1 نوفمبر، 2024 7:41 ص
Search
Close this search box.

صبي صادق عملاق بين الرجال!

صبي صادق عملاق بين الرجال!

كلمات كبيرة لا يفقهها إلا الراسخون في العلم، تقض مضاجع الملوك والخلفاء، تخرج سلسة بعمر الصبابة، أفضل أهل زمانه وأعلمهم، لا في شؤون الشريعة وحسب، وإنما جميع العلوم، فها هو يعلم مجموعة من الأشخاص، درساً عن الجغرافيا، وإذا بالوليد بن عبد الملك يمر أمامه، فقال: ما هذا العلم ومَنْ الصبي؟ فأجابه الإمام: إنه علم يتحدث عن الأرض والسماء، والشمس والنجوم، فسأل مكرراً دهشته: مَنْ هذا الصبي بين الرجال؟ قيل له: إنه جعفر الصادق عليه السلام!وقف الوليد بن عبد الملك عاجزاً، أمام هذا الصبي العملاق الملقب، بجعفر الصادق، كجده الصادق الأمين صلواته تعالى عليه وعلى أله، فقد كان أصدق الناس في حديثه، وكلامه، وعلمه، عن الأمة الشيعية الناجية، (أمة محمد وعلي)، كونه مؤسساً للنهضة الفكرية والعلمية، وهو مَنْ أحيا معالم الدين المحمدي، فكانت كلماته سر بقائه في الأرض، وأنشودة مستقبله العالمي، لأن النبي عليه الصلاة والسلام وعلى أله، بشر بهذا المولود العظيم، لما إعتلاه من روحانية الإمامة، وقداسة الأنبياء والأولياء!أمضى سليل الدوحة النبوية الشريفة، وعملاق الفكر الإسلامي حياته، في البحث والتأمل، ولم يحفل بالمُلك، والزعامة، والسيادة مطلقاً، فكان يعيش المناقب دون تكلف بين الناس، وإحتار العلماء على إمتداد التأريخ، من إيجاد تعليل مقنع لظاهرة المعرفة، عند الأمام جعفر الصادق (عليه السلام)، مما يؤكد العلاقة في إحياء ولادة النور الأعظم، محمد الصادق الأمين، وحفيده الصادق (عليهما السلام) في يوم واحد، لأن الأول صاحب الدين والرسالة، والثاني من أحيا معالمهما، مفجراً ينابيع الحكمة، في العقل البشري!سئل الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، مَنْ صاحب المنطق؟ فقال: أرسطو، ومَنْ صاحب السواك؟ فأجاب: عبد الله بن مسعود، صاحب جدي رسول الله صلواته تعالى عليه وعلى أله، ومَنْ صاحب المِعَز؟ فقال: ليس هذا إسماً لأحد، ولكنه إسم لمجموعة من النجوم، وتسمى ذات الإعنة، وهذه الأسئلة غيض من فيض، فقد كان متميزاً بمعرفته لجميع اللغات آنذاك، رغم ضروب المحن، وصنوف الإرهاق والتضييق، الذي مارسته السلطات العباسية في حياته، لإبعاده عن الدور الرباني المهيأ له سلفاً!الفكر والتراث العظيم، الذي خلفه الإمام جعفر الصادق، وأودعه في خليفته من بعده، الأمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) كانت بحق وثائق لم ولا ولن تموت، لأنها تؤرخ العصر الذهبي، للمذهب الجعفري العملاق، بصدق أحاديثه وأسانيده، لندرك فيما بعد أنه صاحب المدرسة، والنهضة المتوشحة بالحكمة، والفضيلة، والقدسية، لأن علمه إمتداد لعلم محمد وآل محمد، فنحن أمة كبيرنا لا يقاس، وصغيرنا لا يداس، وتلك هي الأنوار العلوية، ملأت الأرض علماً ونوراً، كما سيملأها قائمهم، قسطاً وعدلاً!

أحدث المقالات