يتوافد الزائرون الى كربلاء وبإعداد هائلة حتى وصلت اعدادها خلال هذا الاسبوع( 18 ) مليون زائر تقريبا منها ( 4 ) من خارج العراق واغلبهم من ايران والجزء الاخر14 مليون من العراق سيرا على الاقدام ولمرور ايام في المسير مع كم هائل من الاموال التي صرفت من اجلهم من غذاء متعدد الاشكال لحوم وفواكه ومأكولات من افخرها في ظل التقشف المالي والانهيار الاقتصادي الحاصل في البلاد وفي المقابل يوجد ملايين من النازحين ينزحون بلا مأوى يسيرون زحفا الى لا نهاية او مستقبل معلوم فرارا بأنفسهم من داعش او المليشيات تاركين خلفهم الاملاك والمزارع والسيارات تعبث بها وتحرقها وتهدمها وتجرفها المليشيات و الدواعش والان هم في العراء بلا مأوى او في خيام ممزقة لا تقيهم حرارة الصيف وبرودة الشتاء مع جوع وعطش وغلاء اسعار بسبب الوضع الامني اوشحتها فهم اليوم يعيشون بأسواء حالة يرثى لها واخوتهم من الجنوب ينظرون اليهم نظرة الحاقد الكاره والموبخ متربصا بهم لا يفكر بهم تاركين خلفهم مبادئ الحسين (عليه السلام ) ظنا انهم في المسير يحققون اهداف الثورة الحسينية مفارقات عجيبة من شعب يحمل فكر الحسين عليه السلام شعارا بلا تطبيق فيحق عليهم ان يجسدوا معالم الثورة ومنهجها السليم التي خرجت من اجله في الوقوف مع المظلومين بوجه الفاسدين السراق الظلمة بوجه كل السارقين للمال العام الذين يعبثون بمقدرات واموال الفقراء والمحتاجين وان هذه الاموال التي تصرف للزائرين اولى بها النازحين من غيرهم واعلم ان الامام الحسين عليه السلام لو كان في عصرنا هذا سيكون مع النازحين مع المهجرين والعوائل المظلومة المنكوبة بسبب سياسة الحكومة وفتاوى الطائفية المقيتة الصادرة من الطرفين من مرجعيات العجم ومرجعيات الوهابية خلطت المجتمع السني العربي الطيب بنار ومأساة قاسية حيث لم يقف لهم في الوقت الحاضر الا المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني وهو يخاطب هذه الجموع المليونية ماذا لو توجه هذه الاموال والمساعدات الى المهجرين من اخوتنا العراقيين : واليك ما نص قوله : ((ويجب على كل من يريد ان يواسي الامام الحسين (عليه السلام) بالجهد والمال فعليه ان يفعل ما فعله الحسين وضحى من اجله وما سيفعله (عليه السلام) لو كان الان معنا ، فانه سيكون مع الإصلاح في امة الإسلام فسيكون مع المهجّرين والنازحين والمتضررين المستضعفين ، ومع الارامل واليتامى وعوائل الشهداء ، ومع المرضى والفقراء وكل المحتاجين ، فانه (عليه السلام) سيواسيهم ويعطيهم كل ما يملك ويقدر عليه ، واعلموا وتيقنوا ان الحسين لا حاجة له بزيارتكم ولا بمسيركم الى كربلاء ولا بطعامكم ولا أموالكم ، بينما الجياع والعراة والمرضى والأيتام والمهجرون والنازحون امامكم وانتم تتفرجون عليهم و لا تهتمّون لأمورهم ولا ترفعون الظلم والضيم عنهم وحتى انكم لا تخففّون عنهم ، ومن لم يهتم لأمور المسلمين فليس منهم )) حيث كان اتباعه سباقين الى استقبال النازحين في جميع المناطق في بيوتهم مع توزيع بعض المساعدات الانسانية ويستمرون في التبرعات للتخفيف عن حال اخوتهم في الوطن ولو بكلمة طيبة ويعتبر هذا الجهد ذاتيا وطنيا كما عودتنا بمواقفها الوطنية السابقة في رفض فتاوى التحشيد والتقاتل والارهاب ودعوته للمصالحة والسلام فتحية له ولاتباعه الوطنيين المخلصين .. http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=427