عندما وصل خطر الفساد الفكري والإداري والمالي والاستخفاف بالإنسان يهدد كيان الاسلام وثوابته ومبادئه السامية ويمكن أن يبدد تضحيات الانبياء والمرسلين والاولياء والمصلحين وتسببه في تدخل أعداء الاسلام من اليهود والروم في شأن وحياة المسلمين ومركزية القرار ودخول أفكار وتقاليد وثقافات عقيمة مخالفة لقيم الاسلام والانسانية واخذت تؤثر في المجتمع التائه بين جهل المتصدي للخلافة الاسلامية زورا وكذبا وبين ثقافات الغرب آنذاك فانتشرت الطبقية والطائفية والعرقية والجاهلية والغلبة بالقوة وأخذ المجتمع المسلم يتجرع كأس الذل والعبودية والحرمان والخضوع خوفاً وطمعاً بعد أن كان عزيزاً و فاتحاً وملهماً ومعلماً لرسالة السماء وناشراً لها في بقاع الارض , وتحول مفهوم العبادات الى مجرد طقوس لا يتجاوز حدها جدران المساجد لا شأن لها بواقع وظروف قاسية ومنكر ينتشر كالنار في الهشيم ! والنتيجة من ذلك استمرار الحاكم المتسلط في حكمه يشبع شهواته ومن حوله الحواشي والساسة المنتفعين من فتات قصع السلطان ومعه يتنعم ويتلذذ بجاه ومنصب واعلام هم وعاظ السلاطين من فقهاء السوء والضلال , وهذا الحال بإجماله وتفصيله في علم ودراية من الامام الحسين عليه السلام وقدّر الامر وفداحة خطره ومدى حجم مرض الامة بانعدام الارادة أن لا علاج الا بتضحية تهز كيان وضمير الامة وصعقة ترجع لها روحها فثار الامام الحسين عليه السلام وضحى بنفسه وصحبه وعياله ليعطي درساً يمتد الى طول الزمان بان قيم الاسلام والمصلحة العامة للمجتمع والمحرومين والمستضعفين والفقراء والمساكين تستحق التضحية بالنفس اذا توقف الامر عليها فكيف بالوعظ والارشاد ومواقف الرفض والنهي عن المنكر والفساد اذا كان ممكناً وراجحاً في التغيير !
واليوم يعود وعاظ السلاطين والمنتفعين وفقهاء السوء المُنعمين بالمال والجاه والاعلام لجعل وترسيخ مفهوم احياء شعيرة الامام الحسين عليه السلام من يوم عاشوراء الى يوم الاربعين عبارة عن طقوس نياح وبكاء وضرب على الصدور لا شأن لها بواقع فاسد ونار يكتوي بها العباد لا يقل خطره على الاسلام والمجتمع وقيم الرسالة عن ما قبل ! فالعراق يعيش لمدة ثلاثة عشر عاما أسوء فترة في تاريخه لأسوء زمرة حاكمة فنجد المتاجرة بالدين والسرقة تحت عباءته والفساد الاداري والمالي والاخلاقي وطائفية وقتل واجرام وتخريب وفتن وتدخلات دول طامعة حاقدة ودخول ورواج ثقافات وافكار أدت الى الانحلال والتميّع والانحراف دون حياء أوتردد وبجرأة حجتهم فيها فساد وانحراف ونفاق من تصدى وحكم وافتى باسم الدين ! فهؤلاء الحكام والوعاظ والفقهاء تيقنوا فشلهم ونقمة العباد عليهم ويكاد ان ينفجروا يوما ما في وجوههم وأكثر ما يخشونه موسم ذكرى الثائر المصلح المنتفض ضد الفساد والافساد والجهل والانحراف الفكري والعقائدي والنفاق وما يسببه من شجاعة وتأجيج وجرأة للانتفاضة ضدهم كفاسدين فعمدوا وبقوة وبكل الوسائل المادية الاغرائية والاعلامية والدينية وتأكيدهم على احياء هذه الشعيرة بحدود العاطفة والدمعة والمسير المحفوف بالنعم من الاكل والشراب كفيلة بدخول الزائر الى الجنة من أوسع أبوابها مع ضمان أمنه وسلامته إن ادى الزيارة كما يشتهون !وهذا بحد ذاته تعمية وجريمة كبرى بحق الحسين عليه السلام وأهدافه ودمه الطاهر وتستر على المفسدين وجرائمهم باسم الحسين عليه السلام وبشعيرته الاربعينية ! وهم بذلك كيزيد وزمرته
ولكنهم غفلوا وتغافلوا انه كما يوجد يزيد العصر يوجد حسين العصر بنهجه وخطه ومواقفه وسيرته وخطابه الاسلامي الموحد المعتدل يقول ويفعل ويطبق صدقاً وعدلًاً شعار هيهات منا الذلة فهاهو المرجع العراقي العربي السيد الصرخي قائد ثقافة وعلم التنوير للضمائر والبصائر يعطي المفهوم الواعي الرسالي للمسير المقدس الكربلائي وضوابط وحدوده وحسب الظروف الموضوعية ومعاناة الامة فيصدر بيان يلفت الزائر اما يكون على نهج الحسين عليه السلام او يكون على نهج يزيد بموعظة لافتة مزلزلة وذكر شروط ذلك بقوله ( فهل خرجتم من اجل اصلاح حال اخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل اصلاح أحوال اهليكم من الارامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والازواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي ، ـ وهل خرجتم من أجل اخوانكم واهليكم ممن فاضت عليهم المياه وطفحت عليهم مياه النجاسات ، أو من اجل اصلاح حال اخوانكم وعوائلكم الذين جرفت مياه السيول والامطار بيوتهم وأراضيهم وزرعهم وانعامهم ، ـ وهل خرجتم من اجل انسانيتكم وكرامتكم المسحوقة بتسليطكم الفاسدين والسكوت على فسادهم وتضييعهم وسرقتهم لمئات المليارات من الدولارات واغراقهم للعراق والعراقيين في فتن وويلات وانهار من الدماء ، ـ وهل خرجتم من اجل المطالبة بأبسط الحقوق الإنسانية التي افقدكم إياها الفاسدون بتدميرهم كل البنى التحتية وتدمير الاقتصاد والزراعة والثروة الحيوانية والموارد المائية والتعليم والسياحة والمؤسسات الطبية والتأمين الصحي فأفقدوكم كل الخدمات مع عدم الأمن والأمان حتى صار العراق متصدّرا لقائمة الدول الأسوأ في العالم في كل المجالات . ـ وهل خرجتم من اجل القضاء على الفساد بتغيير الفاسدين ، وإيقاف الحروب والصراعات التي افتعلوها ، وكفّ تدخل الدول وصراعاتها وتصفية حساباتها في العراق ـ فاذا لم تكونوا خرجتم من أجل ذلك فاعلموا اذن انكم تخرجون على نهج يزيد في الفساد والإفساد والخضوع والخنوع والذل والهوان … ـ نعم اذا لم تكونوا خرجتم من اجل ذلك فإنه لا يبقى مبرر لرفع شعار الحسين (هيهات منّا الذلّة) ، نعم انه الجهل والنفاق والتغرير والخداع والإنخداع والفساد والإفساد….) -http://alhasany.com/vb/showthread.php?p=1049049878#post1049049878
ثورة الحسين …من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين