دعا د.أياد علاوي إلى جبهة تضم: المجلس الأعلى الأسلامي وهيئة علماء المسلمين والكرد والصدريين، والأحزاب الوطنية والمنظمات العربية..الخ من التشكيلات المتنافرة في الفكر والقومية والمذهب. وقد يكون في ذهنه متسع لضم الناس أجمعين إليها. وهو الذي رفض قبل أيام (لجنة التنسيق العليا..) والأقرب إليها، لقيادته تكتلاً سنياً ضخماً في البرلمان وخارجه. عدا هذا، يبدو أنه ذو ذاكرة ضعيفة، له قراءة رديئة لتأريخ الجبهات السياسية في العراق التي تميزت بعمر قصير، وفشل في تحقيق الأهداف وتخندق اعضائها فيما بعد ضد بعضهم بعضاً، بدءاً من جبهة الأتحاد الوطني 1957 والجبهة القومية الوطنية..الخ 1973 وجبهتي: جود و جوقد في الثمانينات، وكلها تأسست في ظروف أفضل بكثير من الظرف الحالي للعراق. ويبدو أيضاً وكأنه غافل عن صراع الاحزاب والمكونات الأجتماعية فيما بينها حتى داخل المكون الأجتماعي الواحد بل وحتى الحزب الواحد، فكيف تصور جبهة للمكونات السياسية كافة مثلما توحي بها دعوته التي تذكرنا بأفلام الخيال العلمي؟ والتي ورد فيها من انهم سيتوجهون الى دول عربية خليجية ومصر في وقت ورد اسم حزبين شيعيين كبيرين في دعوته: المجلس والصدري اللذان تشدهما علاقات قوية بايران. عليه ألا يتطلب والحالة هذه التوجه الى ايران كذلك؟ والاسئلة تترى منها، ما المقصود بالمنظمات العربية في دعوته؟
جبهة الدكتور علاوي بلا حدود وخياله الجبهوي، ان جاز التعبير، اللامتناهي وحده القادر على التفكير بأختصان ذلك الكم من المكونات والاحزاب اللامتجانسة والزاخر بالمتناقضات الحادة. وإذا كانت الجبهات التي ذكرتها قد عاشت عمراً قصيراً وفشلت في انجاز أبسط هدف، فان جبهة علاوي لن ترى النور ولو لأيام، وما المناداة بها من جانبه إلا لأفشال (لجنة التنسيق العليا..) التي بدورها لن يكون حظوها من النجاح بأوفر من حظ جبهته.