23 نوفمبر، 2024 4:53 ص
Search
Close this search box.

 العراق… بلد مستباح السيادة ومواطنه مهدور الكرامة

 العراق… بلد مستباح السيادة ومواطنه مهدور الكرامة

لم يشهد بلد في العالم له كيان محدد معترف به من قبل المجتمع الدولي والامم المتحدة كالعراق من استباحة لارضه وانتهاك لكرامة مواطنيه , هذا الامر الحاصل ليس بجديد بل منذ اكثر من عقدين من الزمن ولغاية اليوم ففي عام1991م أصبح العراق مشروعاً دولياً مستباح السيادة بمعنى الكلمة من خلال تحويل أموال الشعب من النفط إلى برنامج ما يسمى النفط مقابل الغذاء والدواء , ولا ننسى فرق التفتيش التي كانت تجوب كل ارض العراق وبنايته ومؤسساته للبحث عن الاسلحة الكيماوية المحذورة كما يزعمون كما لجات امريكا الى تقسيم العراق جوا وارضا حسب خطوط الطول والعرض وفرضت حظرا على الخطوط وكان الارض ارضها والسماء سماءها  .
بعد عام 2003 اصبحت حدود العراق مفتوحة لكل من هب ودب وبدون سيطرة للدولة عليها ؟ الارهابيون يدخلون ويخرجون من دون رقيب ومسائلة رغم ان الحكومة تدعي انها تملك قيادة قوات حدود ولكن في الواقع العملي لا نعرف ماهي مهمة هذه القوات ؟ والارتال الداعشية داخلة خارجة بين سوريا والعراق ….وقد وصل الحد بالتجاوز على السيادة الوطنية إن طائرات تهبط في مطار بغداد محملة بأسلحة كاتمة للصوت محظورة دولياً وأموال مهربة مجهولة المصدر والوجهة ولاكثر من مرة والطامة الكبرى أن يتم إرجاع هذه الطائرات الى الجهة التي جاءت منها دون اتخاذ أي إجراء ودون توضيح للشعب العراقي من قبل الحكومة , رغم أن الكل يعرف ان هذه الأسلحة كان يراد منها قتل أن العراقيين ، كما أن هذه الأموال التي تم ضبطها إذا لم تكن مرسلة الى تنظيمات إرهابية على أسوأ تقدير فقد تكون جزءاً من عملية غسيل للأموال… التحالف الدولي التي تقوده امريكا والذي يضم اكثر من 60 دولة يدخل للعراق بكل امكانياته العسكرية ومدربيه ومستشاريه ومقاتليه وبكل امكانياته الاجواء والاراضي العراقية دون مساءلة او رقيب حتى وصل الأمر لتصاعد شكوك بان هذه القوات لها تعاون مع داعش كما يصرح به قادة في فصائل الحشد الشعبي … وعلى الواقع العملي فان اكثر من ثلث مساحة العراق يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي بعد هزيمة فيالق الجيش العراقي وترك اسلحته هدية للعدو … بالامس القريب راينا اكثر من نصف مليون ايراني اجتازوا حدود العراق عبر منفذ زرباطيه لغرض المشاركة في الزيارة الاربعينية للامام الحسين (ع) ورغم اننا لانشك بنوايا الزائرين لانهم جاءوا عزل فان عملهم مرفوض ويمس سيادة العراق الوطنية وهذا ما احترفت به ايران وطلبت الاعتذار وحرمت الزيارة على القاصدين دون موافقة الطرف العراقي , بنفس الوقت قوات تركية معززة بالدبابات اقتحمت الاراضي العراقية واستقرت في منطقة بعشيقة متحدية الحكومة العراقية ومخالفة لل الاعراف والاتفاقات الدولية , والطامة الكبرى انقسام الساسة العراقيين ازاء هذا الموقف بين مرحب به من امثال البرزاني والعاني والنجيفي والساري وكان الخيانة والدعوة الى انتهاك سيادة الوطن اصبحت مثال يحتذى ويفتخر به وعلى مستوى الاعلام هؤلاء الساسة سبق وان تواطأ العدد الاكبر منهم مع تنظيم القاعدة سابقا وداعش حاليا بدعوى الأذى بقوات الاحتلال الامريكي في حين اليوم هم الدعاة لقدومها من جديد لاحتلال العراق لان بعودتها ضمانة لمصالحهم وبقاءهم في مناصبهم اما الرافضون فبعضهم بنية خالصة وشعور وطني في حين الاخر يريدها كدعاية