19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

الى مجلس محافظة صلاح الدين مع التحية

الى مجلس محافظة صلاح الدين مع التحية

بعد انجلاء الازمة السياسية التي عصفت بالمحافظة خلال الاشهر الثلاثة الماضية والتي ادت الى شلل شبه كامل في جميع الدوائر الحكومية، بدأ الامل يدب في نفوسنا عندما استأنف المجلس اجتماعاته في تكريت، وكنا نأمل ان يتخذ المجلس قرارات كبيرة بقدر المعاناة والوضع المأساوي الذي يعيشه اهالي محافظة صلاح الدين.
    لكن يبدو ان الصراعات والصفقات السياسية ستبقى تلاحقنا، حتى تقضي على مستقبلنا جميعا، فقرار مجلس المحافظة الذي اتخذ يوم امس والقاضي باستحداث ناحية في قضاء الدجيل، وتحويل ناحية آمرلي إلى قضاء، هو جزء من هذه الصفقات السياسية التي ابرمت خلال الفترة الماضية لارضاء بعض الاعضاء وسحبهم من جهة الى جانب جهة آخرى.
    اهالي امرلي والدجيل يستحقون كل التقدير والاحترام وتوفير كل الخدمات والاحتياجات، لانهم وقفوا وقفة تاريخية وتصدوا لتنظيم داعش الارهابي ببسالة وشجاعة يفخر بها جميع العراقيين، والمفروض ان تنهي معاناتهم وتعمر مناطقهم ويرد الجميل لهم، لا ان تتخذ قرارات لا تسمن ولاتغني من جوع، ولا توفيهم حقهم ويشم منها رائحة استعطاف وارضاء بعض اعضاء المجلس.
    سوف ينبري البعض ليقول ان القرارين اتخذا من اجل توفير الخدمات واستحداث دوائر جديدة لكي تقدم المزيد لابناء المنطقتين الصامدتين، ولكن في الحقيقة هذين القرارين هما حبر على ورق، والدليل ان ناحية الضلوعية صوت مجلس محافظة صلاح الدين على تحويلها الى قضاء منذ عام 2011 ولحد الان تعيش في إزدواجية المخاطبات، فعندما تخاطب مجلس المحافظة ودوائره تخاطبه كونها قضاء، ولكن عندما تخاطب المحافظة ودوائرها تخاطبها بصفتها ناحية، ولم يتغير اي شيء لا من حيث التخصيصات او المشاريع او الخدمات خلال تلك السنوات، الامر نفسه مع ناحية العلم.
   كنا نامل من المجلس ان يتخذ قرارات تنهي معاناة النازحين وتعيدهم الى منازلهم، وكنا نأمل من المجلس الموقر ان يتخذ قرارات حاسمة باعادة اعمار منازل المواطنين التي دمرها الجواحش، وكنا نأمل ان يتخذ المجلس قرارات لتعويض الفلاحين الذين خسروا الموسمين الماضيين ولم يعد لديهم ما يسد رمقهم، كانا نامل ان تتخذوا ايها السادة قرارات لبناء المدارس من اجل ان يتعلم اطفالنا، كنا نامل ان تقرروا بناء مستشفيات لكي يتعالج فيها الفقراء، وكنا نتمنى من المجلس ان يتخذ قرارا بفصل اعضاءه الذين لم يحضروا اية جلسة من جلساته طيلة الفترة الماضية او غابوا لعدة اشهر، لأن من يسكن في اربيل وعمان ودبي وبيروت واسطنبول وغيرها لايصلح ان يكون ممثلا لابناء المحافظة ويتاجر بمعاناتهم ويتنعم بالامتيازات التي يوفرها له المنصب .
    لست من جماعة السيد ابو مازن ولا من جماعة السيد رائد ، ولا من جماعة السيد س او السيد ع، بل مواطن يفكر بمعاناة الناس ويتألم على آلمهم ويتمنى ان يعيش الجميع بامن وسلام واستقرار.
   واخيرا اتمنى من السادة اعضاء المجلس المحترمين الخروج من دائرة المصالح الضيقة والتفكير بمصالح الناس واذكرهم بقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، اقول لكم لا خير فينا ان لم نقل لكم الحق ولا خير فيكم ان لم تعملوا من اجل شعبكم.