18 أكتوبر، 2024 8:21 ص
Search
Close this search box.

شيءٌ كالأبرة      

شيءٌ كالأبرة      

* سيلٌ                                      
قريبٌ أو بعيدٌ
لا فرق
فالراقدُ
 في مرقده
ينبش عن شفرات شناءته
يشقى أو يحيا
على بصيص سعادته
كالأفيون يُخدّرُ مسام
حكمته المُراوغة
في مسلك عيش أو طيش
حين تُقمعُ بشاشتنا المبثوثة
طيّ ممرّات العمر
نتبخترُ أو نتحسّرُ على بضاعتنا المنسية
في أفضية السوق
أو وراء خطوط النار
او النهار المكلل بوشاح الغبار
نُزلاً أو صُعداً تتخمّرٌ عزيمتنا
المهدورة في أقصى السوق
نتدثّرُ
 بالوهم ولحاء اليقطين والطين
وبجوع السكين
فنُريقُ عسفَ كرمتنا على ضحكة عابرة
تئدُ شناءتنا ولغتنا المُتواطئة مع دغل اللعنات
لا وقتَ للوقت أوانَ العبور أو الظهور
أو …حين ينكفيءُ القنديل
فيخسرُ كفاءته
المجدُ لبؤبؤة اللغة تتغرّب ، تجري في درب منسي
الطريقُ لا يتسعُ لأثنين
جدْ لك فلكاً أخرَ تدور فيه…………              
 أنا مِثلكُ شهيدُ حوادث، لكنّي غيّرتُ موطيء مساري
أجري وراء عيونٍ آهلات بوهل شفقيّ
ترشق المدى بعسل الكلام
لتلك الأهلة وراء النوافذ رضابُ شغفي
 
                                       * روعُك                          
روحُك الأحلى والأغلى
سُلافُ التواضع والمكر أحيانا
أراك عياناً وراء السلال
وعبرَ الغلال المُبعثرة على رمق الدرب.
وجدتُكَ تزجُّ لياقتك في موكب الشك ، تسيلُ بين الخيفة والجيفة والنتن الصاعد من عفن الكلام
والظلامُ مجازُ الضوء حين يتجاوزُ مقدارَه
يقمعُ كلّ أثر أو وعَر أو خطر أو خاطرة تلامس ظلالَ قاماتنا المهدورة في براري النظر
ضئيلاً، قليل الشأو ترفرفُ هيئتُك في المدى المُضبّب                                     
وسلسةُ واعيتك مبذولة ، متشظيّة ، منهوكة مُتهالكة  لا تساوي قطرة َ مسخرة                          
أفّ ٍ لبلاهتك ونباهتك تعضّان طرفَ ثوبي.        
أستلُ شغفي من سباته الشتوي وأرمقُ حركة رموشه تمخر بين أفضية غائبة عن البال                   
هكذا حملت زهرة شغفي الذابلة الحمراء اليه.
تسلّمها ، رماها في سلة النفايات.
لم أيأسْ                           
 ولا طفر دمعُ عيني. بل انتظرتُ ردّة الفعل
تسربلتُ بالصبر                            
كان الامتحانُ صعباً ، سلمّتُه دفتري ومضيتُ
لكنّه منحني درجةً كاملة، اعترضتُ
همسَ : اسكت، أنا أعرفك فلا تُجادلني
انتفختْ عيناي بالفرح                 
……
كنتُ أقرأ قصيدتي عليهم، أبكيتُ قلوبهم
لا وقتَ لديّ لأفسّرَ لهم قصدي
ليجر ِالكلامُ والكلمات على السجية
وليكن مأربي وليمة للغموض.
 
*هطلٌ
 
 
من أية كوة ٍ تندلقُ قاماتُهم؟
يائسون همُ، عابسو الخطاب، مُدججةٌ أفواهُهم بغضب الصُّراخ.
اندلقوا في مسالك الرؤية.
أرديُتُهم الريحُ والهبابُ .كانوا نثيثَ أنجم نافقة.
حطّوا فحماً وسخاماً وخاماً بلا هُويّة، أنا ضجيجُ عشقك، ضُرام ُانفعالك وانشغالك بانثيال الوقت على تفاح سعدك.
هنا حُطامُك بلا وعي ٍ يتدلّي في الغيّ. والعَيّ .
تبصقُك الأهلّة على فضاء الرؤية نثاراً نشازاً من وباء الديمومة.
تسلقتَ حائط كوخك فهويتَ بلا جرح أو ألم. بل بانت ضحكتُك مهزولة شاحبة. فلمَ تتغرّبُ وتلبسُ لغة َالغموض؟ كنتَ واحداً منّا، نلجُ في باب واحد، وتُضيّفنا ذاتُ الباحة المضاءة بفيء الأمل.
الدميماتُ الناحلاتُ ،الجميلاتُ الباسقاتُ ، اللعناتُ الشزراءُ، الكلماتُ المُحصّناتُ في المعجم، النجماتُ الذاويات في صقيع الغلس ، وغابتي المطفأة ، تستنجدُ بهزيم ابتسامتك تكنس وغرَ العتام . هناك، فوق تلال السؤالات يسكنُ عرشي .منه تسّاقطُ  حبّاتُ الغيظ والقيظ واللغط والسعدُ الماجنُ يمسحُ بلاهة الحشد .
بيدي ابرةُ الحظ أطاردُ السماء المُلبدة بالهجاء الناري. ولي يدٌ من غضب لاهب. فكيف أُطفيءُ أواره؟
……………..
أقتربْ من وهج جنوني، المسْ زيتَ حُمّاي. ثمّ أجّج جمرَ حماقتي لأعود كما كنتُ .                                                                  
دعْ وريدك يُجاورْني، يتكيءْ على جذعي. فيأخذُنا التيارُ الى فراديسنا المُعبأة في كيس المُخيلة،
الى الغور الأغلى والأعلى والأسنى من كركرة  الفرح.
 
 *سيفُك                                            
تاجُك المُنزّه عن الخطر
هو بعضُ شكسِ ارهاص في ضُحى مَرْميّ خلف الواجهة تتواثبُ فوقه خُطى الخطيئات المُتجمرات باللامبالاة المُنزّهة عن الترف الماجن والدميمة              
بلا ديمومة تندسُّ في خزف معنايَ المُشرف ِعلى الدسيسة والنميمة تهمسُ بها شفة ُ الشأفة                          
كنتَ جئتَ طارئاً مثلي                 
بهرني لمعانُ شعرك الأسود وبدلتك الزرقاء الغامقة كما لو كنت عروساً في يوم عُرسك           
استقبلتنا المرأةُ العجوز
تناولتْ منا عصوانا ركنتهما الى سياج قصبٍ واطيء وراءه فسحةٌ مكتظة بالكرفس والريحان والكراث والمقدنوس
ناولتنا قدحين من الشاي ما شربناه أبداً
كنا نبحث عن كتاب نادر كان بحوزتها
استغربتُ : كيف حظيتَ به؛ دسستَه طيّ ثيابك واختفينا بعيداً عن ذهولها   
كان مكرُك أدهى من خبثها        
مضى كلٌّ منا الى وجهة فما التقينا ثانية                                      
 نصفُ الكتاب عندك ونصفه الآخرُ لديّ فما استفاد منه كلانا            
هكذا الحالُ بلا حلّ ٍ ومآل

 

أحدث المقالات