19 ديسمبر، 2024 9:30 ص

سليم الجبوري: (٢=٦)..!

سليم الجبوري: (٢=٦)..!

لا يمكن مخاطبة رئيس برلمان العراق سوى بصفته كعراقي، كما إنّ العراقيين لا يتقبلوا فكرة أن يخاطبهم رئيس برلمانهم مقسماً ومصنفاً حسب الإنتماء المذهبي أو العرقي، بذات الوقت لا تمرّ الهفوات والخطابات الفاقدة للدليل مروراً عابراً عندما تصدر عن رئيس برلمان!..
كيف تكون النتيجة إذا كان الخطأ رياضياً فاضحاً وواضحاً؟!
لا يبدو إن غلطة سليم الجبوري حسابية، بل هي أقرب لمحاولة تغيير نتيجة بديهية.. يفترض السيد الجبوري طلباً موجهاً لجهات وشرائح معينة، يتبنى من خلاله تقرير مصير (المناطق السنية) أو حسب تعبيره “تقرير مصير المحافظات الستة”!..
إنّ حساب السيد رئيس البرلمان خاطئ بالتأكيد، فالمحافظات “الستة” هو يعتبرها رديف لتسمية “المحافظات السنية”. لا شك إنّ هذا العدد غير متوفر؛ ديالى وكركوك وحتى الموصل، تعد من المحافظات المشتركة التي يتعايش أبناؤها بروح عراقية، ولو تنازلنا كثيراً وتحدثنا بلغة الجبوري وتنازلنا أكثر وقلنا إنّ ديالى والموصل مضافة إليها صلاح الدين والأنبار هي محافظات سنية خالصة، فكيف إستطاع الرئيس تحويل الرقم (٤) المضاعف أساساً، إلى (٦)؟!
الجبوري وضمن تقسيمه للعراق كتركة لمكوناته، شطب الناس في بغداد وصبغها بلون يعجبه هو، بغض النظر عن النسب وكون أغلبيتها تعبّر عن طيف آخر، ومنح كركوك للسنة أو ربما لتركيا، متناسياً إنها (قدس الكورد) ومجاهلاً تحالفه المرحلي مع البرزاني.، وأكمل مشواره بألغاء شيعة ديالى وكوردها وأعتبر تهجير داعش لأهالي نينوى من باقي المكونات، عملاً شرعياً ومحبباً..!
لنخرج الآن من لغة رئيس سلطتنا التشريعية، لنشعر بمسؤولية تجاه ترابنا.
لكلمات الجبوري وقع الصدمة على العراق، وصدى لمؤامرة وضعت لها سقوف تفاوضية في الخارج. إمتداد التعدى التركي الصارخ على سيادة الدولة، تجسّد بدعوة صريحة لتقسيم العراق وإحتلال أجزاء منه.
المناطق التي إحتلها الأتراك، هي جزء من محافظات الجبوري (الستة)، وبالتالي هو يرد على الحس الوطني الرافض للإحتلال التركي، مبرراً للأتراك بأعتبارهم (قائد للسنة). بنفس الوقت يعطي تصوراً لما يجب أن يكون؛ إذ خرجت من تصريحاته رسالة بثلاث خيارات: الأول بقاء داعش في محافظتين أو أكثر قدر المستطاع، والثاني العمل على إرباك الدولة والمساهمة في إنتهاك سيادتها، والخيار الثالث الذي يبدو إنهم إتفقوا عليه؛ إنتزاع بعض المحافظات للإجهاز على الدولة نهائياً.. بدأ الجبوري بسقفٍ عالي جداً، وهو يعي تماماً إنّ تقسيم العراق لا يتيح مكاناً آمناً له أو لغيره!..

أحدث المقالات

أحدث المقالات