23 نوفمبر، 2024 5:29 ص
Search
Close this search box.

الموصل والحرب العالمية الثالثة        

الموصل والحرب العالمية الثالثة        

فتحت قضية دخول القوات التركية الى اطراف الموصل ،الابواب على مصارعيها ،امام الدول الكبرى لتفصح عن استراتيجيتها لما بعد معركة الموصل المرتقبة ، وفضحت النوايا العدوانية للدول الاقليمية المجاورة للعراق ، للعمل على محو هوية العراق العربية ، بعد تقسيمه وتجزيئه الى دويلات طوائف ، لان العراق الان مهيأ اكثر من اي وقت مضى الى التقسيم والتشرذم والانهيار ومحو الهوية للأبد كما يرى قصيرو النظر ، ويعمل عليه اعداء العراق من كل الاطراف الدولية والمحلية ،والتي يسميه البعض اعادة رسم خارطة سايكس بيكو ألجديدة وفقا لمشاريع ومصالح الدول الكبرى التي تعمل ليل نهار لهذا الغرض ، ولنر الان ماذا يحصل في العراق والمنطقة ،وبالتحديد في اطراف الموصل ،التي تتهيأ امريكا وحلفاؤها لإعلان معركة الموصل وتحريرها من يد داعش كما تزعم ، في حين الهدف هو اكبر من تحرير الموصل ، فماذا يجري على حدود الموصل ، وكيف نقرأ الحشود السعودية والتركية والايطالية والأمريكية والبشمركة وغيرها ،في منطقة زليكان قرب الموصل والقريبة من مطار بامرني ألعسكري هنا قراءة ،لما بعد معركة الموصل وقبلها والتحضيرات لها ، ما يجري الان في اروقة حكومة العبادي هو سيناريو ايراني بامتياز ، يحضر له دهاقنة طهران لابتلاع العراق وعلى الاقل الجنوب العزيز وبغداد وحزامها حتى حدود صلاح الدين ، وهو مشروع طائفي عنصري له مدلولات دينية واضحة لحكام وملالي طهران في استكمال مشروعها الكوني التوسعي لإعلان الهلال الشيعي الذي يضم العراق وسوريا ولبنان واليمن وصولا لدول الخليج،وتصريحاتهم تؤكد هذا (ان بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية ،او اننا لا نحتاج الى اذن بدخول العراق لأنه ارض اجدادنا ، وغيره عشرات الدلائل الاكيدة التي لا يخفيها ملالي طهران وعملاؤهم وأحزابهم في العراق )،في حين المشروع الامريكي معروف للجميع في اقامة المشروع الشرق اوسطي ألكبير والمشروع الروسي العودة بقوة الى المنطقة كقوة موازية لأمريكا ومصالحها الاستراتيجية البعيدة في المنطقة وخاصة سوريا ،وما انشاؤها قواعد برية وبحرية هناك إلا دليل على عودتها وبقائها لفترة طويلة الامد وهذا هو مشروعها ايضا في ألعراق وتحالفها مع ايران وسوريا والعراق الرباعي الا هدفا لتحقيق هذا ، ويبدو من استماتت الرئيس الروسي بوتين ،على الابقاء على نظام الاسد كمعادل موضوعي لعودة روسيا وضمان مصالحها في المنطقة ، وهذا تحقق الان وبنجاح، بحيث اجبر امريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والدول العربية ،على تغيير رأيها وقرارها  بضرورة البقاء على نظام الاسد وعدم ازالته الان ، لوجود خطر داعش العدو المشترك للجميع ، بالرغم من تعارض المشاريع الامريكية ومصالحها مع المشاريع الروسية في المنطقة تعارضا كاملا ، ولكن المصائب يجمعن المصابينا كما يقال ، اذن لكي نفهم انجرار الدول نحو اعلان الحرب على داعش كخطر وكعدو مشترك يهدد الجميع ،علينا ان نفهم ايضا ان هذه الدول لا تقاتل داعش من اجل ابعاد خطره والقضاء عليه من اجل امنها ، ولكن من اجل تحقيق مشاريعها الاستراتيجية ،حتى ولو كان على جماجم الشعوب التي ستنطلق من ارضها الحرب على داعش وتدميرها ، الغاية تبرر الوسيلة وهكذا ، نشهد الاعداد لمعركة الموصل،التي ستطول حتما قبل ان تحقق اهدافها كلها بوقت واحد فاوباما وإدارته يرفضون ارسال قوات برية للعراق لكي لا يتكرر مشهد غزو المجرم بوش وهزيمته في العراق،فيما اعلنت شخصيات امريكية نافذة في الكونغرس منها جون ماكين وليدنسي غراهام المرشح الاقوى للرئاسة الامريكية وغيرهم ان امريكا اعدت سيناريو محكم لهزيمة داعش والميليشيات الايرانية معا في العراق ، من خلال ارسال (100000مقاتل) 10% منهم من القوات الامريكية ،والباقي عربية وإقليمية وهكذا تم الان وصول طلائع هذه القوات كما اعلنت بعض المواقع الاخبارية عن وصول 800 مقاتل سعودي بأسلحتهم ومعداتهم الى اطراف الموصل ،وكذلك وصول قوات ايطالية ووجود قوات تركية هناك ، وهذا اعلنه جون ماكين بتصريح مباشر للفضائيات ،وابلغه لحيدر العبادي شخصيا ، واعدا اياه بدعم امريكي لحكومته فيما بعد ، اذن السيناريو الامريكي في طريقه الى