لن ألوم أبدا الكاتب السعودي عبد الله القصيمي حينما ألّف كتابا كبيرا عن العرب وسماه “العرب ظاهرة صوتية” ليتحدث في كل فصوله وأغلب صفحاته التي تفوق السبعمائة صفحة عن كثرة الكلام واللغو العربي وهم يناظرون العالم فيصرخون ببطولاتهم وهي لا تعدو ان تكون قرقعة في هواء طلق، وهنا أود ان اقتبس مما قاله الكاتب القصيمي رحمه الله عن العرب في سبعينيات القرن الماضي “ما أصغر الأفواه التي تتحول فيها أصغر الأشياء وأكذبها الى أكبر الأشياء وأصدقها. لهذا ما أصغر أفواه النبوات والقيادات والزعامات العربية … إننا صغار صغار لهذا تصبح أصغر الأعمال والأمجاد بل وأكذبها في رؤانا ومزاعمنا كباراً كباراً . فمتى نصبح كباراً، كباراً لتصبح أكبر الأعمال والأمجاد في أفواهنا وحساباتنا صغاراً ، صغاراً ؟ ” الى هنا ينتهي الاقتباس .
أقول الى السيد القصيمي ان العرب ما زالوا كما عهدهم وسوف لم ولن يتحركوا عن توطئتهم التاريخية منذ أيامك التي عشتها في قرنك الماضي والى يومنا الحالي ، فما زالت الخطابات الرنانة وما زالت التهديدات الفارغة تعلو وتعلو من تحت سقوف القاعات العامرة والمرصعة بالزمرّد والياقوت ولكن دون جدوى او خدمة للمواطن العربي الذي يرزح تحت ظلم هذه الانظمة التي تحكمه ، وما زالت الاعتداءات تتوالى على شعوبنا العربية وأصبحنا قابلين الى الانحناء أمام أي عاصفة وان كانت خفيفة بسبب استسلام من تسلق لحكم بلداننا.
الكثير من التجاوزات التي قامت بها اسرائيل ولطمت كل ما نمتلك من قوة عسكرية وترسانة اسلحة “للاستعراض وابراز العضلات فقط” فسكت كل أولئك الحكام وعلى مدى عقود من
الزمن حتى أصبحوا اليوم بصراخهم يغطّون على أفعالهم الشنيعة من فصول التآمر وتمزيق الامة وضرب الصميم المجتمعي خدمة لأسيادهم من الاسرائليين فلم يعد لدينا بعض اولئك القادة الذين عاصرتهم انت في حقبة السبعينيات ليخيفوا الكثير من مخططات الاستعمار الغربي والصهيوني وياليتك لم تسمع منهم أخر صراخاتهم الفارغة في اجتماعهم الاخير الذي قالوا فيه للمتسلط الحالم اردوكان عليك ان تسحب قواتك من العراق فورا وإلاّ !!!!!
فما كان من رئيس وزراءه أوغلو الا ان يقول لن نسحب قواتنا بل سنعزز تلك القوات وكأنه يقول نريد السيطرة على الموصل وضمها الى تركيا وعلى مسمع ومرأى كل المجتمعين العرب وليس بعيدا ان يكون ذلك بالا تفاق مع بعض الحكام العرب الاعضاء في تلك الجامعة العرجاء .