الاهوال والمصائب لبلدانهم والديكتاورية ( التسلط ) يتعايش مع البشر جميعا ولكل حالة وصورة معينة ففي الطفولة يريد الطفل ان يستحوذ على لعبة ما ويمنع اخوته او اقرانه اللعب فيها والنماذج لاتعد ولا تحصى وقد ابتدأت الانا والتسلط منذ الخليقة عندما عصى قابيل اوامر ابيه ادم ورفض ان يطبق الشرع واقصى اخيه هابيل بالقتل وفرعون مصر الوليد بن مصعب الذي ادعى الربوبية وتجبر على الله عزوجل وهولاكو وجنكيز خان ونقولا الثاني – نيرون – الحجاج بن يوسف الثقفي -جان بيدل بوكاسا- خوخي فيديلا -مانوئيل نوريغا- روبسبير – هيلاسلاسي – هتلر- موسليني
– فرانكو- ستالين- عيدي امين- موبوتوسيسكو -شاوشيسكو- اوغستو بينو-سلوبودان ميلوشيفتش – حسين حبري- انور خوجا- منغستو ميريام- شارون -بن غوريون -صدام حسين -حسني مبارك – حافظ اسد واشباله – القذافي -علي عبد الله صالح- البشير – زين العابدين- بوش الاب والابن. وتعاني بلداننا الاسيوية والافريقية من حالات الحكم الدكتاتوري الفردي والجماعي فالملك
او الرئيس يفرض ما يريد على الاخرين تسانده طبقة المنتفعين وعصابات القتل والانتهازيين الذي يستحوذون على كل شيء مقابل لا شيء للاكثرية الساحقة من الجماهير ويتفشى في المجتمع الظلم والفساد والرشوة وتتوزع المناصب على الاقرباء وانصاف المتعلمين والجهلة بلا وجل او خجل ويبررون ذلك بالماضي الجهادي والتضحيات — الخ من التبجحات الفارغة التي لا تساوي شيء امام تضحية عامة الشعب التي تعرضت وتتعرض للقهر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وتفعل الحلقة المحيطة بالدكتاتور الملك او الرئيس فعلها في البطش بالسواد العام ويبيحون القتل والسجن والتعذيب والاغتصاب مما يقطع خط الرجعة الى الطريق الصحيخ للدكتاتور ورهطه لذا نرى ان الدكتاتور لا يتراجع لان تراجعه سيفقده بريقه ويخسر ما بيده ويذهب هو وعصابته الى التهلكة ولا خيار له ولاعوانه الا خيارين لا ثالث لهما السجن او الموت كما حصل لحسني مبارك او القتل كما القذافي او يهرب الى اسياده و امثاله وعموما فأن المجتمع يتحمل الجزء الاكبر
من تكوين تلك الدكتاتوريات من خلال التعصب القومي او الديني او الطائفي او العشائري او الحزبي ان قبول الاخطاء ابتداءا وتمريرها وعدم الوقوف بحزم تجاهها منذ البداية من العوامل التي تجعل الدكتاتورية تنمو وتزدهر مقابل القهر والحرمان الذي يتعرض له المجتمع باكمله يوما بعد يوم ويترشح عنه ردود فعل تصاعدية لاغلبية الجماهير المقهورة الى ان تصل الامور الى الانفجار العظيم الذي يطيح في اكثر الاحيان برجالات السلطة وتدفع الجماهير ثمنا باهضا كما حصل في ليبيا واليمن ومصر وما يحصل في سوريا وسيحصل غدا في ايران والسودان
والمغرب والعراق لا سامح الله اذا ما استمر الوضع على ما عليه ان مجتمعاتنا العربية تحتاج الى الرجل القوي الامين لتطبيق القوانين والاعراف لا الى الدكتاتور قائد لايسمح لنفسه اولا ولجماعته ثانيا ومعارضيه ثالثا بالاخلال بالقوانين والحقوق مما يعني العدل الذي هو اساس الملك يساوي بين ابن القائد وابن الفلاح او العامل هذا القائد ستضعه الجماهير في حدقات العيون ولا يجد من يناهضه او يخاف منه يخرج مع زوجته وابناءه الى الاسواق والشوارع حمايته شعبه اين ما حل وارتحل وليست المدرعات واعداء الشعب .