عندما نشاهد بعض تصرفات الدول الغربية وهي تمتهن المؤسسة وتقيم العدل النسبي الذي يفتقر إليه بعض المسلمين والعرب !
وعندما نشاهد التقارير مثلا في حفظ الدور والتسلسل في دولة مثل اليابان وقداسته وحفظ العلامات التي يضعها الأشخاص لبيان أحقيته بالمكان ، وعدم المساس بها بأي شكل !
وعندما نرى مزارع الأرياف في دولة السويد حيث تضع الفواكه والخضروات في سيارة بطريق المارة فمن شاء أن يشتري ما يعجبه يضع ثمن المشترى بالصندوق والرقيب الضمير فقط !
نقول هذا ما تدور أغلب الأحكام الشرعية لتوصل الفرد لهذا الرقي ، والثقة بالتعامل وهي تصرفات أسلامنا النظري والمفترض قبل نزوله عن صهوات بطون الكتب والنظريات !
فكانوا بتعاملهم مسلمين وكما قيل : (وجدت أسلاما ولم أجد مسلمين ) !!!
وهكذا السيد فضل الله قدس سره الشريف ، بطريقته الفذة والنادرة وحواره الذي سبق به حتى البذور قبل سقيها وفرعها ليورق لنا ثمرا جني ، حركة دئوبة وسباحة في خيال وفكر علمي عملي منتج ، سبق به الكثير ، وشخص علل وأعطال إجتماعية لم يستسيغها الكثيرون فاقدي الوجهة الحضارية للطرح الإسلامي الذي يجب أن يكون عليه أسلام العصرنة المتقدم والمتطور بالضرورة هو وأحكامه !!!
فهو من فتق رئة الحوار بعد أختناقها وصعوبة تنفسها الصعداء ، ليمنح الحوار الإسلامي المتمدن جرعة بقاء كانت هي المقتل لمن ساء فهمه بل قصر فهمه عن أدراك مثل علمه وتعلمه السباق والسابق للكل الذي كان ينظر ليصل ما وصل إليه فضل الله الراكز والهادىء والمنفتح على نوافذ كان غيره يخشى رياحها !
ويوما كنت قد حضرت محاضرة له في سوريا وعند دخولي الحرم الزينبي وجدت السيد كمال الدين الغريفي قدس سره الشريف وقد ربطتني به علاقة طيبة ، سألني أين كنت قلت في محاضرة السيد فضل الله قال : وبحرقة بعد مائة عام وما يعرفون هذا الشخص العظيم !!!
نعم يا ثمر سبق الأغصان ، وغصن ستغني عليك البلابل بصوت الحرية ونغم الحوار المتمدن !!!
سلام على هدوئك ومثابرتك لتوليد جيل لا يخشى الحواشي وما دار في فلك منافعها !!!