23 نوفمبر، 2024 1:43 ص
Search
Close this search box.

تاملات في زيارة الاربعين/ 1

تاملات في زيارة الاربعين/ 1

العطاء وصور البذل غير المالوفة
منذ عشرة ايام والناس في حالة من الغليان البشري في شوارع العراق بسبب دخول الزوار الاجانب وهذا الغليان سببه التسابق في خدمة الزائرين فمن التوسل الى التهديد بالسلاح فقد راينا كيف يتوسل الخدام بالزائرين حتى يحصلوا على واحد منهم ليبقى عندهم ليلة او ساعات معدودة فيما رايت شخصا اخر عجز عن الحصول على بعض الزوار فرفع فأسا فوق رؤوس الزائرين مهددا بها حتى لا يبق من دون زوار ….حقا انه منظر معبر عن الرغبة في البذل الى اخر نفس انه نموذج فريد من نوعه في العطاء .
عندما ينظر الانسان في نوعية المقدم من العطاء يقف حائرا امام التنويع واما الكمية المبذولة وامام الاصرار على البذل وكانها حرب من اجل العطاء .
وليس من الغريب ان نجد الايرانيين ينشدون نشيد انتم الكرماء انتم الشرفاء …فقد صدمني هذا النشيد لان الايرانيين لا ينشدون لغيرهم في العادة .
ولكن العطاء الذي بذله الشيعة في العراق جعل الايرانيين يعترفون بالفرق الكبير بين العطاء الكبير وبين مجرد العطاء .
ومن هنا كانت الانواع المقدمة من الاطعمة مدعاة للفخر لانها كانت فعلا مائدة سلطانية لا يكون هناك مكان خال من التفاصيل .
والجلوس ايضا كان فيه جميع اجناس البشر ومن كل اللغات وذاق الجميع جميع الاذواق .
والشيء الملفت ان البعض من الناس كان يظن ان العطاء هذا له وقت لا يتجاوز فترة الذهاب الى كربلاء بالسيارةمع ان العطاء بدأ من البصرة قبل قرابة شهر من الزيارة الاربعينية وكانت الموائد في الناصرية مدعاة للعجب ووقف التونسي الذي جاء مع المسيحي الاستاذ أنطوان بارا بين الناس متعجبا من حفاوة الناس به وزاد عجبه من حرصهم على إكرامه ولم يسال احد منهم من اي دين هو ؟
هل هو مسلم ام لا ؟
هل هو شيعي ام لا ؟
يقول لم يخبروني ابدا ان الشيعي يبذل لغيره من دون ان يعرفه وانا مررت وأكرمت من دون سؤال فيا له من شعب محب للشعوب من دون تمييز !!!
وبقيت الراية ممتدة على حدود الناصرية بالموائع التي طالت لتصل الى اكثر من عشرين كيلو ثم زادت لاكثر من هذا بكثير فاي عشق جعل الانسان الشيعي يبذل بهذا الشكل ؟؟؟؟؟
انه العشق الحسيني الذي لا حدود له !!!!
ثم جاءت المحافظات الاخرى والوضع يتكرر من دون فرق وفي كل عام يزداد التنويع في الاكل والأنواع المقدمة .
اما السمك هذا العام فقد صال وجال وصار مبذولا كالهواء وفي كل مكان والبعض فتح مائدة كبيرة فيها المئات من السمك الحي والمجمد وكلها جاهزة للاكل .
واما الحلويات فحدث ولا حرج فقد دخلت الى الميدان من دون استئذان وصالت بين الايدي بكل أنواعها
واما الخبز فصار يوزع بأشكال مختلفة فمنه مع اللحم ومنه مع الدهن والسكر ومنه على الجمر والحصى ومنه على الطين ومنه في آلة كهربائية ومنه بيد الرجال ومنه بيد النساء وووو
لقد كان العطاء هذا العام ملكيا وكانت مائدة سلطانية باسم الامام الحسين عليه السلام .

أحدث المقالات

أحدث المقالات