18 نوفمبر، 2024 3:50 ص
Search
Close this search box.

حصلنا على كل ما نريد

عندما كانت الشعائر ممنوعة، بدأ بعض شباب العراق، الانحراف مع ما يريد النظام في حينه، حيث صور البكاء على مصيبة عاشوراء، انكسار غير مبرر فالحسين شهيدا عند الله، واللطم والطبخ وغيرها كلها ممارسات متخلفة.

قلة قليلة من أبناء الشعب، كانت تعي معنى إحياء تلك الشعائر، ونتائجها وأثرها وأثارها على الدين والوطن، وقيم الإسلام، الذي “هود” معظمها.

تغير الحكم وذهب نظام البعث، عندها فتحت الأبواب على مصراعيها أمام الشعائر الحسينية، كانت المسيرة الأولى في نفس سنة التغيير، إشارتها الأولى لدى المحتل، الذي فوجئ بملايين من أقصى البلاد إلى أقصاه تزحف باتجاه كربلاء، بدأت التساؤلات في كل مؤسسات أمريكا، عندما عرفوا أن هؤلاء القوم يحيون ذكرى حصلت قبل 1400 عام من الآن، عندها يأسوا، من استقرار أجندتهم فضلا عن تنفيذها في هذا البلد، بذلوا كل ما لديهم من إمكانات، لغرض تنفيذ أجندتهم، لكن صوت المرجعية التي تقود هؤلاء السائرين كان أعلى وأوضح.

تولى الحكم شخص من قوم، كانوا ومازالوا يعدون أحياء هذه الشعائر نوع من التخلف والرجعية، لذا فشل في تقديم الخدمات والحماية للشعب العراقي، استغل أشباه هذا الحاكم، الخلل هذا في التثقيف والتحريض ضد هذه الشعائر، بعنوان ماذا حصلنا من التغيير، سوى اللطم والبكاء والسير إلى الزيارة!

بعد الفشل الأمني واحتلال ثلثي البلد، صدرت فتوى الجهاد الكفائي، استجاب للفتوى من لطم وبكى وسار إلى ضريح الحسين، تحولت الدمعة إلى ثورة، هزمت الفشل والإرهاب والفساد.

أوصل السائرون باتجاه الحسين، صوت وصورة الإسلام الحقيقي، الذي حرفه الإرهاب، ليعكس صورة مشوهة عن إنسانية الإسلام، أوصلت هذه المسيرة الكرم والسخاء الحسيني، حيث مواكب الخدمة التي تقدم للزائر القادم ما لذ وطاب من الطعام، وتوفر له المأوى وكل أنواع الخدمة، التي وقف العالم أمامها مذهولا، فأي إمكانات تلك التي تتمكن من خدمة الملايين، دون أن يجوع احد أو يحتار بمنام أو علاج أو أي شيء.

ما حصلنا عليه من التغيير إلى ألان، هو إعجاز بكل ما للكلمة من معنى،

عرفنا العالم بديننا بشكل عملي وواقعي، رغم مقاطعة الإعلام لتلك الشعائر، ومحاربتها والدس ضدها، كسرنا الحدود بين المسلمين في كل البلدان، لذا تجد زوار من كل أنحاء العالم تجمعهم كربلاء الحسين، نشأت بينهم علاقات أسرية، وتبادل زيارات.

عرفنا العالم بأن دموعنا لم ولن تكن انكسار أو خنوع، بل الدموع هي من أثمرت هؤلاء الرجال الأبطال، الذي هزموا إرهاب داعش، الذي قدرت الدول الكبرى المتحالفة ضده سنوات لغرض هزيمته.

ما حصلنا عليه؛ أن العالم عرف لنا قادة زهدوا بالدنيا وزخارفها وقاطعوا الإعلام، لكن العالم وقف عند أبوابهم متوسلا لقائهم ليتعلم منهم الحكمة وقدرات القائد.

حصلنا أننا عبرنا عن نفسنا، ليعرف العالم إننا خلاف ما يصور بعض العملاء والمنحرفين، كسرنا الطوق حولنا، لنعلن عن عصر جديد في العالم هو عصر الإسلام.

أما من لم يحصل على شيء، فهو من حارب ومازال يحارب الشعائر، بطريقة أو أخرى، تارة بعنوان التحضر وأخرى بعناوين الحرص.

الخدمات فأنها آتيه طال الزمن أو قصر، لان الغد سيكون بيد اللطام والباكي، وهم من سيقدمون الخدمات وسيحاربون الفساد، ليملئوها عدلا وقسطا، كما ملئها أعداء اللطم والبكاء ظلما وجورا…

أحدث المقالات