اهداني الصديق الشاعر كاظم ابراهيم مواسي ديوانه الجديد ” همسات او قصائد لا فرق ” ، الذي يضم باقة من قصائده في الحب والوطن والجمال والحياة والطبيعة والانسانية . وهو الاصدار السابع بعد دواوينه الشعرية ” من حديقة القلب ، وحديقة الوطن وحديقة الروح ، وهنا في زمن آخر ، ووشوشات الزيتون ، ومتأملاً في الكون ، وغناء في الفضاء “.وكاظم مواسي شاعر مرهف الاحساس ، مشرق الديباجة ، اثبت حضوره في المشهد الأدبي والشعري المحلي بين نخبة من الشعراء الموهوبين . والقصيدة بالنسبة له بمثابة الشراع الذي يحمله ويفرغ على متنه عصارة فكره ومشاعره واشجانه . وهو يغذي كلماته من همس السواقي ورعشة الكواكب والنجوم واختلاجات الغمام وحفيف اجنحة فراشات الربيع وخرير المياه في الوديان . ونرى في ديوانه هذا حدة احساسه وعفوية كلماته وقوة تعبيره عن انفعالاته . وهو يعالج موضوعات شعره معالجة غير تقريرية ، فينقل تجربته على الورق كما نضجت في عقله وقلبه ونفسيته بوحدة عضوية متماسكة الصور وباسترسال جميل محكم . تتسم اشعار كاظم مواسي بالطابع الرومانسي الذي لا يخلو من الطوابع الرمزية والوجودية والواقعية . وتتصف قصائده بصدق التعبير وفوران العاطفة وجزالة اللفظ ومتانة النسج وروعة الموسيقى وايقاعها الجميل ، فلنسمعه يقول في قصيدة ” عيون البلاد” التي يتغنى فيها بالمدن الفلسطينية :سلام لحيفا لأحلى مزار تطل على البحر حتى تغني سلام ليافا حبيبة قلبي وقلبي بيافا رهين لعيني الى القدس آتي حبيباً وفياً أحبك يا قدس يا وحي فني لرملتنا في الفؤاد مكان جميل كرمل البحار بكونيوعكا تظل تبين بنوميفتاة تهز الوجود بغصن
وهو يجمع في قصائد ديوانه ما بين تجارب الحياة الواسعة المنوعة وبين عواطفه الدافئة الحارة واخيلته الواسعة ، ويصب كل ذلك في قالب من شعره الوجداني التأملي الوجداني : رماني الهوى في مهب الرياح وشع فؤادي بعشق الملاح احن الى صوت امي وبسمة امي تزيل الغشاوة عني ويذهب همي سلام الى والدي في الغياب وهذا الحنين سيكسر بابي
ومن القصائد ما هو ملتزم بحور الشعر التقليدية ، ومنها ما هو ملتزم التفعيلة ، ومنها ما جاءت قصائد حرة ، ونستشف ذلك خلال قراءتنا للديوان . في المجمل ، كاظم مواسي شاعر رومانسي مرهف وناعم يعيش اجواء قصيدته ، وتذكرنا قصائده الحزينة الشجية الباكية ، وقصائده في الطبيعة والوطن بالشعراء المهجريين . وانني اذ ابارك لكاظم باصداره الجديد اتمنى له المزيد من العطاء والابداع في خدمة ادبنا وحركتنا الثقافية ، وبانتظار الاصدار الشعري القادم .