19 ديسمبر، 2024 6:51 ص

المالكي وداعش وتزامن التخطيط والتنفيذ

المالكي وداعش وتزامن التخطيط والتنفيذ

كل العراقيون يعلمون علم اليقين ان من اوصل البلد الى هذا المستوى المدني وكان سببا في انهياره بهذا الشكل المهين والمفجع هما جهتين لا ثالث لهما، ولو استطاع العراق التخلص باي طريقة ممكنة منهما سيعود سريعا الى سابق عهده ويتعافى بفترة قياسية، لان جميع الاطراف العراقية باتت تواقة الى التخلص من هذا الكابوس باي ثمن.

لقد تعرض البلد الى نكسات متتالية هدرت فيها امواله وثرواته واريق دم ابنائه من كل الطوائف، بل وتعرضت وحدته ومستقبل شعبه لاخطر مغامرة وانكى خيانة منذ دخول التتار قبل قرابة الالف عام.

الشعب العراقي بات يدرك الخطر ويعرف الذين هدموا العراق بايديهم مع سبق الاصرار والترصد، ولو سالت اي مواطن عراقي من اي مكون او عرق او قومية سواء كان داخل البلد يعيش حياة الاخطار والفقر، او في بلاد الغربة يبكي وطنه واهله، لقال ان نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي للدورتين السابقتين وقائد اكبر مليشيات مجرمة في هذه الفترة هو المسؤول الاول عن تدمير العراق وعن كل الدماء التي اريقت، وان الجهة الثانية التي تشاطر المالكي التخريب والدمار واراقة الدماء هو تنظيم داعش الارهابي.

فبعض المحللين والمتابعين للشأن العراقي صرحوا اكثر من مرة ان المخابرات العراقية توصلت الى حقائق دامغة بأن مليشيات المالكي وداعش يعملان ضمن اتفاق سري كان قد عقد بين نوري المالكي وقادة الارهاب ايام الحراك السلمي في المحافظات الشمالية من اجل معاقبة السنّة الرافضين للظلم مقابل السماح للتنظيم بالتوسع في هذه المناطق والسيطرة على منابع النفط والثروات. وان كثير من الادلة باتت تظهر بعد ان تبين وجود نوع من التنسيق المشترك بين الطرفين في تنفيذ العمليات الاجرامية ضمن توقيتات تكررت لتصبح خارج نطاق الصدفة خصوصا في مناطق ديالى وبغداد.

ان هذه الادلة بدأت تتاكد يوما بعد يوم، ومن يتابع التطورات الاخيرة في بغداد وديالى سيرى ان الامر خرج من نطاق الشك الى اليقين، بعد ان قامت الجهتين المجرمتين بتنفيذ عمليتين بتزامن دقيق احداهما في ديالى وفي المقدادية تحديدا نفذتها مليشيات نوري المالكي المدعمة باموال ميزانية العام 2014 المنهوبة، واستهدفت جوامع سنيّة، وفي ذات التوقيت قام داعش بمهاجمة مول في منطقة بغداد الجديدة.

هذا التوقيت يكشف الترابط الدقيق بين الجهتين خصوصا وان بغداد لم تشهد منذ فترة طويلة مثل هذه الحالات وكذلك المقدادية، فكيف يكون صدفة ان تحصل العمليتين في ان واحد خصوصا وان المخابرات العراقية بحسب تصريحات مسؤولين كانوا يتوقعون مثل هذه الهجمات، وقد ابلغوا القيادات الامنية بالاستعداد لمواجهة مثل هذه التطورات، وهو ما جعل العبادي بالنهاية يضع القوات الامنية في مرحلة التاهب مما مكنها من قتل جميع مهاجمين داعش وكذلك محاصرة المليشيات في المقدادية.

لكن يبدوا ان الامر اكبر من ذلك بكثير وان هؤلاء المجرمين من الطرفين (داعش والمالكي)، كانوا يخططون لما هو ادهى وأمرّ ، مما دفع السيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم الى المطالبة باعتقال المالكي نظرا لخطورة الوضع، وان وصف السيد مقتدى الصدر دائما لهذه المليشيات بـ(الوقحة) كان مقصودا ويعيطي دلالات معينة، لا بل وصل الامر الى ان السيدين طالبا العبادي بحسب بيان نشر امس بابعاد حزب الدعوة عن الحكم واعتقال المالكي كجزء من الاصلاحات، والا سيتم سحب الدعم عن العبادي في حالة رفضه لذلك.

ان اعتقال المالكي بتهم القتل وسرقة الاموال وخيانة الشعب سيمهد لكشف كل الفساد المالي والاداري الذي شهده العراق خلال تلك الفترة، وسيعزز دور الحكومة ويعطي بارقة امل للعراقيين بان من يسرق اموالهم سيعاقب وان طال الامد، وكذلك سيكون رادعا جبارا لمن يحاولون ويخططون لسرقة اموال الشعب الذي تعرض لكل انواع الحرمان والبؤس والحسرة.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات