19 ديسمبر، 2024 8:59 ص

سياسيون أميركيون كبار : شن الحرب على العراق خطأ كبير تسبب بإجتياح الفوضى الى المنطقة!!

سياسيون أميركيون كبار : شن الحرب على العراق خطأ كبير تسبب بإجتياح الفوضى الى المنطقة!!

يؤكد مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى في الادارات الامريكية السابقة ان الولايات المتحدة إرتكبت أخطاء سياسية وعسكرية كبرى عندما شنت الحرب على العراق، واسقطت النظام فيه، عام 2003 ، وتركت المنطقة في فوضى عارمة لم يكن بمقدورها الان السيطرة على نتائج سياستها التهورية، قبل أكثر من عقد من السنين!!
ويشير محللون سياسيون غربيون الى ان الولايات المتحدة بدأت تحصد ثمرة سياسات الفوضى واستهداف العراق الذي كان يعد مركز توازنات المنطقة ، وما ان انهار العراق حتى انهارت دول المنطقة الواحدة بعد الأخرى في مسلسل تراجيدي كان من نتائجه ظهور الغول الجديد داعش ومن قبلهم القاعدة !!
ويعترف كبار صانعي القرار في الولايات المتحدة ، ومنهم عسكريون رفيعو المستوى في البنتاغون وفي حلف شمالي الأطلسي ان سياسات الفوضى الخلاقة التي إتبعتها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط نجمت عنها فوضى كبيرة لم يكن بمقدور الادارة الامريكية السيطرة عليها، بعد إن خرجت عن حدودها المرسومة، وتركت فراغات كبيرة في قادة السلطة ، ممن كانوا الى حد ما يعدون أهدم دعائم الاستقرار في تلك المنطقة الحيوية والغنية بالنفط ، وبخاصة في العراق، الذي يعد نشر أول علامات الفوضى الخلاقة فيه ان تركت العراق في ( فراغ سلطة كبير) لم يكن بمقدور الامريكان منذ اكثر من عشر سنوات ان يعيدوا حالة الاستقرار الى هذا البلد ولو في أبسط صورها، حتى خرج العراق عن سيطرتهم حاليا، وهم في حالة رعب مما سيواجهونه في هذا البلد من مخاطر وتحديات، كان أبرز معالمها ظهور داعش الشبح المرعب الذي صنعه الامريكان انفسهم مع القاعدة واذا به اول من يظهر لهم انه ” العدو ” الذي يريد ان ينتقم ممن اتخذهم للعبة دور او قضاء ” نزوة ” في السياسة لاغراضهم الخاصة ثم تخلوا عنهم بعد ان انتهت المهمة معهم !!
فقد قال القائد السابق لحلف شمال الأطلسي ويلسي كلارك، “لم نفهم ماذا كان يقصده صدام حسين عندما قال في عام 2003 ” ستفتحون أبواب جهنم إذا تمكنتم من الإطاحة بي”، والآن بات كل شيء واضحا.. وأضاف كلارك في حديث صحفي، “إن الشرق الأوسط غرق في الفوضى، والناس بات يتملكها الخوف”.
من جانبه رأى المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية والقائد السابق لوحدة القوات الخاصة، مايكل فلين، ا، أن غزو العراق تسبب في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وأن الأميركيين تصرفوا “بغباء كبير” بعد هجمات 11أيلول 2001.
 وقال فلين في حوار مع صحيفة دير شبيغل الألمانية، ان الولايات المتحدة بعد هجمات 11 ايلول اختارت الإجابة على سؤال “من أين قدم المهاجمون؟” بدلا من “لماذا يهاجموننا؟”، مشيرا إلى أن “العواطف العمياء” قادت واشنطن بعد 2001 في الاتجاه الخاطئ”، مؤكدا أنه لولا سقوط بغداد لما ظهر شيء اسمه تنظيم “داعش”، مشيرا الى ان إسقاط نظام صدام حسين جلب ضررا أكبر إلى العراق، والأمر ذاته ينطبق على العقيد معمر القذافي في ليبيا التي سقطت في الفوضى بعد رحيله.
وتحدث فلين عن تطبيق تنظيم داعش للتوجيهات التي رصدت في الوثائق التي وجدت مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن الذي دعا إلى انتشار المقاتلين في خلايا صغيرة وفي أوسع مساحة ممكنة ليسهل عليهم الحركة ويصعب كشفهم.
