لا اعرف من أين ابدأ الكلام فكثيرة هي هموم و معاناة النازحين و المهجرين الذين أصبحوا بين مطرقة جحيم الإرهاب و المليشيات الإجرامية و سندان غياب الدعم الحكومي بمختلف قطاعات الحياة في ظل تجاهل مرجعية النجف التي تتحكم بموارد العتبات الدينية في العراق و المقدرة بمليارات الدنانير العراقية و التي تذهب في خدمة مصالح الشرق و الغرب بينما النازحين و المهجرين لا يحظون ولو باليسير منها لماذا لا نعلم وعلى مرجعية السيستاني الإجابة عن تلك الاستفهامات ؟؟ فكما هو متفق عليه عند مختلف الشرائح الاجتماعية أن الإنسان إذا فارق الحياة ينتقل إلى عالم آخر غير عالمنا الحاضر لكن ما قد يخرق هذا القانون السماوي هو ما نراه يحصل لتلك الطبقات المعدومة و التي تلاقي أبشع اضطهاد و أقسى ظلم و حيف تتجرعه كل يوم وهذا ما جعلنا نطلق عليهم أحياء ٌ في ثلاجات الموتى لأنهم في تلك الظروف الصعبة و الأحوال المريرة نجدهم ضجوا حتى بالشكوى إلى كل مَنْ يمتلك ذرة من الإنسانية و الحمية بمد يد العون و المساعدة لهم املاً منهم في مواجهة محن الحياة و مرارة العيش القاسية وهذه الآهات و الهموم التي لا تنتهي لأهلنا النازحين و المهجرين فكم هي مناشداتهم التي طرقوا بها أبواب الحكومة العراقية سواء عن طريق وسائل الإعلام أو بكثرة المراجعات للدوائر الحكومية ذات العلاقة و التي تعنى بإدارة شؤونهم و ترتيب أوضاعهم الإنسانية المأساوية لكنهم جوبهوا بما يندى له جبين الإنسانية و التاريخ على حد سواء جوبهوا بالفساد و حيتان الفاسدين الذي سرقوا منهم المليارات المخصصة لإغاثتهم سرقوا منهم حتى لقمة العيش في قطع مخصصاتهم المالية سواء رواتب الموظفين أو معونات المساعدة التي تقدم لهم بالرغم من التصريحات الإعلامية لحكومة العراق التي صكت أسماعنا بضرورة دعم النازحين و المهجرين و تقديم المساعدات لهم لحين إعادتهم إلى مناطق سكناهم إلا أن تلك التصريحات كانت من اجل التهويل الإعلامي وتقمص دور السياسي الوطني الغيور على أهله المضطهدين و الحقيقة منافية لذلك الدور الانتهازي فلا يزال النازحون يسكنون العراء بلا غذاء بلا دواء بلا مأوى بلا مال يسد رمق تلك العوائل التي عانت الأمرين في ظل الترهل و الفساد الحكومي و انعدام دوره بمختلف مسمياته و عناوينه الرسمية مما يدل على أن حكومة العبادي غير جادة في رفع الضيم و الحيف عن كاهل النازحين و المهجرين اللذان لحقا بهما جراء عنجهية حكومة السفاح المالكي و سوء إدارته و استمرت تلك المعاناة لشريحة النازحين حتى مع تولي حكومة العبادي شؤون البلاد فكل ما يجري على تلك الطبقة المعدومة حملت المرجع الصرخي إلى المطالبة بحقوقهم المسلوبة و بعدة مناسبات من خلال البيانات التي أصدرها و حملت معها هموم و معاناة النازحين و التي استنفذ فيها المرجع الصرخي كل مناشداته لحكومة العبادي بضرورة إنصاف تلك الفئة المظلومة و عندما لم يجد إذنا صاغية لجل مطالباته من قبل حكومة العراق فقد توجه نحو الشعب العراقي و خاصة المناطق الوسطى و الجنوبية داعياً إياهم إلى جعل خروجهم لنجدة النازحين و المهجرين ومن اجلهم خلال مسيرتهم المليونية المتوجهة صوب كربلاء تطبيقاً لأهداف و غايات الثورة الحسينية المعطاء وجاءت هذه الدعوة ضمن معطيات بيانه الموسوم ( ثورة الحسين … من أجل الأرامل و اليتامى و الفقراء و النازحين و المهجرين ) في 25/11/2015 و الذي جاء فيه قائلاً : (( فهل خرجتم من اجل اصلاح حال اخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل اصلاح أحوال اهليكم من الارامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والازواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي )) .
فالنازحين و المهجرين أولى بالخروج على الفساد و الفاسدين و ليس من اجل حطام الدنيا و مغرياتها الزائفة حتى يكونوا مصداقاً للقول القائل ( كن عوناً للمظلوم و خصماً للظالم ) و بذلك يتحقق العدل و الإنصاف .
http://al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049049878#post1049049878