متطلبات المرحلة الراهنة, التي يمر بها عراقنا الجريح, تتطلب منا تحمل المسؤولية بكل ما تحمله الكلمة من معنى, فالعراق مليء بأحجار ضارة تقف في طريقه للتقدم, ومن أجل النهوض والسير به الى الأمام، علينا أن نلقي بهذه الأحجار خارج العراق, وتحت أي مسمى, (القاتل، الفاسد, الراشي, المتآمر, الخائن, الفاشل ) لفتح الطريق, أمام الشرفاء, ومبادراتهم وقراراتهم, التي من شأنها تحسين الواقع المعيشي, والوصول الى بر الأمان, لضمان مستقبل العراق, ورفاه أجياله, بشكل يضاهي البلدان المتطورة, وبسرعة كبيرة.
تل كبير من المعوقات, والتراكمات في القطاع السياسي، والٌإقتصادي، والإجتماعي, مرده التلكؤ في عمل المؤسسات العامة للدولة, وضعف الجهاز الرقابي, وإنعدام الشفافية في تقديم المعلومات, وضعف اللجان المتابعة، وإختيار شخوص غير كفؤة ومدفوعة الثمن لإدارتها، لذا وجب على الدولة تشكيل لجان حقيقية، ومن أناس لهم تاريخ نزية ومهني، للنهوض بواقع العراق، فلكل مشكلة لها حل، وأسباب مشاكلنا تكمن، بالإعتماد على الفاشلين، بسبب المحاصصة الحزبية المقيتة.
قتل وتدمير، سرقة وتحطيم، تآمر وتسقيط، كلها مرسومة ضمن سيناريوهات، أعدت في أكبر مكاتب السمسرة، بالدول الغربية والعربية، بعقود شراء خاصة للساسة، الذين يكتبون على ظهورهم (سياسي للبيع)، وما أكثرهم، فتتسابق عليه الدول الساعية، الى دمارنا فتشتريهم، لكن عليهم أن يلتزموا بالعقد المبرم، في تنفيذ بنوده بدقة، وأكثرهم ضرراَ بنسبة القتل والتدمير، وأحسنهم تنفيذاً للعقد، سعره يكبر!
يتصور بعض من المتابعين، أن العراق لا تقوم له قائمة أبداً، مادام هناك ساسة تابعين لأجندات خارجية، وولائهم لهذه الدول، التي دعمتهم مادياً ومعنوياً، وصنعت منهم رجال دولة، شكلهم الخارجي عراقي، وباطنهم فارغ من أي محتوى للوطنية، تدل على عراقيتهم، فتجدهم قد أصبحوا مرضاً علينا، إذا أردنا النهوض بالبلد، وهذه مسؤوليتنا نحن كشعب، وبكل أطيافه، لابد من كشفهم وفضح مخططاتهم، لأنهم لا يمثلون سوى أنفسهم، وأجنداتهم الخارجية، لإضعافنا وتمزيقنا الى دويلات.
ختاماً: لماذا نؤكد على مسؤولية المواطن، تجاه وطنه قبل مسؤولية الدولة، لأن العراق يدار بيد أبنائه، وهو بحاجة الى الشرفاء، لتحملها أولاً وأخيراً، وهو اليوم بأمس الحاجة اليهم، كرجال شجعان، وأحرار، فالعراق ملك الشعب، وليس ملكاً للساسة، وقد أمسى بعض الساسة ضيوفاً ثقال، غير مرحب بهم، ولكنهم مصرون على تحويلنا الى أشباح قبل رحيلهم، ومَنْ صعد على أكتافنا، نستطيع أن ندفنه تحت الأرض، فنحن شعب شجاع لا يقهر، فلتشرق الشمس من جديد، ونرسم عراقاً موحداً بدمائنا الطاهرة.