آخر ما يمكن أن يتصوره عراقي ذاق لوعة الإرهاب، وشاهد جرائمهم بعين وطنية؛ أن يرى التجهم والحزن والتشكيك بالقوات العراقية، ولا يعتقد أنها تحقق كل يوم نصر جديد على الهمجية، وأغرب شيء؛ أن من يرتدي القاط والرباط وربما حلق الشوارب؛ يتحدث ويقلد لسان الإرهاب، ويسمع شاذ بلحية قذرة وثلاثة أرباع الدشداشة.بعض النواب والقنوات مشغولون بالصيادين القطريين، ولم يتحركوا مثل نادية مراد الأيزيدية الى الأمم المتحدة، ويعرضوا إنتهاكات أعراضهم؟!عادت الرمادي الى أحضان وطنها، ولن تبقى رمادية وثوب زفافها يقطر من دماء الخيانة، وعادت لها عفتها وإنسانيتها، وفتحت الأبواب مشرعة للطهارة، فكم شكلل المشككون وراهن المراهنون؛ نعم من حقهم إعتقاد التأخير بتطهيرها من الأنجاس ضعفاً، ولم يتصوروا بطائفتهم؛ سيجتمع الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائر الغيورة؛ وينادون واشرفاه؛ أنها لغتهم ولم يتحدثوا عن دواعش فخخوا المنازل وإحتموا بالنساء والأطفال، ولم يخطر ببالهم كيف حرصت القوات العراقية؛على أرواح المدنيين؟!هؤولاء لا يدركون؛ أن الجيش العرقي ليس بربياً ولا طائفياً ولا بعثياً وداعشياً، ولو كان كما يتصورون لطهر الرمادي في يومين، وضرب الموصل بالكيمياوي، ولن يستغرق تحرير المجمع الحكومي سوى دقائق؛ لولا الخوف على الأطفال والنساء؛ أتعلمون أن أكبر إنتصار هو إجلاء 120 عائلة، وإسعاف الشيوخ والنساء والأطفال؟!قد يستغرب هؤولاء لماذا نددت الحكومة بإختطاف الصيادين القطرين، وشككوا بكلام المرجعية التي طالبت بإطلاق سراحهم، وتمنوا التعامل بالمثل؛ لكن ليس هكذا هي أخلاق العراقيين، ولا يزرون وازرة وزر آخرى، ولن يتعاملوا بلوثة أخلاق الدواعش، وأذنابهم المنحرفين عن الإسلام والإنسانية.إن داعش هزمت في الإنبار، وخسرت موقع إستراتيجي مهم، وحملت بعض جثث جرحاها وقتلاها وبعض آلياتها الى الموصل، وقواها منهكة متشرذمة بائسة، وخائفة من ثورة شعبية هناك؛ حيث إستنفروا كل طاقاتهم، وجندوا الصبية والأطفال، ونشروا آلياتهم في الشوارع مذعورين، وقد قطعت عليهم طرق التواصل مع بقية قواتهم في الفلوجة وسوريا.فرصة كبيرة أمام أهل الموصل؛ لأنتفاضة عارمة على الدواعش، وقد بلغت الأنتهاكات الإنسانية ما لا يقبله الشرف، وعلى العالم أن يرى جراح العراق النازفة.الفرصة سانحة الى أهل الموصل، وعليهم إستثمار إنهزامية داعش وذعر لقطائه، والقوات العراقية قادمة لا محالة في الأيام القادمة، وإنتفاضة أهل الموصل ستختصر كثير من الوقت وتقلل عدد الجرائم، وخلال ساعات لن تجد داعشياً في أرض العراق، نعم ساعات الحسم إقتربت، ولن يُصدق أحد بعد بأولئك الّذين يتحدثون ويدعون الثقافة وهم دواعش، وفرق كبير بين من يدعي أنه دكتور وهو ثور، وننتظر من مختصي الألقاب العراقية؛ إعطاء من تاجر بدم العراقيين لقباً يتناسب مع أفعاله؛ نعم أنها ثورة عراقية ضد الإرهاب، فإستعدوا لها يا أبناء الحدباء.