عندما تتم عملية تقسيم العراق الى دويلاته الثلاث لابد ان تكون صورته كما يلي وهي ليست من الخيال العلمي
اولاــ دويلات المناطق الكردية
سيكون هناك صراع دموي على السلطة ومناطق الثروة وستعود الامور الى مرحلة الادارتين وتنفلت الى اكثر من ادارتين بوجود التيارات الرافضة اضافة الى صراع مستقبلي مع العربان حول المناطق المتنازع عليها او يمكن ان يتقدم هذا الصراع اولا مع ما يرافق كل الصراعات التي تمر بها المنطقة من تبديد للثروة وتدمير البنى التحتية بغير حساب للضحايا من البشر وهذا يعني باي باي للاستقرار والتنمية والوضع الحالي..
وهذا الامر بامكان (ولاة امر الشيعة الحاليين) جعله يحدث سريعا بمجرد اعلان دويلتهم
ثانياــ دويلات المناطق السنية
ستبقى العصابات الداعشية هي المسيطرة عليها حتى ولو بصورة غير مباشرة وسيكون الصراع على السلطة حسب ولاءات الجناح السياسي لداعش وستكون دويلات الانبار وصلاح الدين ونينوى هي المرحلة اللاحقة لها مع الاستمرار في خلق المناخات المثيرة للشد الطائفي والصراع المسلح بينها وبين الاكراد من جهة وبينها وبين (دويلات الشيعة) من الجهة الاخرى وحسب متطلبات (المخرج لهذه المسرحية)
ويمكن لولاة امر الشيعة الحاليين جعله يحدث الان عندما يسحبون من ينتمي اليهم طائفيامن اجهزة الدولة والحشد الشعبي في تلك المناطق ويعلنون دويلتهم
اما بالنسبة لوضع ديالى فمن الغباء ان يفكر احد بان ايران يمكن ان تسمح لداعش وخدمها ان تكون على حدودها مثلما لاتريد تركيا والسعودية وقطرواسيادهم من خلال خدمهم هنا ان يكون الحشد الشعبي البطل مساهما في تحرير مناطقهم كما هو حال امريكا التي تعرف ان هذا الحشد يعيق تنفيذ مخططاتها
ثالثــا ــ دويلات المناطق الشيعية
رغم مظهر القوة الذي يبدوا عليه البيت السياسي الشيعي الا انه سيكون بعد التقسيم منقسما على نفسه حسب ولاءآته السياسية والمرجعية وطبيعة التشكيلات المسلحة التي يمتلكها كل طرف منه وستكون الصراعات الدموية التي ستحدث فيه متركزة على مناطق ومراكز الثروة رغم كثرتها
وتوزعها على كافة دويلات المناطق الشيعية فكل محافظة فيها ستكون ارضا خصبة للصراعات المسلحة والدموية نتيجة التنوع واختلاف المرجعيات ووجود المليشيات المسلحة لكل طرف سياسي فيها اضافة الى الوضع العشائري الذي اصبح عليه بعد 2003 وظهور سنن عشائرية طارئة فيها .
ومن جهة اخرى فان طبيعة تواجد الاماكن المقدسة للشيعة وتحاددها مع مناطق (متنازع عليها ) تشكل قنابل موقوته لتفجير صراعات (حين الطلب ) وسوف تكون بؤر استقطاب لاصحاب المصالح في اثارة الفتن ووجود من يرغب باموالهم ويسعى اليها من كلا الطرفين …..
وكذلك سيكون التأثير الايراني واضحا جدا في سير احداث دويلات الشيعة كما هو التاثير التركي والخليجي والامريكي في دويلات الكرد والسنة .
ولكن الامر المميز في هذا سيكون لقطر باعتبار ان كل من سيكون له دور في هذه المسرحية الدموية قد زارها واستلم السيناريو المكلف به منها ولهذا السبب لاحظنا انه كان كل من يستلم مسؤولية مهمة في هذا البلد بعد الانتخابات التي تجري فيه وتشكيل حكومته الانبطاحية لابد ان يقوم بزيارة لها اضافة الى منحها الجنسية والدعم لمن لايملك جنسية اخرى لكثير ممن اوصلوا البلد لهذا الحال .
وخلاصة الموضوع ان الجميع سيتقاتلون فيما بينهم بعد التقسيم بواسطة نفس الذين تم التغرير بهم من البسطاء الذين اعتبروهم رموزا وممثلين حقيقيين لهم ولطموحاتهم وسيكون امراء الحرب هؤلاء وعوائلهم بمنأى عن الخراب لانهم في مناطقهم الخضراء خارج البلد .
والامر المؤكد للجميع في هذه المسرحية الدموية هو مزيد من الخراب والدمار لكل شئ مادي ومعنوي وعقائدي وانساني وحالة اتعس مما هو موجود الان في كل دول (( الخراب العربي ))
وقد صدق من قال (( الوحل جدام يالتنشـــــــد علينــــــه )) ويا ليتها تبقى على الوحل ……..
[email protected]