كلما نظرت الى وجه رئيس الوزراء حيدر العبادي يتملكني شعور بالاسف عليه والشفقة والحزن بين قوسين (أستخطيه) وهو يحاول بكل الطرق ان يجمع شتات أفكاره من أجل إيصال العملية السياسية والعراق الى بر الأمان وهو الغارق في بحر من الفساد والتناحر السياسي والطائفي والحزبي وهو في حيرة من أمره بين إرضاء حزبه وإرضاء زملاءه السابقين في البرلمان وإرضاء قادة الكتل السياسية من جهة وإرضاء هذا الشعب الذي تصور إن المظاهرات ستجعل السياسيون يخجلون من أنفسهم ويصلحون ما أفسدوه من جهة اخرى !!!.
ولو كنت قريب من السيد حيدر العبادي لعرضت عليه أن يقدم إستقالته ليحفظ ماء وجهه بعد أن وعد الشعب انه سينقلهم من الجحيم الى الجنة بإصلاحاته الترقيعية التي كانت حبر على ورق .. بوجود ديناصورات الفساد .. وكحال العبادي يظهر علينا كل ساعة من على شاشات التلفزة رئيس حزب أو قائمة أو كتلة من كتلنا (الكونكريتية) لو صح التعبير ليقول ويعلن إنه يريد أن يقضي على الفساد ويبارك خطوات العبادي في الأصلاح .. كيف يأتي الاصلاح والفاسدون الكبار يسيرون في موكب يتألف من 75 سيارة كل سيارة ثمنها 50 مليون وكل فرد من افراد حماياته يستلم كذا مليون؟ كيف يأتي الأصلاح والاموال تهرب الى خارج العراق بالجملة؟ كيف يأتي الإصلاح وكل الفاسدين هم يختبئون خلف كتل وأحزاب كبيرة ومتنفذة ولديها الكثير من الممثلين بالبرلمان؟ .. لا أريد أن أعيد الكلام والسؤال التقليدي من أين تأتي الأحزاب والكتل السياسية بهذه الأموال .. والكل يعرف إن هذه الأموال هي حق الشعب وهي مسروقة من خيرات العراق ونفطه تسرقه بعض الأحزاب والكتل السياسية عن طريق ممثليها في الوزارات ومؤسسات الدولة ومن خلال هذا الفساد الذي تتسابق عليه تلك الكتل (الك ياطويل الذراع) ترك الشعب يذوق ويلات الحكومات الفاسدة والمتابع للأخبار على الفضائيات العراقية يشاهد ان جميع الكتل السياسية والاحزاب بدون استثناء تريد أن تحارب الفساد وتريد الأصلاحات ..(زين ..اذا الجميع يحارب الفساد ويطالب بالأصلاحات لعد منو دايبوك؟؟) أكيد المواطن الفقير (هوه الفاسد وهوه اللي يبوك النفط وهوه دايسوي غسيل أموال وتهريبهه وأتصور أول الناس اللي داتبوك البلد وتهرب أموال همه عمال البلديه اللي واحدهم يوميته تلتلاف دينار.. مو لو آني متوهم؟).
نعود الى السيد حيدر العبادي الذي بقي بين نارين نار الشعب الذي يطالب بالتغيير والاصلاحات والقضاء على السرقات والفساد ونار أصدقاءه وزملاءه السياسيين الذين يريدون الأصلاحات والقضاء على الفساد بالعلن في مؤتمراتهم الصحفية وخطبهم وهم من الداعمين للفساد والفاسدين في السر والدليل ان جميع الفاسدين وسراق المال العام هم ينتمون الى أحزاب والى كتل وهي التي أتت بهم الى المناصب ودعمتهم وحافظت عليهم ودافعت عنهم.
سيدي رئيس الوزراء كان عليك ان لاتقبل بالمنصب وان تكون سلطانا على مجموعة أعظمهم من المتمردين والسراق والفاسدين وكلهم ينتمون الى عدد من الكتل والأحزاب التي تتستر على الفساد والفاسدين وانت لاتستطيع الوقوف بوجههم لأنهم حيتان ومستعدون ان ينقضوا عليك وتكون في خبر كان إنهم أناس أرجعونا الى الوراء والمثل الشعبي يقول حرامي لاتصير من السلطان لاتخاف وأنا بدوري أقول لك وأدعوك ان تقلب المثل وتجعله (سلطان لاتصير من الحرامي لاتخاف).