22 ديسمبر، 2024 2:31 م

ياسيدة القلوب ، عام آخر

ياسيدة القلوب ، عام آخر

رسالة الى امرأة عراقية في عامها الجديد
ياملكة القلوب ،

وسيدة الكلام الذي لاينتهي ، والحب الذي لاينتهي ، والحزن الذي لاينتهي .

وقد تمادت العصور وايقاعاتها على وجنتيك فتدلت منهما عناقيد حزينة وعثوق شجن تشهد على عمق الليل وامتداد العتمة الممتدة بنا منذ سالف الأزمان وتحكي عن تقلبات الأوقات المتناقضة المتضادة .

ياأيتها الجميلة ،

يامليكة الحياء الآسر ، والخجل الخلاب الذي يندى كضباب شفيف على أبواب البيوت الملتفة حول الأسرار والدفء والرقاد والخيبة والخذلان وممالك الوجع ،

أو ، كذاك الندى على أوراق الزيتون والتين والقداح المتفتح للتو .

ياصاحبة الرواية الأصدق عني ، وعن عصوري . .

يادفتر التاريخ غير المروي عن كل ماحصل . .

ياايتها المفعمة بكل وهج الرمل ، وطعم الماء , وشظايا الحجر .

ياايتها الجامعة لكل تناقضاتي وتناقضات العصور بقلب واحد بحجم العصفور .

كملح الزاد الطيب ،

كما المشتهاة للطعام ، أو النوم اثر النعاس .

كما اليقظة ، أراك . .

وأرى الحياة كعهدها تحمل الكثير من القسوة ، حين لاتأتي الأشياء ، أو ، حين تأتي في الأيام غير المناسبة .

فنحن لانملك أوان الأشياء لتكون في الوقت المناسب ولتلد حياة أخرى وطعم آخر للأشياء ووجه آخر للملامح ومعاني أخرى . . . اذ ، سيورق ساعتذاك ووقتذاك أصغر الأشياء وأكبرها ، ستزهر من تحت الحقول المألوفة أوراد شذية تتكلم بلون البنفسج والهدوء والسلام .

كان سيخرج من بين بساتينك الوارفة أمان الأشياء المألوفة التي انشد .

ياعقد الياسمين ،

وشدة الجوري ،

من ضيع علينا سر تلاقينا ، ومن رسم لنا ابعاد الفراغ ومسافات الهزيمة .

من مزق سجادة صلاتك ولهفة دعاؤك ،

من زرع أسرار الهزيمة تحت عبائتك التي أهوى . .

من ضيع فرصة التلاقي والتناغم ورغد الأشياء المنهزمة المنكسرة . . .

من كان يمسك بيده اسرار ومفاتيح الفقد والتيه ، فوضعك في الطابور نحو دهاليز الحزن والأنين المتواصل . .

من يحمل ذنب حرق كل الفردوس الجميل الذي وضع بين حاجبيك . . ؟ ؟ ؟ ..

ياأيتها المفعمة بكل احزان سنواتي ،

انه دائما الوقت غير المناسب لأجمل الأشياء المؤجلة التي نذهب ونحن بأنتظار أوانها .

ايتها المبجلة بأزمة العصور وتيه دوراني في الفراغات المترامية ،

لن أنفك أربو اليك . .

وانتظر كل الأوقات الصغيرة المؤجلة لأرى :

عينان شامختان مليئتان بالعزيمة والأصرار والأنوثة الطاغية ،

وشفتان كلون الكرز وورد الصبار الأحمر الذي يلامسه الندى في صباحات أول الشتاء ،

خدين كنصف القمر حين ينشق عن لون كلون التفاح ،

وجيد يشع بالدفء والحنو والعذوبة والشذى حين تتسلل اليه أصابع الهوى لتشم رائحة العنق وتلامس أطراف الشعر المنسدل على منتصف الكتفين .

وجسد يتلوى كالنهر الذي يضم بين دفتيه كل كنوز ونفائس العصور الماضية والآتية ،

وصدر كالموجة الثائرة التي تطرد القراصنة والفرسان . .

ياأيتها الحسناء ،

ياطعم كل الدنيا ،

وطعم كل الأشياء التي تشعرني بالحنين والفقد كما الأيام التي تذهب من بين الأصابع . .

ياأيتها الخارجة من الصحراء الى الصحراء تحمل عذوبة الدنيا والأيام المفقودة .

ياايتها المتسربلة بشذى أحزاني دوما .

ياأيتها المورقة بلون الربيع والياسمين :

حلقي فوق احزانك وفكي قيودك ،

فلابد للنهر من ارض يسقيها ،

ولابد للربيع من طيور عشق تحلق لأجله. .

لك مني كل الحب والتحايا وأشياء كثيرة أخرى .

فربما هو عام جديد ،

وربما أراك بأمان يوما . .

E.MAIL:[email protected]