18 نوفمبر، 2024 1:17 ص
Search
Close this search box.

بعد مرور سنة.. أين العبادي وإصلاحاته الإستراتيجية؟

بعد مرور سنة.. أين العبادي وإصلاحاته الإستراتيجية؟

في تصريح نشر قبل فترة, للقيادي في حزب الدعوة, السيد وليد الحلي, وضمن كلام مطول, قال ما معناه ” أن إصلاحات السيد العبادي استراتيجية , وقد حققت أهدافها”.
من المشهور عن قادة حزب الدعوة, حبهم وإجادتهم للخطابة, وتفننهم في إطلاق المقولات الرنانة, وإختيارهم لكلمات ضخمة المعنى ومعقدة, ومنذ عهد المعارضة, وحتى توليهم سدة الحكم.
يعرّف المختصون بعلم التخطيط والإدارة, كلمة ” الإستراتيجي”, بأنها خطط محددة بمدى بعيد أو مهتم بالمستقبل, ولا يتعلق بالقضايا, أو الشؤون قصيرة المدى, أو التي تتعلق بموضوع أني أو مرحلي.

سبق أن أصدر السيد العبادي عدة حزم من الإصلاحات, وكانت في معظمها بعناوين براقة, وتبدوا كبيرة المحتوى والأهمية والأثر, لكنها واقعا كانت شيئا أخر.. فأغلب تلك الإصلاحات, كانت تحتاج قوانينا لتسن, لكي يمكن تطبيقها, بل إن بعضها يحتاج لتعديلات دستورية, وكلنا يعلم مدى صعوبة ذلك؟!

إجراءات أخرى بقيت حبرا على ورق, على الأقل لحد الأن, كتقليل حمايات المسؤولين, وإلغاء المناصب الزائدة, وترشيق الحكومة ومؤسساتها, أو كانت شكلية من دون أثر حقيقي, وخصوصا إن تذكرنا, أن الهدف الحقيقي لتلك الإصلاحات, على الأقل كما أعلن, هو محاربة الفساد, وإيقاف النزف المالي للبلد, فلم نشاهد أثرا حقيقا, يدل على تحقق هذين الهدفين, ولو بأي نسبة!

ربما يمكننا القول, أن بعض الإصلاحات, حقق إنجازات معنوية, لتخدير مزاج الشعب, كإقالة نواب رئيس الجمهورية, نتيجة لموقف الجمهور السلبي منهم, خلال توليهم مناصب تسنموها سابقا, وما حصل خلالها من فساد وفشل, وتدهور في الوضع العراقي.

هكذا تصريحات, تذكرنا بأخرى مماثلة, خلال فترة حكم السيد المالكي, وكيف أنبرى قادة من حزبه وكتلته, للدفاع عنه وعن مواقفه, وهذا الدفاع مقبول بداية, إلا أن بعضهم تمادى, وذهب بعيدا في ذلك, حتى أوهموه أنه أقترب من العصمة, ودفعوا الرجل دفعا ربما, لينفرد وحده بكل المسؤولية, وما رافقها من أخطاء كارثية, لأغراض تتعلق بمصالحهم الخاصة.

تفرد شخص ما بالسلطة, تحمل جوانيا إيجابية رغم قلتها, كقوة القرار, ووضوح من يتحمل مسؤوليته, وقدرته على متابعة تنفيذه, لكن سلبياته لاتعد ولا تحصى, بما يفقد تلك الإيجابيات قيمتها.. ونحن من نرى لحد الأن, أي من إيجابيات هذا التفرد, وعشنا كل سيئاته.

العراق ليس بحاجة, من جديد لرجل, دكتاتور منفرد ومستبد برأيه, فقد شبعنا وجربناه لمدة خمسة وثلاثين سنة, وثمان سنوات عجاف.. وإنما نحتاج رجلا قويا, لا يخاف من مشاركة الأخرين أو إستشارتهم, ولا يتردد في إصلاح الأخطاء, ومعاقبة الفاسدين, بغض النظر عن انتماءاتهم.

أحدث المقالات