واشار الى ان الدول الغربية لم تتعامل بحزم مع التحذيرات بقرب شن هجمات واسعة في عدد من الدول الأوربية، ولم تقم بمراقبة كافية لخلايات تنظيم الدولة التي تطورت وانتشرت في العديد من الدول الغربية.
وبين إن الحرب على تنظيم داعش لن تنجح إلا بتدخل بري يرافق الهجمات الجوية، واقترح الاستفادة من تجربة البلقان لحل الأزمة الحالية، وذلك عبر تقسيم المنطقة إلى قطاعات نفوذ بين الدول الكبرى بإشراف من الأمم المتحدة وفي إطار تحالف مع دول عربية، حتى لا ينظر إلى هذا التحرك على أنه غزو أجنبي جديد.
وطالب فلين بأن يستمر التواجد الأجنبي لفترة طويلة ولغاية استقرار الأوضاع وعودة اللاجئين إلى مناطقهم.
الا ان مسؤولا رفيعا  في المخابرات الامريكية السابقة يشير من جانب اخر الى ان احدى نتاج سياسات الفوضى هو ضياع العراق وسوريا واحتمال اختفائهما من على خارطة الشرق الاوسط ، ويدعو الى اتفاقية سايكس بيكو جديدة ترسم معالم دول المنطقة، مؤكدا دعمه لاقامة دولة كردية في المنطقة.
فقد نشرت صحيفة “لوفيغارو” الناطقة باللغة الفرنسية تصريحات صادمة لـ (مايكل هايدن)، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية سابقًا، حول مجموعة من الدول ستختفي من على الخريطة العالمية لتصنيف الدول قريبًا، وأنه لابد من تجديد اتفاقيات (سايكس بيكو) التي اعترفت بتلك الدول في تقسيم منطقة الشرق الأوسط أو ما يسمى بالعالم العربي.
وأكد (هايدن)، مدير المخابرات الأمريكية سابقًا، إن كل من العراق، وسوريا، لم تعد دول موجودة بالفعل، وتتحكم بها مجموعات مسلحة، بينما لبنان عبارة عن دولة فاشلة بكل المقاييس، وكذلك ليبيا، لافتًا النظر إلى أن اتّفاقيات سايكس بيكو وضعت هذه الدول على الخارطة باتفاقيات ما بين الدول الأوروبية المنتصرة في الحرب العالمية في عام 1916 وهو تصنيف لم يعد موجود على الأرض.
وأشار إلى أنه على مدار الـ 20 أو الـ 30 عامًا القادمة العالم العربي لن يكون في حالة استقرار، وبالتالي سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا لإحياء وإبقاء تلك هذه الدول لن تكون مجدية، مضيفًا: “لم أعاصر عالمًا أكثر تعقيدًا من العالم اليوم، على وجه الخصوص في الشرق الأوسط فكان قديمًا هناك دول تسمّى سوريا، أو العراق، لكن اليوم لدينا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والسنة، والأكراد، والعلويين، والشيعة”.
وتابع: “ربّما سيكون هناك مقعد سوري أو عراقي في منظمة الأمم المتّحدة ولكن البلدين قد اختفيا، بالكامل، ومن المستحيل أن تعود العراق بلد موحد كما كانت في السابق، هي وسوريا، ومن الضروري تسليح الميليشيات الكردية على وجه السرعة” لافتًا النظر إلى أن الأكراد الآن هم الحليف المفضل للولايات المتحدة في المنطقة، وسيظلون متحالفين مع القوى الغربية، والسبب وراء ذلك المصالح المشتركة بين جميع الأطراف.
وليس كل مايقوله الامريكيون يمكن ان يحدث او ان يتم تطبيقه ، فالعراق ليس بمقدور الامريكان محوه  من على وجه الخارطة كما كانوا يظنون، لانه موجود قدم التاريخ وغائرته في اعماقه ، اما الولايات المتحدة فهي من اكثر الدول التي ولدت بلا تاريخ ، وهي آخر من يحق لها التحدث عن مستقبل الدول ومكانتها في التاريخ، حتى وان بقيت لعقود تتحكم في مصير العالم، لأنه لاتوجد امبراطورية بقيت تتحكم في مستقبل شعوب المنطقة الى ما لانهاية ، وان لكل امبراطورية نهاية في يوم ما وان أفول نجم إمبرطورية امريكا ليس ببعيد بعون الله.
والان تحصد الولايات المتحدة ثمرة سياسات الفوضى واستهداف العراق الذي كان يعد مركز توازنات المنطقة، وما إن انهار العراق حتى أنهارت دول المنطقة الواحدة بعد الأخرى في مسلسل تراجيدي رهيب!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات