19 ديسمبر، 2024 1:54 ص

دَوْلَة كُردستان أو مَشروع الأنقاذ الوطني …

دَوْلَة كُردستان أو مَشروع الأنقاذ الوطني …

التحضير لأجراء إستِفتاء الاستقلال أُعلِنَ في توقيتٍ خاصٍ جداً إختارهُ السيد مسعود البرزاني عبر الطلب من قيادة حزبهِ التحضير لأجراءهِ بالتشاوِِرِ مع الاحزاب الكُردية  ،،، هذه الدعوة قد تكون نافذة الهواء الاخيرة لكل هذا الاختناق السياسي المُميت الذي يَجثُم على صدورنا وهي  أيضاً فرصة لجميعِ القوى السياسية العراقية وعلى رأسها التحالف الوطني لأبداءِ  الدعم والمُساندة للشعب الكردي في تقريرمصيره ،، شعب ناضل وقدم التضحيات لعقودٍ  طويلة من أجل  اقامة دولتهِ  المستقلة أسوةً بشعوب المنطقة  ،،،،
المسؤولية الوطنية والتاريخية تُحتِّم على الجميع أن يكون لهم موقف واضِح من الدعوةِ  لأستقلال كردستان لأن الاقليم في وضعه الحالي مُستقل إدارياً وأقتصادياً وأمنيا وقضائيا وسياديا ،،،  ، والدولة العراقية ستكون المستفيد الاول من إستقلال الاقليم ،،،،  ،فرصة ٌ لو فَرَطْنا بها سنكون الخاسر الاكبر ،، لأن الاستقلال سيرفع عن كاهلِ الدولة العراقية هذا الكيان المتضخم الذي أساء  للعراق بوضعهِ  الشاذ الحالي في الاوساط الدولية ،،، فرصةٌ ستوَّفِر عشرات الالاف من فرصِ العمل التي يَشغلها الكُرد في بغداد وفق نظام المحاصصة ،،، ستُلغي  المناصب السيادية التي يحصل عليها الكرد في رئاسة الجمهورية وبعض الوزارات المهمة وفي  قطعات الجيش ومؤسساته في القوة  الجوية والبرية والمخابرات فضلا عن حصتهم في وكالة الوزراء والمدراء العامين  ،،، أستقلال  الاقليم  سيجعلنا نُحدّد سياستنا الخارجية بوضوح بعيداً عن السفراء الكرد الذين يهيمنون على ثلث عدد السفارات العراقية وحولوها الى مناطق نفوذ لتحقيق مصالح الاقليم بالرغم من وجود تمثيل دبلوماسي مستقل ٍ للاقليمِ  في خرقٍ  دستوري فاضح !!!!! لان الدولة الاتحادية كما معروف عالميا تُمَثَّل بسفارةٍ واحدة  ،،،، أعلان الأستقلال سيُقلّل من عجز الموازنة وسيوقف نسبة ١٧٪ المستقطعة سنوياً من نفط البصرة لتقدَّم الى الأقليم بالرغم من أحتفاظ الاقليم بنفطهِ وغازهِ ومواردِ الحدود والكمرك والضرائب  ،،فضلاً عن أنَّ خروج الاقليم من الجسدِ العراقي سيَمْنَحَنا فرصة للشفاء من أمراض التوافق والمحاصصة والطائفية بعد أن كرَّسَ الكُرد هذا الوضع الشاذ عبر اللعب على التناقضات في مجلس النواب ،،،كُلّنا يتذكر موقف السيد مسعود من بداية الازمة مع داعش عندما كرّر لعشرات المرات أن الكُرد غير معنيين بالحرب مع داعش ،، لانها حرب طائفية بين السنة والشيعة وجعل من أربيل ملاذاً آمناً  للارهابيين من البعثيين وثوار العشائر  للتآمر على العراق  ،، وكلنا شاهد على مواقع التواصل كيف كان جنود البيشمركة يتقابلون بمودة مع نقاط سيطرة داعش لفترة تجاوَزَتْ  الشَهريّن الى أن أعلن التنظيم الارهابي عن أنهاء الهدنة من طرفٍ واحد ،
أي متابع للوضع العراقي يجد ان الاقليم يسير في خُطى متسارعة نحو الاستقلال وقد قطع شوطاً كبيراً على حساب شعبنا المظلوم في الوسط والجنوب ( هذا لايُعفي نواطير بغدادالذين كانوا شركاءً للكُرد في سَرِقة السَلَّة والعنب)  بَعدَ تشويه القوى الكردية للنظام الفيدرالي والعمل على أفشال التجربة العراقية عبر تكريس التوافق  والمحاصصة وتعزيز أزمة الثقة بين المكونات الى الدرجة التي جعلتهم يطالبون  بوقتٍ مُبَكِر بعَدَمِ  تسليح الجيش العراقي بالأضافة الى التآمر العلني مع أسرائيل والدوحة وأنقرة لأضعاف بغداد ،،،هنالك أستحقاق للاستقلال يجب أن يدفعهُ الأقليم  ،، ثَمَّةَ صِدامٍ حَتْمي مَعَ الاتراك والايرانيين الذين سَيَتَهَدّد أمنهم القومي مع أعلان الكيان المُرتقب ،،،، وهنالك حصار أقتصادي قد تَفرِضهُ  شروط الوضع الاقليمي المُعَقَد على الدولة الكردية  ،، لذلك يجب على الدولة العراقية أستغلال ذلك لفرض أشتراطاتها في رسم الحدود وتحديد مُستَقبل  العلاقة بين الطرفين ،،،، ،
العملية السياسية تَحتَضر وبحاجة الى نقطة شروع جديدة تَتَطلَّب تعديل الدستور وتغيير نظام الحكم وأعادة هيكلة بناء الدولة على أسس وطنية ،  وأستحالة أنجاز ذلك بوجود تيار قومي انفصالي كردي في برلمان بغداد  ،،  لذلك على المكون العربي بشقيهِ السنّي والشيعي أستثمار مطالبة الكُرد بالاستقلال وأعتبارها خطوة مهمة تستحق الدعم والمساندة لانها تمثل بداية حقيقية لأصلاحاتٍ وطنيةٍ طالَ إنتظارها،،،وفرصة لن تتكرّر أبداً بل هي قارب النجاة الوَحيد  …..

أحدث المقالات

أحدث المقالات