كان عام 2015 كان عام الحزن والمأسي والآلام من تهجير وتشريد وقتل وسفك دماء لمن زيفوا الحقائق وشوهوا الدين والإسلام ,وكان عام البشائر من الانتصارات والبطولات التي طرزها الجيش والقوات الامنية والحشد ,عام قدمنا به دماء طاهرة لمن تركوا الديار والعيال ,بحثاُ عن الاخرة وملاذها الآمن بعد أن طلقوا الدنيا بما فيها ,عام يبحث عن الاسئلة والأسئلة تبحث عن الاجوبة ,والأجوبة تبحث إجابات مقنعة في زحام صدى الرصاص والعزم الذي يهز المدى ويمحي ظلام العدا ,عام المراهنات وكيف كسب الشعب العراقي النجاح بجدارة وانتزع الفوز من وسط معركة أرادوا له الخسارة مع الارهاب واثبت للعالم أنه جدير بـأن يحمي أرضه ووطنه وعرضه ,كان الجميع من الاعداء يتسابقون لتسديد طعناتهم واحدة تلو الاخرى لجسد العراق المرمى على الارض وهو كطائر العنقاء يعانق السماء بشموخه ,عام التقشف والعراقيين فتحوا ابوابهم للزائرين في اربعينية الحسين وقدموا من المآدب ما لذة وطاب بما تشتهيه الانفس ليوصلوا رسالة أنهم منبع الكرم والجود والتضحية ,عام انتهى سيتحدث عنه الشرفاء والأحرار وليس الاقزام … أنهم صنعوا ملحمة في بيجي والرمادي وتقهقر الارهاب تحت اقدامهم وبسواعدهم السمراء ,عام اندحر به الاعداء الذين ارعبوا دول عديدة تركوا مؤنهم واعتدتهم وسلاحهم خوفاً وهرباً لأنهم لا يمتلكون أية قضية يدافعون من أجلها ,قضيتهم هي اغتصاب نساء وتهديم دور عباد وسرقة التاريخ وأثاره انتهت سنة 2015 علينا اعادة رؤانا وأفكارنا بسنة 2016 ,بما ينسجم مع حجم التحدي والمعوقات التي تواجه بناء دولتنا ,علينا أن نتكاشف ونتصالح مع أنفسنا حتى نستطيع أن نستوعب الآخر ونضع يدنا بأيديه ,علينا أن نكون أكثر معرفة بمجريات الامور وكيف تدار المعركة ؟وماهي اسلحتها المستخدمة ؟وما هو سلاحنا المستخدم حتى نحرز النصر ؟ القادم يحتاج منا الحيطة والحذر ليس على مستوى الدولة ومؤسساتها وإنما على مستوى الاسرة وكيف نرتقي بثقافتها حتى نجعل منها شريكاً اساسياً في صنع القرار ضمن موقعها ,عام يحتاج منا ثورة في الاصلاح …ثورة نحرر المؤسسات والوزارات من الفاسدين والمتلاعبين بمقدراتنا وهم يرقصون على جراحنا ,عام ثورة الشخص المناسب في المكان المناسب لنغلق الابواب بوجه المتطفلين
والوصوليين والانتهازيين الذين ينعقون مع كل ناعقة وإماطة اللثام عن الاقنعة التي يرتدونها بأسماء وعناوين متعددة .