من المعروف لدى الجميع ان المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني لعب دورا مهما في العراق، وعلى مدى سنين طوال، ومن خلال مسيرته هذه اختلفت الاراء حول ما قدمه من مصلحة للشيعة او لغيرهم، فالبعض اعتبره عاملا مساعدا للوجود الامريكي في العراق ومساندته لهم في فترة احتلالهم للأراضي العراقية، والبعض الاخر قالو بانه يعمل لمصلحة العراقيين عامة والشيعة خاصة، وهذان الرأيان لايخلوان من الصواب، الا ان السيستاني وجد نفسه وحيدا لمواجهة يعجز عن مجابهتها، فبعد تأييده المطلق للحكم الشيعي نصرة للمذهب باعتباره اولوية عليا وبموافقة الامريكان بذلك وفق مخطط امريكي دفع العراق الى الهاويه لتنفيذ فكرة التقسيم، لعبت الاحزاب الدينية الشيعية دورها بفضل السيستاني الا انها لم تكن ذات ولاء مطلق للعراق و لرأي سماحته، وارتمت بأحضان ولاية الفقيه التي تسعى جاهدة لفرض ولايتها في العراق مع رفض السيستاني الذي اتخذ موقف الضد للمشروع الايراني، ولطالمى تسبب ذلك بأستياء ايران التي حاولت مرارا وتكرارا التخلص من وجود السيستاني.
الحشد الشعبي اتخذته ايران الوسيلة الافضل للتخلص من دور المرجعية اذ ان معظم الفصائل المسلحة منها عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله والبقية الاكثرية تأخذ اوامرها من ولاية الفقيه وتأيده بكل حرف يملى عليها، فخرجت بذلك عن سيطرة السيستاني الذي اعتبر هو مؤسسها الاول، وبادراك ذلك حاول سماحته تحجيم دورها و ايقافها بشكل او باخر في الايام اللاحقة لذا ساند سماحته الحكومة وادلى بموافقته للدخول الامريكي مجددا، هنا باتت الرؤيا واضحة جدا والتي فاقت توقعات السيستاني فالامريكان اليوم يقفون مع مشروع التقسيم، والحكومة العراقية برئاسة العبادي مع جود الفصائل المسلحة تقف مع ايران، ولم يجد سماحته مخرجا لذلك فأكتفى بتصريحه الاخير في صلاة الجمعة والذي نص على:
“كان دأبنا في كل جمعة أن نقرأ في الخطبة الثانية نصا مكتوبا يمثل رؤى وأنظار المرجعية الدينية العليا في الشأن العراقي”، مستدركا “لكن تقرر ان لا يكون ذلك اسبوعيا في الوقت الحاضر بل حسب ما يستجد من امور وتقتضيه المناسبات”
استوقفني تعبير “في الوقت الحاضر بل حسب ما يستجد من امور وتقتضيه المناسبات” من هذا اقول ان هناك محاولتان قد يتخذهما السيستاني لتستجد الامور منها مفاوضات مع الجانب الامريكي بشأن المستقبل العراقي وان لم يحصل ذلك ستكون دعوته لثورة شعبية لتغيير نظام الحكم في العراق ولكنني استبعد هذا.
مع وضع احتمالية قريبة الحدوث الا وهي رحيل السيستاني بسبب او بقدرة الله تعالى تاركا العراق في اصعب مراحله بين فكي امريكا وايران.