17 نوفمبر، 2024 11:25 ص
Search
Close this search box.

سد الموصل ..وسيل العرم المائي والسياسي

سد الموصل ..وسيل العرم المائي والسياسي

سد مأرب” أكبر وأقدم السدود في اليمن، معجزة تاريخ شبه الجزيرة العربية وأحد أقدم السدود في العالم، تسبب انهيار السد “سيل العرم” في تشريد أجدادهم ومهاجرة القبائل إلى مناطق مختلفة من الجزيرة العربية وبقاع أخرى.. انتهت الحادثة التاريخية بتغيير ديموغرافي للسكان وطوت صفحة التاريخ لهذه الحادثة دون ارهاصات سياسية تُذكر .,
العراق عندما تتوجه اليه الانظار تجد ان ملف الفساد الحكومي والازمة المالية والحرب على داعش وتدخل دول الجوار هي الاوراق التي تتحرك بسرعة هائلة ومتغيرات متصاعدة بيانيا مع كل حدث معين ..تلقي بظلالها على الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي حتى اصبحت هذه الملفات قريبة جدا من” يوميات عراقي “
تلوح في الأفق كارثة محتملة شمالي البلاد وهي قضية سد الموصل، وهو أكبر سدّ في العراق،
أطلق الجيش الأميركي على سد الموصل لقب “أخطر سد في العالم”، ولا يتعلق الأمر بمصير السدّ وإنما بمصير ملايين العراقيين الذين يعيشون عليه وهو الذي يعدّ الأكبر في البلاد ويلوح بأفق رهيب
يجد المتتبع لهذا الحدث ان المخاوف الامريكية كبيرة جدا حيث يقول :ماكفرلاند،  قائد عمليات “التحالف” الامريكي في العراق
” أن احتمالات انهيار السد في الوقت القريب أصبحت مرجحة، وانه لو انهار فسيتم ذلك بسرعة كبيرة وستكون الأوضاع سيئة ومن الصعب التعامل معه”
و “لو كان هذا السد في الولايات المتحدة لقمنا بإفراغ البحيرة التي وراءه، واوقفنا استغلاله”.على حد قوله
كل هذه التصريحات نجد ان رسائل الاطمئنان متتالية من الحكومة العراقية  حيث تؤكد وزارة الموارد المائية على  ان السد مؤمّن بالكامل، ولا وجود لمؤشرات حول انهياره.
مع تصريحات نيابيا حول وجود ملفات فساد تخص العمل في السد والتي من شأنها أخرت عملية الحقن وادامة صيانته
تصاعدت المخاوف مرة اخرى بعد تصريحات الصدر حول الحيلولة دون وقوع الكارثة !
من انهيار السد وعلى رئيس الحكومة “ يأخذ المسألة على نحو الجدية وعليه ان يستلم الملف بكافة تفصيلاته وإخراجه عن وزير الموارد المائية”.
هذه الخطوة الاستباقية من الصدر وتد خله لأول مرة في عمل احد الوزارات نستطيع فِهم الامر على عدة احتمالات :
1- ان امريكا قادمة في هذه الاشهر على خلق مشكلة كبرى تتجلى بطلاق المياه من سد الموصل بأتجاه بغداد وصلاح الدين وهذا الامر له تداعيات كبرى
 2- اعطاء ملف السد اهمية كبرى من جانب قومي عراقي بحت أي لا يختص بوزارة او كتلة معينة
3- تستطيع الحكومة ان تتحرك بمساحة اكبر ان كانت جادة في منع الكارثة
4- الابتعاد قدر الامكان وعدم التعامل مع القوات الامريكية القريبة من السد والتي يتهمها الصدر في تأجيج الوضع
4- الفساد المالي الموجود والمبالغ الكبيرة التي تم اطلاقها لترميم السد دون اثر ملموس للصيانة ..

ولأن في حالة انهيار السد ستغرق أجزاء كبيرة من الموصل وقد يصل مستوى المياه إلى 20 مترا في غضون ثلاث ساعات فمن المحتمل جدا ان تبدأ القوى الاستكبارية بمشروعها القادم بعد اغراق نينوى والبدء بالتغيير الديموغرافي حسب المصالح الاقليمية التركية _الكردية _السنة العرب “السعودية،قطر” بالتزامن مع الاعلان عن الخندق الكردي وتواجد قوات الاتراك في الموصل وهي الخطوة الفعلية للدخول الى رسم خارطة العراق الجديد المقسم وفق المصالح الاستكبارية ،بالاضافة الى الآثار التي يتركها الانهيار المرتقب له داعيات كبرى على الوسط والجنوب ولان خطر الفيضان حسب التوقعات لا يمكن ان يمر مرور الكرام وسوف يخلف خسائر كبيرة ليست بشرية فقط وإنما اقتصادية كبيرة،و نحو 5 ملايين عراقي بين غريق ومشرد خلال يومين فقط من انهيار السد، فضلا عن تلف محاصيل زراعية واراض قد تشكل 15% من اراضي العراق الصالحة للزراعة.
اما الدمار المادي فيقدر بحسب احصائيات اولية بأكثر من 200 مليار دولار، الى جانب اربع سنوات من العمل لازالة اثاره التدميرية…
يبقى التكهن اننا نتوقع بعد مرحلة ما بعد داعش ستتحرك عدة سيناريوهات وما قضية السد الا بداية الدخول الى المشروع الاكبر لإقامة الاقاليم الثلاث ..سواء انهار السد او القيام بعملية ارهابية لتدميره ستكون ردة الفعل طبيعية جدا ..
وبذلك تبدأ الكوارث الانسانية والاقتصادية نتيجة هذا الفعل المرتقب بالتعاون مع تركيا الحليف الاستراتيجي لامريكا والتي من المتوقع ان تطلق كميات كبيرة من المياه في موسم الامطار وذوبان الثلوج لتكتمل الحجة بان السد لم يتحمل كمية المياه المخزونة …

 

أحدث المقالات