هكذا .. أرادوها أبطال الكرة ، أن تكون انتصاراتهم في الملاعب مكمّلة لانتصارات أخوتهم وأهلهم في ساحات القتال ضد داعش الإرهاب .. هكذا فعلها أسود العراق حين انتزعوا تذكرة التأهل إلى أولمبياد البرازيل القادم ، وسط ظروف ومصاعب وجولات لا يستطيع تجاوزها إلا من كان من صنفهم ..
فازوا بجدارة واستحقاق وسط ملاعب ليست ملاعبهم ولا أجوائهم ولا إعلامهم ولا كل شيء ولكن ذلك ليس غريبا عليهم .. فازوا كي يبعثوا المباهج والاحتفالات والروح الحماسية والرياضية في الشارع العراقي الذي كان من أقصاه إلى أقصاه موحدا ومترقبا بلهفة وبقلب واحد وشعور وطني عميق ، تحقيق هذا الانتصار كي يهدوه إلى أبطالنا في الجيش والحشد الشعبي الأبطال الذين يحققون كل يوم إنجازا وانتصارا على الدواعش ، بدمائهم وتضحياتهم وصمودهم الأسطوري ، وكأن اللاعبين الأبطال الذين كانوا في ملاعب قطر يستمدون عزيمتهم ومطاولتهم وتحديهم من روح الجيش والحشد الشعبي وكل قواتنا الأمنية والعسكرية في الرمادي وصلاح الدين وكل قواطع العمليات ضد الإرهاب الظلامي التكفيري المجرم ، ليزفوا لهم فرحة إضافية من هناك ، من خارج البلد وليسعدوا بها أهلهم وشعبهم ووطنهم الذي كان علمه يرفرف زاهيا خفاقا منتصرا في معركة التأهل إلى أولمبياد (ريو دي جانيرو ) ، وليعلنوا للعالم أجمع أن العراق حاضر وقوي وقادم إلى المستقبل بثقة وجدارة مهما تكالبت عليه مخالب الأعداء وشرورهم ودواعشهم ، ومهما قدّم من خسائر وتضحيات في الأرواح والممتلكات بفعل إرهاب دول عديدة لا تريد له الخير والأمان والحياة والمستقبل.
لقد فاز العراق كله .. بكل طوائفه ومذاهبه وقومياته وألوانه .. فازت الإرادة العراقية وفازت الروح العراقية .. فازت تضحياتنا كلها ، فاز شهداؤنا العظام وجرحانا ومحبونا ومناصرونا ومن وقف معنا .. إنه انتصار التحدي والجدارة والثقة والفرح بانجازات عظيمة نستحق من خلالها أن نرفع بها رؤوسنا لأننا عراقيون ، ولأننا مؤمنون بقضيتنا ومحبون لبلدنا وللحياة وللغد القادم .. إنها رسالة جميلة بليغة أخرى لكل الآخرين المعادين لشعبنا وبلدنا : لن تستطيعوا منعنا من التقدم مهما زرعتم فخاخكم في الأرض ، ولن تميتوا الحياة والأمل والطموح في دواخلنا .. وهي رسالة لكل المحبين أيضا : لن نخيب ظنكم فينا أبدا ، فنحن العراقيين .. وعنواننا النصر والحياة والمستقبل ..
شكرا لكم أبطال الرافدين ،منتخبنا الأولمبي ، شكرا لهذه الفرحة التي صنعتموها لبلدنا الذي يستحقها وأكثر منها .. وإلى انتصارات قادمة بإذن الله تعالى.