17 نوفمبر، 2024 7:27 م
Search
Close this search box.

نهاية داعش و الطريق الثالث!!

نهاية داعش و الطريق الثالث!!

تؤشر سرعة الحسم في معركة الرمادي وجود علامات ضعف واضحة بصفوف تنظيم داعش بعد اغتيال قيادات مهمة و أيضا تلاشي الهيبة الاجتماعية للتنظيم من ناحية وتهالك شعاراته بشكل غير مسبوق، حتى بات الصوت العراقي الرافض لوجود داعش مسموعا أكثر من أي وقت مضى، وخير دليل على ذلك لجوء التنظيم لخيار التصفية الجسدية للمناوئين له بما في ذلك عناصره التي بدأت تستشعر الندامة ، لذلك أعدم داعش 50 من المغرر بهم لرفضهم البقاء في خط الصد الأول بعملية تحرير الرمادي.

ويقودنا هذا المؤشر الى التذكير براي سابق قد كتبناه بعنوان ” الطريق الثالث” ويهدف الى تفكيك داعش من الداخل عبر عفو حكومي عن المغرر بهم لتفكيك التنظيم من الداخل و اشاعة أجواء عدم الثقة في صفوفه، بالمقابل الحصول على معلومات تساعد في زيادة النقمة الشعبية على التنظيم و منح الحكومة القدرة على المناورة لوقف الشحن المذهبي الذي يستفاد منه داعش وذلك من خلال محاكمة عادلة للمغرر بهم والتحقق من برائتهم من الدم العراقي، وبما يمنع أيضا تزايد اليأس في عقول المواطنين حد المطالبة بانهيار سد الموصل لاغراق المدينة و تخليصهم من داعش.

أن تحرير المناطق المغتصبة خيار مركزي لا يتقدم عليه أي شيء، لكن تحرير العقول من أفكار داعش يحتل هو الآخر أولوية مطلقة للقضاء على أفكار التشدد و الغلو بوصفها قنابل موقوتة تهدد مستقبل السلم الاجتماعي في العراق،ما يستدعي خطة مدروسة يشارك فيها خبراء الاجتماع و التشريع و وجهاء العشائر و كل المعنيين بالبحث عن تحرك حكومي وحلول تحافظ على آخوة العراقيين، لأن مرحلة ما بعد داعش ستكون خطيرة من حيث الثارات العشائرية و الخصومات المذهبية و غيرها الكثير ما يستدعي التحوط لهذه المرحلة بأجراءات مدروسة لا ردود أفعال.

لا يسمح الوضع في العراق ببقاء السياسيين متفرجين على ما يجري، او على الأقل غير مؤثرين في مناطقهم بعد الاخفاق الكبير في تقديم الخدمات ، و مآساة النازحين لا تحتاج الى تفاصيل، لأن القضاء على داعش سيقود البلاد الى وضع صعب جدا يستوجب الشد على كل السواعد الخيرة لمنع انهيار الأخوة العراقية بعقد الانتقام و المناطقية وفوضى السلاح، لان داعش أطلق النار مبكرا على الهوية العراقية بدولته المزعومة و مشاريع الفتنة و التقسيم، وهي تحديات كبيرة تحتاج الى مواقف و تنازلات كبيرة هي الأخرى، تبدأ أولى الخطوات فيها بإطفاء نار الفتنة الطائفية و الشروع بخطة تسوية تاريخية للنعرات المذهبية بحيث يكون الولاء للعراق هو رأس الرمح بالمسؤولية الوطنية.

ان تحرير العقول من التطرف و الطائفية وافكار داعش القاتلة مسؤولية تاريخية و انسانية يتحملها جميع الخائفين على وحدة و سيادة العراق، لأن الذين تعايشوا قسرا مع التنظيم في المناطق المغتصبة قد تأثروا الى حد بعيد بافكاره و خاصة الأطفال و الشباب، ما يستوجب دق ناقوس الخطر واعادة تأهليهم نفسيا و عقليا للاندماج بالمجتمع الصحيح و منع تحويلهم الى قنابل موقوتة في المستقبل،مقابل عدم إهمال مستقبل النازحين بعد ابتعادهم عن محيطهم الاجتماعي و الحاجة أيضا لاعادة دمجهم بالمجتمع ، فقد دفعنا ثمنا باهظا من الدماء و المال و قبلهما اللحمة الوطنية، حتى أضحى العراق ساحة بديلة للصراعات الاقليمية و الدولية، ما يجعل من التناخي لاستعادة سيادة البلاد و العباد مسؤولية أمام الله و الوطن، والوقت مناسب جدا لتحقيق الغاية من خلال التخلي عن مشاريع الفتنة السياسية و التخوين الجاهز، سيما و أن الانتصارات التي حققتها القوات الامنية في الرمادي تمثل ضربة قاصمة لأفكار داعش في اشاعة أجواء الاحتراب الطائفي و تمزيق العراق.
[email protected]

أحدث المقالات