19 ديسمبر، 2024 5:55 ص

الاعتراف بمجاهدي خلق صار ضرورة

الاعتراف بمجاهدي خلق صار ضرورة

التطورات الاخيرة في المنطقة على أثر الاجراء السعودي بإعدام 47 إرهابيا من ضمنهم رجل الدين التابع لطهران نمر النمر، و ماأعقب ذلك من مواقف متشنجة و إنفعالية من جانب القادة و المسٶولين الايرانيين و الهجوم على السفارة السعودية في طهران و القنصلية السعودية في مشهد من جانب قوات تابعة للحرس الثوري، عکس صورة و إنطباعا عن النوايا المشبوهة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و سعيها لفرض خياراتها”المصطنعة”على دول المنطقة و من ضمنها السعودية.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي قام و يقوم بعمليات إعدام منظمة”مشبوهة” لأبناء أهل السنة في إيران وعلى الرغم من مشبوهية و عدم قانونية تلك الاعدامات التي أدانتها الامم المتحدة في عشرات القرارات مثلما تم شجبها و رفضها من جانب منظمة العفو الدولية و العديد من المنظمات الدولية الاخرى، لکن لم تبادر السعودية ولا الدول الاسلامية الاخرى لشجب تلك الاعدامات بإعتبارها شأنا إيرانيا(رغم سلبية هذا الاجراء)، غير إن طهران منحت نفسها الحق لتنبري و تسعى من أجل فرض موقفها المعادي للسيادة الوطنية و إستقلال السعودية.

طوال أکثر من 36 عاما، لم يتوقف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولو للحظة واحدة من العبث بالامن و الاستقرار السائد لدول المنطقة و سعى و بصورة حثيثة من أجل الاضرار بها عبر تشکيل أحزاب و جماعات و منظمات و ميليشيات عميلة لها، وإن مانراه اليوم في لبنان و العراق و اليمن و سوريا، يثبت و يٶکد هذه الحقيقة خصوصا عندما نرى تلك”الاذرع العميلة و المأجورة”، تسعى من أجل فرض سياقات و إتجاهات و خيارات تخدم مصلحة ملالي طهران و ترضي غرورهم و طيشهم بفرض إملاءاتهم على شعوب و دول المنطقة.

هذا النظام الذي کان على الدوام يمنح الحق لنفسه بالتدخل في دول المنطقة و تأسيس جماعات عميلة مٶتمرة لأوامره، فإن دول المنطقة وللأسف البالغ کانت تنأى بنفسها بعيدا عن الاعتراف بأمر واقع في إيران و هو منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر ممثلة حقيقية لآمال و تطلعات الشعب الايراني و تشکل المعارضة الانشط و الاکثر فعالية بوجه هذا النظام، علما بإن معظم الاحزاب و الجماعات العميلة في دول المنطقة قد تم تأسيسها بعد المجئ المشٶوم لهذا النظام في حين إن منظمة مجاهدي خلق متواجدة منذ عام 1965، أي منذ عهد الشاه و أثبتت على الدوام دورها الوطني في الدفاع عن حرية الشعب الايراني و مصالحه العليا، ولهذا فإن عدم إعتراف دول المنطقة بها يثير في حد ذاته أکثر من تساٶل.

مبادرة کل من السعودية و السودان و البحرين الى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و إعلان دولة الامارات العربية عن خفض نسبة التمثيل الدبلوماسي لها مع هذا النظام، يٶسس لحقبة جديدة في التعامل و التعاطي مع هذا النظام”الفتنة”، وإن قناعة هذه الدول التي بادرت لقطع علاقاتها مع طهران بالدور المشبوه و المرفوض لها على صعيد المنطقة، يتطلب بالضرورة الاعتراف بمنظمة مجاهدي خلق المعارضة کممثلة لطموحات و آمال الشعب الايراني وإن هکذا خطوة سوف تترك إنعکاسات کبيرة على الشعب الايراني إيجابا، لإنه يعطي إشارة أکثر من واضحة لطهران من إنه قد إنتهى عهد الوصاية و فرض الخيارات لها و بدأ عهد السلام و الامن و الاستقرار و التعايش بين الشعوب.
 [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات