22 ديسمبر، 2024 2:48 م

ولنا في “أحد” موعظة!

ولنا في “أحد” موعظة!

التراص الوطني يفوت الفرصة على المهزومين
بانت تباشير نصر العراق على “داعش” مؤزرا بالله، وملائكته يقاتل مع أبناء الحشد الشعبي، وحدهم في مواجهة شُجاعةٍ، ضد قوى لا محددات لها.. مطلقة البشاعة.. همج.. أدعياء تدين بريء منهم.. لا مروءة تجبهم عن إنفتضاح العذارى.. ولا قيم رجولة تحمي أعزل أو عاجزاً من بطشهم، وفوق كل فظاعتهم تلك، تدعمهم قوى كبرى، لا راد لزخم حقدها العسكري والمالي، سوى الله.. وكان لنا منه.. جلت إرادته.. عونا على هزيمة “داعش” وضمنا داعميها.

تدفق أهوج، من الكره، يصبه المحيط الدولي على العراق، أحبطته إرادة الشعب ممثلا بحشد لا ثاني له ولا مثيل.. فئة قليلة، غلبت دعما مهولا لـ “داعش” تقدمه إلتفافات مقصودة، ممن يفرضون أنفسهم مساعدين على التحرير، وهم يحرسون مصالح المحتل، من داخل القوات العراقية، المتقدمة للقتال.

وهذا ليس جديدا، على التجربة العراقية، فما زال أعداء العراق، يتبوؤن مناصب فاعلة في العملية السياسية؛ لذا تعود العراقيون على التعامل مع المندسين، وتقويض أثرهم، بجهد مضاعف، كنا سنغني أنفسنا عنه.. موفرين نسبة كبيرة من الدم والمال، لو أقصينا المندسين من بيننا، لكن… حسبي الله ونعم الوكيل.. “صحائف عندي للعتاب أقولها.. ستنشر يوما والعتاب يطول”!

ولكي لا يتم النصر ويقر السعد، الذي تأكدت من خلاله قدرات الحشد الشعبي الفائقة، في تحرير الرمادي، من دون أن تثيها عن سرعة الإنجاز المحسوبة بدقة، لا الإلتفافات الدولية ولا بطء أداء الجيش، لجأ الأعداء المتوارون خلف “داعش” الى محاربتنا من الجبهة الداخلية، بالإشاعات الهدامة.

 

روبوت

“جاء الحق وزهق الباطل” فإحذروا اشاعات الاعداء، التي أعدت وأنضجت وطبخت في دهاليز أنشأتها إرادات مستحكمة من أهدافها ضد العراق، وبدأت تعمل على نشرها، منذ ان بدأ العد التنازلي، لأسطورة “داعش”.. الروبوت الذي صنعوه، لمهمة تدمير العراق، بعد أن أجهزوا على سوريا به، وتركوا خلاياه السرطانية، تنتشر في بقاع العالم، لتوطيد وجوده، تثبيتا له؛ بإعتباره حقيقة، تمتد من “الأخوان المسلمين” مرورا بـ “القاعدة” ولن تنتهي بـ “داعش” إنما الشيطان يتمظهر بألف لبوس ولبوس… والحبل على الغارب.

 

روسيا

أسهم الروس جديا، بسحق “داعش” وكشف مؤامرة “إيجادها” ولم يعد ثمة مجال للنقاش فيمن أسسها، ومن وراءها، وما هي الأهداف والمرامي التي شكلت بموجبها؛ لذا بدأت حرب الاشاعات من قبل أعداء العراق، وهم بقايا أذناب “داعش” والمنتفعين منها، مثل الصداميين والطائفيين والموتورين.. محليا وإقليميا وعالميا.

تلخصت الإشاعات بإدعاء “حرب خفية بين العبادي والمالكي” قصد دس السم بين الشخصيتين، و”عزل العبادي للقائد ابو مهدي المهندس” وهي فرية لا صحة لها.

هذان إنموذجان لعشرات الإشاعات.. يراد بها إحباط فرح الشعب الذي تفاءل بقدرات الحشد الشعبي، في تحرير الرمادي، وثلم إحساسه بالقدرة على تكرار التجربة في الموصل، نسجا على نول السرعة والدقة ذاتهما، والتفوق

 

ترفع

الإلهي في تلافي أخطاء المشاركين.. محليا وخارجيا، سواء أجاءت سهوا أم عمدا.

لن نحلل ونفند الأشاعات؛ لأننا مشغولون بهم وطني أكبر وأعظم وأرقى رهافة.. ينتشل شعبنا من تردي الإحتقان الطائفي وقسوة الإحتراب الإقليمي، الى رفاه الحضارة.. روحا ومادة.. نعاقب المفسدين ونقرب النزيهين ونبني إقتصادا عظيما مستندا الى أقصى طاقة ثرواتنا المكنوزة.. في الأرض وفي عقول وعضلات البشر.

نترفع عن تفنيد الإشاعات.. “إذا عضك كلب لا تعضه” لكننا نئدها، قبرا في فم المتقولين بها؛ كي لا تحقق أهدافها المغرضة.. أؤكد.. “لو كل كلب عوى.. ألقمته حجرا.. لأصبح سعر الطين مثقالا بدينار” لكن هذا لا يعني ترك الكلب يعوي ويتجرأ على التنفيس عن سعار أنيابه بنهش جلودنا.. “مسودن وبيده فالة” إنما ننتهج الوسائل الكفيلة، بوأد الإشاعة، من دون إضاعة وقت ولا تبديد جهد بمواجهة معها.. ما يعني الإهمال الأمثل، وتحذير المتعاملين بها وفق قانون رادع.. دينيا وإجتماعيا ودستوريا، وهي ثلاثة أقانيم إصولية كفيلة برد الإشاعة الى نحر مطلقها.. فـ “لا يحيق العمل السيء  إلا بأهله”.

 

الموصل

إقتربنا من نهاية الحرب ضد “داعش” بحلول النصر الآتي في معركة “الموصل” إن شاء الله، وسيحل عينا جهاد النفس.. وهو الأعظم، كما تعلمون؛ ما يوجب وضع الخطط الستراتيجية، لإعادة بناء النزاهة والتصدي للإشاعات وصقل “عراق ليرة ذهب” رؤوف بأبنائه قوي على المتآمين، سواء تفجروا من الداخل أم هبوا من الخارج!؟

و… “قل موتوا بغيظكم”.

فما إنقلب ميزان النصر، إلا لأن من أمرهم الرسول بإلتزام مواقعهم، نسوا أو إنشغلوا عن أمره (ص) بمغانم المعركة، التي لها تبعات تشبه إرتداد الهزات الأرضية، فلا تدعوا “أحد” الإشاعات، تخسرنا ما ربحنا.. لا سمح الله!