من الواضح إن التظاهرة الکبرى التي نظمتها المقاومة الايرانية في باريس في 28 کانون الثاني المنصرم، قد حفلت برسائل عديدة مرسلة الى العديد من الاطراف و على أکثر من صعيد، وبقدر کانت الرسالة الکبرى و المشرئبة تحديا خاصة بالنظام الديني المتطرف في إيران، فإنها’أي التظاهرة’، أرسلت رسائل توضيحية أخرى للمجتمع الدولي عموما و لدول المنطقة خصوصا سعت من أجل تصحيح وجهة النظر الخاطئة التي أوحيت إليهم بدفع و توجيه من النظام الايراني.
منذ تأسيس النظام الديني المتطرف الذي هو سبب و أساس أغلب المشاکل و الازمات المتعلقة بتصدير التطرف الاسلامي و الارهاب في المنطقة، عمل جاهدا من أجل إيجاد جدار و فاصل أمام أي شکل من أشکال التعاون بين دول المنطقة و بين المقاومة الايرانية عموما و منظمة مجاهدي خلق خصوصا، والذي يثير التعجب و الاستغراب إن دول المنطقة قد إنصاعت أو سارت’من حيث تدري أو لاتدري’، بهذا الاتجاه الخاطئ.
النظام الديني المتطرف في إيران و من أجل أن يضمن بقاء و إستمرار ذلك الجدار الوهمي الفاصل بين دول المنطقة من جهة و المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق من جهة أخرى، فقد أوحت لدول المنطقة بطرق متباينة الامور التالية:
ـ إن المقاومة الايرانية بصورة عامة و منظمة مجاهدي خلق بصورة خاصة، لم يعد لها أي دور أو تأثير في داخل و خارج إيران.
ـ سوف يبادر النظام الديني المتطرف للرد بصورة قاسية على مبادرة أية دولة من دول المنطقة لإقامة علاقة مع المقاومة الايرانية.
ـ يزعم النظام الديني المتطرف کذبا و زيفا و بهتانا بإن منظمة مجاهدي خلق لاتختلف عنه وإنها’أي مجاهدي خلق’، تلتزم أيضا نهجا دينيا متطرفا مشابه لما يلتزم به و يطبقه النظام!
التظاهرة الکبيرة و التي شارك فيها آلاف الايرانيين من مختلف أقطار العالم و جابوا في أهم شوارع فرنسا بصورة أبهرت و أذهلت الرأي العام الفرنسي خصوصا و العالمي عموما و أظهرت قدرة و إمکانية المقاومة الايرانية في جمع و تعبئة و توجيه الايرانيين في الخارج و إقامة هکذا نشاطات سياسية عالية الدقة في الترتيب و التنظيم، فندت و دحضت زعم النظام الايراني بعدم وجود أي دور أو تأثير للمقاومة الايرانية في خارج و داخل إيران وکانت رسالة ذات مغزى خاص لدول المنطقة وبشکل خاص بعد مشارکة الجاليتين السورية و اليمنية فيها و ر?يتهما عن کثب العمل و النشاط النوعي للمقاومة الايرانية.
منظمة مجاهدي خلق خصوصا، و المقاومة الايرانية عموما، أعلنتا و لأکثر من مرة عن إيمانهما العميق بفصل الدين عن السياسة و بمبادئ حقوق الانسان و الحرية و الديمقراطية بل و أکثر من ذلك إن المقاومة الايرانية أعلنت أيضا عن برنامجها السياسي الخاص بحل المشاکل و المعضلات المتعلقة بالاقليات العرقية و الدينية في إيران، من هنا فإن المطلوب من دول المنطقة أن تتخطى حدود هذا الجدار الوهمي و تسعى لإنتهاج نهج جديد يقوم على أساس بناء علاقة مع المقاومة الايرانية التي هي تمثل الشعب الايراني و تعبر عن آماله و طموحاته و بذلك تقف بوجه سياسة خاطئة لاتخدم أحدا کما تخدم أهداف و غايات ملالي إيران المتطرفين.