الحروبُ
ترسمنا
على واجهاتِ الخرابِ
رماداً
يتسرّبُ
يكحّلُ أبوابَ المنافي …
رئتي
تتزاحمُ
بأخاديد راعفة
عرّشَ فيها أنينُ يبتكرُ قلقاً
يثرثرُ
يخنقُ منافذي …
عذاباتنا مئذنةٌ غيّبتْ أصواتها وحدةُ بلا نهايةٍ …
ما إنْ تتزاحمُ الشظايا
أتوسدُ حلمي المذبوحَ
أمضغُ ذكريات
تلجُ عنوةً ليليَ الأجرد ..
ألهو بالضجيجِ المتراكم
في ذاكرتي العانس متوسلاً ذاكَ الخلاص …
يرتديني الحزنَ المتعجل يستجمعُ حتى مسرّاتي الكفيفة
يشرنقها ….
خيوطُ الفجرِ
تغزلُ على مهلٍ
وساوسَ عارية
تخترقُ مويجات
تهدهدُ حلمي …
مختومةٌ شبابيكُ المساءِ برائحةِ البارودِ
يتنزّهُ في مساماتِ أيامي …
يشبهني كثيراً هذا المجهول
يرتدي حزني
ويغطُّ جنبي
في سباتي القادم
سنواتٌ عاثتْ بها الحروب
يلهثُ خلفها خرابٌ
بلّلها عويلُ جنائزي فخخها المارقينَ …
أحملُ على كاهلي
كلَّ هذا الألمَ
أجمّلهُ بذكرياتٍ ناحلةٍ …
منهمكاً
أحزمُ أمتعةَ رحيلِ ظلالي
وأشيّعُ أحلاميَ المسروقةِ
في وضحِ النهار ….