اعلامية حتى لا يسقط في نظر الجمهور ويخسر الانتخابات القادمة… اما كرامة المواطن العراقي المهدورة فقد عشناها على مدار كل الحكومات التي مرت بالعراق فالنظام السابق جعل دالة للمصرين على العراقيين وجعل لهم اعتبار فوق اعتبار العراقيين حتى اذا تخاصم عراقي مع مصري فسيكون العراقي مذنب ومدان حتى وان كان صاحب حق ولا بد ان يعتذر من المصري ويطلب الصفح عنه خوفا من ان يفتري عليه بدعوى انه سبه وسب من اتى به وهذه التهمة عقوبتها الاعدام للعراقي لان المقصود هنا فيها صدام الذي هو من اتى بالمصرين الى العراق … والمواطن العراقي عندما يذهب الى الحج يحجز له اقامة في اردء اماكن وفنادق بمنطقة العزيزية السعودية ولا زال هذا الاجراء قائم الى اليوم ومرت عليه  اكثر من اربعة عقود من الزمن في حين يتمتع الايرانيون بمساكن حديثة وقريبة من الحرم المكي الشريف كما هناك باصات تنقلهم مجانا لاداء الزيارة والصلاة كما يسمح لهم باداء دعاء كميل في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة وعندما تسللت ودخلت بينهم لغرض الاستماع الى دعاء كميل اتي شرطي سعودي وامرني بالمغادرة فحاجتته بان هذا الدعاء  للامام علي (ع) والامام علي عربي وانا عربي  فانا وانت اولى بالاستماع له وليس الايرانيون الفرس فاجابني ما قلت صحيح ولكن حكومتهم متفقة مع حكومتنا في هذا وانت عراقي وحكومتك لم تتفق معنا.
ومن يذهب الى مطار الاردن من العراقيين فسيلاقي سوء التعامل والكلام الخشن لدافع طائفي خاصة اذا كان جوازه يحمل تاشيرة ايرانية فقد لا يسمحوا له بدخول الاردن وهذا ما حصل لكثير من العراقيين المرضى الذين اعيدوا بنفس الطائرة الى العراق في حين الاردن لازالت تحصل على منح نفطية من العراق وتشترى جزء من احتياجها باسعار تفاضلية لم نرى يوما ان الحكومة العراقية ووزارة الخارجية على الاقل عاتبت الحكومة الاردنية بهذا الشان رغم ان الكثير من الشكاوى طرحت بهذا الخصوص ودولة الامارات تفعل نفس الشيء وسبب استهتار هاتين الدولتين هو وزارة الخارجية العراقية التي لاتعدوا الا أن تكون شريكة معهم في هذا الاستهتار السياسي والطائفي المقيت .
والا ماذا تسمون هذه التصرفات والى ماذا تعزوها ؟ لو لا لم تجد هاتين الدولتين الطائفيتين أرض رخوة من الجانب العراقي لما تجرأ قزم واحد من هؤلاء الاقزام القذرة على معاملة كل عراقي على حدة والاستفسار عن هويته ومذهبه.
اختم مقالتي بحادثة حصلت لاحد الاصدقاء في منتصف التسعينات حيث سافر احد الاخوة المدرسين الى ليبيا لمواجهة ضروف الصار ولغرض الحصول على المال لترفيه وصل المدرس الى ليبيا وباشر العمل ولكن حصلت له مشكلة في الايام الاولى بضربة لاحد الطلبة مما دعى اللجان الثورية ان تفصله حالا , توسل المدرس بالتربية والجهات المسؤولة الاخرى دون جدوى واخيرا اخبروه بان مشكلته لا تحل الا بامر من القذافي , سالهم كيف الوصول الى القذافي ؟ قالوا له يمكن مقابلته اثناء قدومه للصلاة في الجامع , انتظر المدرس العراقي جمعتان حتى حضي بمقابلة القذافي وشرح له مشكلته فرد عليه القذافي تضرب ليبيا ولازلت في ارضنا لمدة اسبوعين داعيا الاجهزة الامنية باخراجة من ليبيا فورا,هكذا هي الحكومات التي تحترم مواطنيها وتحافظ على كرامتهم ولكن في العراق لم نرى من الحكومات السابقة ولا اللاحقة مثل هذا وكانهم بصق الشيطان في افواهم جميعا على ذل العراقيين ومتهان كرامتهم امام الغير .
*اكاديمي واتب عراقي مستقل
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات