العالم يعيش إنتقالاً نوعياً بكل شيء، في السياسة، الإقتصاد، التواصل الإجتماعي، جنون الفضائيات، الحروب، الأمراض الوبائية، التكفير، والتفجير، بشر كالفئران، وآخرون كالضباع، يخافون الأسود، اختلفت الشعوب، فقراؤها وأثرياؤها، جُناتها، وقُضاتها، والحكومات، والجنات، فلداعش حور عين، لسنَ كالحور العين، اللواتي ورد ذكرهنَّ، في القرآن الكريم، وجهادها مختلف عن جهادنا، أما العراق وشعبه، فلا إنجاز وتطور سوى القليل!
الإنسان العراقي يتمنى أن يكون 2016 ،عام تفكيك الازمات في البلد، فمفاهيم القمع، الإستبداد، الظلم، الطائفية، المذهبية، الحزبية، النزوح، التهجير، الهجرة، المناطقية، العشائرية، كلها ترمى خارج حدودنا، وهذا يتطلب حل هيئة الإفتاء، الخاصة بالفكر المتطرف، من صعاليك القداسة الجهلاء ومشايخ أصحاب السبت، ومشروعهم الجاهلي السلفي الوهابي المقيت، إذن هو الفوز بالوحدة والتعايش، في بلاد الرافدين!
أيها الدعاة: بئراً شربتم منه، لا ترموا حجراً فيه، فبابكم السياسي مترنح، ما بين مملكة آل سعود، وملايين النازحين، بمختلف تداعيات الغياب، فلكل منها جواز سفر متنقل، والشعب ملّ من كثرة اللاءات (مفرد لا)، حيث صار عددها، بعدد حبات الرمل والحصى، وموسم حصاد الأرواح والمدن، كان خبر الأمة الشائع، فأين مشايخكم؟ للمطالبة بالبئر وبيدكم الحجر؟
الأثرياء يسردون قصة الفساد والرذيلة بأحضان التآمر، والفقراء يقصون حكايات الدمع والدم، على تراب مزق رماده الحضاري المستعر، عزف طائفي بقيثارة وهابية، وكأن الوطن ذئب يبتلع ثعباناً، تراه إذا تحدث رجل لإمرأته، عن جمال إمرأة أخرى، وتاهت الأرض، بين جند مدافعين، وغرباء خطرين، والصراع آخذ بالإحتدام، نحو عرق أصيل، وآخر مشوه، وفي النهاية سينتصر الامل!
ثلاثية القضاء على التكفير، تكمن بتهيئة ورقة بيضاء، فارغة من الزيف، والتسويف، والفساد، وهذا لمسوخ الوهابية المتطرفة، وورقة أخرى لبعض ساسة البلاد، الذين أتحفوا شعوبهم بالحزن، والوجع، والدموع، وثالثة لقائد بضميره، ولسانه، وعقله، يقف مع المظلوم، والفقير، والبسيط، عندها تتربع ثلاثية الحرية، ديناً، وفكراً، ورأياً، فحياة يقودها عقلك، أفضل بكثير من حياة، يقودها شيوخ الفتنة!
مئات الأفواه المغرضة، تحاول سرقة فرحة الإنتصار، وتنتهز الفرصة للإنتقام، فمرض الصراعات السياسية، يتطلب جهازاً لتصحيح الإنحرافات، وأن يعلق الشرفاء المعتدلون، عباءاتهم فوق حبال القيم الإسلامية، في الوحدة، والتعايش السلمي لتنبيه الأمة، ولندع بكاء المراهق السلفي،على جرذانه النتنة، ولنقطع الصلة بأخطاء الماضي، والإستبشار بالحاضر، والإستشراف للمستقبل المشرق، لتظهر دولة عصرية واحدة موحدة، إسمها العراق!