20 ديسمبر، 2024 5:39 م

العراق بين الاصالة الوطنية والمشروع المستورد

العراق بين الاصالة الوطنية والمشروع المستورد

قد يتوهم الجاهل ان المشاريع الخارجية التي تاتي من وراء الحدود انما هي رافة ورحمة به كونه لايدرك اهمية او طريقة التفكير لدى الاخرين اصحاب النظريات الكبرى وهذا يعرف بضبابية الصورة او التشويش عليها وهناك من يدرك عكس ذلك برؤية نقدية واضحة تجاه الاحداث السياسية والمتغيرات الجغرافية مع الحلفاء متناقضي المصالح وهذا يجعل تخبطا واضحا في عقول الاغلبية السياسية وفي وضعنا الراهن هناك شخصية وطنية علمية اثبت اعلميته في الاصول وطلب المناظرة واشكل على السيدين الشهيدين الصدرين اشكالات لم ترد هو عصارة وخلاصة المدلرسة الاصولية عربي الاصل عراقي الولادة والثقافة رفض من بادى الامر التدخل الاميركي واحتلال العراق اول من اشكل على الدستور الذي وضعه برايمر وانضجته بعض عمائم السوء تصدى بقوة للثقافات الاجنبية والاجندة الغريبة في العراق فاضحى ضحية العملاء والاجانب في بلده العراق اضطهد الرجل بشكل لم يسبق له مثيل كما اضطهد اتباع مقتدى الصدر من المقاومين وقمعوا قمعا شديدا في اكبر مجزرة في كربلاء الحسين -ع- لمجرد انهم عرب شيعة رفضوا الحكومة والتدخل الاجنبي بالعراق فتظافرت عليهم جميع القوى السياسية والدينية
وقمع محمود الصرخي بالة قمع دينية ومنهج تشكيكي وقذف بالباطل من قبل من يعتبرون انفسهم مؤمنين او دينيين او ساسة ديمقراطيين الا انهم مارسوا سلوكيات ضد الدين والديمقراطية واما اذا تاملنا بسلوك هذا الرجل فهو متواضع جدا اتباعه اغلبهم من الفقراء والمستضعفين يبنون مساجدهم بالتعاون والتبرع وحقيقة حين اشاهدهم اذهل احيانا لتعاونهم وحبهم لاعمار مساجد الله وبيوته الكريمة ويعمروها بالبناء والصلاة والتقوى وبلا مقابل

والاغرب ان محمود الصرخي برغم انه لايملك امكانات مادية او اعلامية او فضائيات الا انه يعتبر خصما وندا لكبار الكتل والاحزاب التي تهابه وتقدره وتحسب له الف حساب طرح حلولا عقلائية وكنت اتبابع الرجل القائد الحكيم فهو لم يحمل في طياته حقدا على دولة او قومية او حزب الا بمقدار مايحرص على العراق ومصالحه وامنه الداخلي والاقليمي من تدخل دول الجوار وله كل الحق ولكل عراقي ان يفكر في مصالح البلد في المستقبل المجهول للعملية السياسية القائمة على اسس عرجاء وعوراء وطائفية

وفعلا كل ماقاله محمود الصرخي من اراء بدئت تتحقق بدقة في تمزيق العراق وبيع اراضيه وتقسيمه على اسس طائفية او عرقية من قبل دول كبرى مصلحتها اضعاف العراق الواحد وتقسيمه الى عدة اقاليم متصارعة من اجل المصالح الحزبية لقادة الكتل والاحزاب وكانت طريقته الخطابية هي كمايلي :

1- كان يختزل ويختصر المفاهيم السياسية الهامه التي يحاول فيها جمع الراي العام العراقي بالاتجاه الوطني وبلا اي حواجز وبذلك هو يحترم العقل العراقي الحر والجمهور العام للتاثير على النفس وطمس افكار الاحزاب المستوردة الطائفية والعرقية

2- كان يؤكد رفض المشروع الاجنبي ويؤكد قدرة العراقيين على ايجاد الحلول الوطنية ويعري كل مايصدر من افكار ومفاهيم كي لايبتلها الشعب العراقي وهو بذلك يثبت كونه رجلا وطنيا يضع سدا حاجزا تجاه الافكار الخطيرة المستوردة والتي لاتنسجم مع معطيات الواقع العراقي الوطني واسسه الحية بالتقاليد العربية والاسلامية الحقيقية

3 – كما انه اختزل الوقت فوجه الشعب العراقي لرفض التوجه الخطا ولم يسعى الا الى تسخين النفوس بكلمات حرة مقبولة للجميع من اطياف العراقيين ونبذ الاحزاب الجديدة والمحاصصة والتوازن في المناصب وهذا يضع العصا في عجلة الحركة الوطنية باتجاه المصير المشترك لكل العراقيين عربهم وكردهم سنتهم وشيعتهم

4 – كان الداعم الاول للمظاهرات السلمية المطالبة بالاصلاحات في العملية السياسية الفاشله سلفا وقد دفع انصاره ثمنا باهضا في سبيل الدين والوطن المغتصبين من قبل اناس لاتعرف الدين وتجهل الوطن كما انه اغلق باب النفاش في المسلمات الوطنية وجعل القضية الاولى والكبرى هي العراق

5 – قد يستشكل الكثيرون من الجهلة بانني من اتباعه او انصاره ولكن اقول يشهد الله انني لم ارى الرجل مطلقا الا من خلال خطاباته المعتدله العقلائية وتاثرت بفكره فوجدته رجلا حكيما عاقلا لبيبا يطرح مفاهيم الوطن والدين المتسامح بكل دقة وواقعية وينبذ العنف والارهاب ويدينه من اي جهة كانت لذلك اضحى وانصاره هدفا لمرامي الاحزاب والاجندة الغير وطنية وطعن في اعلميته الدينية وفقهه وعلمه بل بانصاره فكان اول ضحية من ضحايا الاحتلال واجندته واتهم بسلسلة تهم وحلقات لن تتوقف الا بتصفيته وانصاره مما دعى الرجل للاختباء حفاظل على حياته وهو ابن البلد ليطارد من قبل الاجانب واصحاب المشاريع الهدامة الا انه اثبت وقفة بطولية بكلماته المعتدلة المنصفة العقلائية

ويبقى شعبنا العراقي الحر هو من يقرر ويختار من هو النظام الصحيح للحكم ومن هو ابن البلد الاصيل ومن هو الدخيل والمشكوك في عروبته واصالته وامام اماني واحلام الاحرار سنبقى نقف امام المجهول بعد ان عشنا سنين طوال ونحن لا ندرك الا لغة الدم والرصاص والعبوات والتفخيخ ولا نشم الا رائحة الرصاص والبارود ؟ وقد ان الاوان ان يتوقف ذلك ونعود اسرة العراق الواحد الموحد تحت ظل المسمى العراقي والذي لاحل للعراق الا به

أحدث المقالات

أحدث المقالات