التنفيذ،وسط تهديدات وهمبلات اعلامية ساخنة جداا لقادة الحشد الشعبي هادي العامري وغيره،وأعضاء دولة القانون والأحزاب الايرانية الحاكمة،وكل هذا يجري بدعم وتوجيه وأوامر ايرانية لهم ،وهذا التصعيد والتهديد بضرب تركيا وتدمير دباباتها على رأسها والطلب من روسيا لقصف القوات التركية الموجودة في اطراف الموصل،وهذا بحد ذاته اعلان حرب على اردوغان  وتركيا ،ارضاءا لإيران وروسيا ودفعا منهما في اشغال العالم عن القصف الروسي للمعارضة السورية ،وردا على اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا ،اذن الاهداف واضحة باتجاه ادخال تركيا في حرب لا تريدها وتدفع بها دفعا، في حين تصر روسيا وإيران عليها اصرارا واضحا باستفزازها والهجوم الاعلامي الكبير عليها ، والتبرير الايراني-الروسي جاهز ضد تركيا وهو دعم داعش ومرور عناصرها وعدم ضبط حدودها معهم وشراء نفطها ، وهذه كلها تهم وافتراءات لا سند ولا وثائق تقدمها الاطراف المعادية لتركيا وقالها صراحة(اردوغان وكذب بوتين –اذا استطاع بوتين اثبات ادعاءه ان تركيا تشتري نفط داعش او تتعامل معها وتدعمها  فأنا سأستقيل )، وهذا الكلام الواثق من نفسه،وبلع الفضيحة بوتين وأخرس ثم دفع بجرابيع عراقية يقودون ميليشيات اجرامية طائفية لإعلان الحرب على تركيا بحجة تدخلها في العراق وغزوه واحتلاله تمهيدا لضم الموصل له، وهذه فرية لا تنطلي الا على السذج ،لان الموصل وأهلها رفضوا هذا الضم عام 1925 فكيف يقبلون به وهم في 2015، علما ان رئيس وزراء تركيا اعلن قبل يومين لتكذيب هذه الاقاويل والتهم والإشاعات حين قال(ان تركيا ليس لديها اطماعا في اي شبر في ألعراق مما يدحض المبررات العراقية الواهية ،والتي  بلع طعمها وزير الدفاع العراقي الفاشل خالد العبيدي ، والذي زار بنفسه قبل ايام معسكر الحشد الوطني واثنى على مقاتليه ورأى بام عينه المدربين الاتراك هناك والدبابات التركية العشرين ، ولكن لأنه منبطح في المشروع الايراني وغاطس الى اذنيه فيه ،فهو مشغول في ( زيارة الاربعين للإمام الحسين عليه افضل السلام) ويقوم بعمل القيمة والتمن للزوار ،ويشرف على الطعام (يخوط في قدور التمن والقيمة)، ولم يكلف نفسه هذا ألخسيس ويزور اهله من نازحي نينوى والانبار الغارقين في وحل العراء باربيل ودهوك وسط اكوام الثلوج والبرد دون مأوى ، ان افتعال قضية التدخل التركي واضحة الاهداف تماما ووراءها ايران وروسيا لغايات اشعال فتيل حرب اقليمية ، وافتعال ازمة تمهيدا للتدخل وكل دولة من زاويتها ، ايران لإفشال سيناريو امريكا الجديد الذي ابلغه جون ماكين للعبادي، وروسيا تريد جر تركيا للحرب في العراق وسوريا ثأرا لإسقاط طائرتها في تركيا ، ولكن ماذا بعد كل هذا التصعيد والتهديد العراقي والروسي والإيراني ،لتركيا ، وهل تركيا على استعداد لمواجهة هذا التهديد ، نحن نعلم ان اردوغان يمتلك حكمة سياسية وصبر استراتيجي في معالجة الازمات الدولية ،وكلنا يتذكر ازمة الباخرة مع اسرائيل وكيفية نجاح الدبلوماسية التركية في انحناء اسرائيل وتخاذلها لتركيا، ولكن هنا الوضع يختلف تماما ،دول تريد اشعال حرب عالمية ثالثة (قالها بوتين بنفسه) قبل يومين ان روسيا مستعدة لحرب عالمية ثالثة وبالحرف ألواحد اذن القضية ليست نزهة في ضوء ألقمر فهو يجر امريكا والمنطقة والعالم كله الى هذه الحرب التي يحضر لها منذ سنين ، مع حلفائه الايرانيين ، كما تهيئ لها امريكا ايضا اذا تعرضت مصالحها للخطر ، وهاهي تتعرض مصالحها لخطر داعش وخطر ايران وروسيا انتقاما من مواقف امريكا من الاتفاق النووي الايراني وإصرار امريكا على ادانة ودعم اوكرانيا في قضية ضم جزيرة القرم الاستراتيجية لروسيا بالقوة ، لذلك نحن نرى ان معركة الموصل هي انطلاق لحرب عالمية كبيرة مسرحها ارض العراق ومن الموصل تحديدا ، وستكون سوريا مسرحا لها ايضا،اذن معركة الموصل ايذانا لحرب عالمية طويلة تريدها الدول الكبرى لتحقيق مشاريعها ومصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط ولكن بكل تأكيد لن يكون امل في تحقيق اي من هذه المشاريع ،لان توزيع الاختلاف في توزيع الغنائم بين الدول المنتصرة سيكون باهظا جدا ، وسيكون حساب الحقل ليس كحساب البيدر فالشعوب الحية قد وعت المؤامرة وستفشلها بكل تأكيد ،فعام سايكس بيكو ليس كعام الفيل ….

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات