المكان / قاعة المحافظة … الزمان / الأثنين 25/1/2016… النشاط / إذلال النساء الحليات من الأرامل مقابل 100 الف دينار كمنحة هدية لهن … القائم بالنشاط / وزارة النفط العراقية بالتعاون مع قسم شؤون المرأة في بابل ولجنة الرعاية الاجتماعية في المجلس.
هذا ما أستطعت معرفته من عشرات الموظفين والموظفات داخل قاعة المحافظة قسم منهم من يتبع المحافظة وقسم اخر من يتبع المجلس واخرون من ممثلي وزارة النفط التي أوعز وزيرها الموقر بإذلال النساء البابليات من الأرامل مقابل 100 الف دينار.
لو لم يكن هناك قانون يعاقب على السب والقذف والشتم لشتمت أمام الملأ كل من قام بهذا العمل وأذل نساءنا التي لطالما ضحين وتعبن وربين.. ولكن حسبي الله ونعم الوكيل. مئات النساء الفقيرات من الارامل البابليات دفعهن العوز الى الحضور الى قاعة المحافظة وسط فوضى عارمة لم يخطط لها من قبل القائمين عليها.
مسؤولين أدعوا للنساء الأرامل إنهم هم من رشحوهن لأستلام المائة الف دينار في محاولة لكسب أصواتهن خاصة ان الإنتخابات على الأبواب ومازال الناس السذج يصدقون المسؤولين ويرونهم ملائكة صالحين بيدهم إسعاد الناس.
نعم أنا أصر على رأيي إن وزارة النفط أرادت أن تذل تلك النساء من أرامل الشهداء وفاقدات المعيل بهذه المائة الف دينار التي ربما لم يصل منها الا بضعة الاف بعد المرور في السوق.. نساء يفترشن ارض القاعة وأخريات يجلسن على ارض الحديقة ..عجوز مسنة يتلقفها رجال الشرطة بعد ان وصلت الى حد الإغماء بسبب التدافع أمام (ميز) السيد المسؤول عن دفع المائة الف دينار ..موظفون وموظفات ومسؤولون ورجال أمن ومتنفذون يبحثون بين النساء عن (العرف) لمساعدتهن في الحصول على المبلغ المخصص..نساء فقيرات مسكينات لايعرفن أين يذهبن أو يفعلن حائرات لاأحد يستمع اليهن أو يساعدهن.
نترك كل هذا وأقف أنا وزميلين من الصحفيين أمام إمرأة تجاوز عمرها الـ80 عاما مصابة بالشلل تزحف كالطفل الى مبنى المحافظة أمام مرأى ومسمع الناس حاولنا مساعدتها..شرطي شريف من حماية المحافظة أحضر لها كرسي لتجلس عليه ومن ثم تحمل الى داخل قاعة التسليم تقابلنا جميعا لنرفها من الارض التي لونت ملابسها السوداء بالتراب لأنها جاءت زاحفة بسبب الشلل الذي أصابها. ياإلهي على من أصب جام غضبي وأشتم من؟؟ (لعنة الله على الظالمين والفاسدين).هل وصل بكم السوء الى إذلال المرأة وأية مرأة المرأة العراقية الصابرة المحتسبة التي ضحت وصبرت الكثير المرأة العراقية التي أنجبت أبناء القوات المسلحة وأبناء الحشد الشعبي الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الوطن ومن أجل أن ينعم الوزراء وأعضاء البرلمان وكل المسؤولين بالأمن والأمان .. أهكذا تهان النساء العراقيات؟ فبدلا أن تسلم الارامل وفاقدات المعيل الاموال المخصصة لهن بكرامة جاءو بهن الى قاعة المحافظة لأذلالهن ..هل تستحق المرأة التي فقدت زوجها كل هذا الذل ؟هل يجوز ان نعاملهن بهذه الطريقة المذلة؟ عدم احترام وتدافع وتسابق على الوصول الى (ميز) مخصص لتسليم المبالغ.. ألم يكن فيكم من فكر أن تستدعى النساء على وجبات؟ أو فكر أحدكم أن تسلم لهن بكرامة وإيصال المبالغ الى دورهن معززات مكرمات ؟
المائة الف دينار التي وزعتها وزارة النفط هي حقوق المواطنين العراقيين ومنهم فئة الارامل.. لم تكن الوزارة متفضلة على أي إمرأة منهن هذه حقوقهن وأموالهن .. فهل علم السيد وزير النفط بما حدث بقاعة الأذلال هذه؟.. من يسمع صوتي؟ المرأة التي ضحت بزوجها من أجل الوطن أو المرأة الشريفة التي تربي عيالها بشرف هي أكرم وأكبر وأشرف من كل الكراسي والمناصب .. البعض يسرقون ليخلدون في مزبلة التاريخ والأرامل يضحن بأزواجهن من أجل أن يخلدون شرفاء.. فشتان بين الخلودين ..!!!