22 ديسمبر، 2024 1:29 م

العام البشير!!

العام البشير!!

النفس العراقية المحتفية بطلائع العام الجديد , تنطق ببشائر المحبة والأخوة الوطنية والألفة الإنسانية , وتكتب بصراحة ووضوح مُعاصر شهادة وفاة النزعات السلبية , كالطائفية والمذهبية والتحزبية والفئوية , وتوقع شهادة ميلادة الوطنية الجديدة المسترشدة بالقيم الديمقراطية الواعية , ذات المرتكزات التفاعلية الجامعة المساهمة في بناء الوطن الواحد السعيد.

فما شهدته بغداد من إحتفاليات رائعة بمناسبة حلول عام ألفين وستة عشر , يمثل تعبيرا إنسانيا صادقا , وواعيا عن معاني التطلعات الإيجابية المحتبسة في الصدور , والباحثة عن منافذ للحضور وتأسيس الأرضية الصالحة لحياة حرة كريمة , ذات قيمة حضارية تليق بمسيرة وثراء العقل العراقي , وسعة قلبه ونقاء نفسه وطيبة روحه , وتشوقها للتواصل الإنساني الحميمي الصديق.

إن إنطلاق الجماهير بهذه الروحية المتفائلة المبتهجة المتوثبة الواعدة , لدليل على أصالة الذات العراقية , وقدراتها الإصرارية , وإرادتها المتطاوعة الواعدة بالخيرات والإنجازات المتميزة , وقوة إثبات على أن إرادة الحياة الحرة الكريمة تنتصر وتتحقق رغم الداء والأعداء.

فهذه الإحتفالية الخلاقة المذهلة الصاخبة المدوية المشعشعة بأنوارها الملونة , التي رسمت لوحة الأضواء المتنوعة , تقدم رسالة واضحة للعالم بأن العراقيين أخوة وأحبة , وبناء مرصوص ونسيج إجتماعي متماسك متين , ومهما يحصل فيه من تشققات وتهدلات وترهلات , فأنه يعيد صياغة نفسه وسباكة وجوده , بآليات وقدرات تجعله أقوى وأعظم وأجمل.

العراقي الذي لا يمكن أن تفصله عن العراق أي المسميات والتوصيفات , لأنها ثانوية جدا ولا قيمة لها إذا إنتفى العراق , والعراقي يدرك ذلك بقلبه وروحه وعقله , ويعرف جوهر قيمته ومعناه مستمدة من الوطن العراق الذي لا يمكن فصله عنه , فإن غادره يحمله معه فيعيش العراق فيه , وعلى أرضه يكون فيه , فالعلاقة ما بين العراقي والعراق ذات خواصٍ ومعانٍ ومنطلقات موروثة جينية غائرة في أعماق نويات خلاياه.

فالعراقي سعيد عندما يكون العراق سعيدا , وأينما حل أو رحل فأن ما يجري في بلاده يؤثر فيه , ويرسم معالم طبعه ومشاعره ويسكن بنفسه وقلبه , فالعراق روح العراقيين , المتوطن في لا وعيهم أجمعين , ومهما كانوا ويكونون يجمعهم العراق وتحكمهم العراقية وهم لا يشعرون.

تحية للعراق الباهي الشامخ السامق المعاني والقدرات , والمتحدي الأزلي لأعاصير الصولات , والصامد أمام أعظم الغارات , والذي إنهزمت على ترابه أعتى القدرات , وإنه ليبقى واحدا موحدا زاهيا مبتهجا , ولن تكسر ظهره النازلات , ولن تنحني قامته والإنسان فيه حفيد صنّاع الحضارات.

تحية للعراق الواعد , والعراقي الرائد , الأبي الصامد الصاعد , ولترابه المعطاء وكيانه الخالد , فتلك إرادة الأرض التي تأبى أن يَمسّ فؤادَها أي حاقد!!

وعاش العراق الواحد الواحد!!