23 ديسمبر، 2024 12:44 ص

9-10-1967 رفرفت الرايات الحمراء احتفالا بتشي جيفارا ……  

9-10-1967 رفرفت الرايات الحمراء احتفالا بتشي جيفارا ……  

ربما يكون للبعض تأريخا عاديا لا اهمية له فهو لا يتخطى خانة الارقام لكنه بالنسبة لملايين البشر على وجه الأرض رمز مميز لتأريخ رجل عظيم ولد في وقت كان الفقراء والمهمشين يصدحون ضجيجا في فضاء الوجع والالم ……فلقد اعدم الثائر الاممي ارنيستو تشي جيفارا في هذا اليوم على يد القوات البوليفية الخاصة بالتعاون مع الاستخبارات الامريكية وبهذا يكون لهذا التأريخ قيمة ثورية في تأريخ الإنسانية في القرن الحديث ……
لهذا يحرص القلم إن يخطو فوق الورق الابيض ليكتب بعضا من عشقه لمسيرة جيفارا الإنسانية التي جعلت من الفقراء والمهمشين والمظلومين والجائعين صوتا في ارجاء العالم فمن يقرأ عن هذا الثائر وما كتبه المؤرخون والمفكرون عنه سيتأثر بفكره وفلسفته وسيذوب عشقا في مبادئه وقيمه التي لم تخرج عن اطار الوفاء والاخلاص للانسان هذا الكائن الذي لطالما كان وسيلة لاستغلال الرأسمالية العالمية بينما في فكر ونهج جيفارا فأن الإنسان كان الغاية والهدف السامي الذي من اجله يتم التضحية بكل شيء واي شيء في سبيل إن يحظى بالكرامة والحرية والعدالة …….فكثيرون من مروا في صفحات التأريخ ووضعوا بصمتهم عليها لكن عندما تبدأ صفحات مسيرة جيفارا بسرد قصتها وحكايتها يقف المرء عندها ويعيد تكرار مشاهد هذه الاسطورة عبر تقليب هذه الصفحات التي يقف عندها العقل ولا يبقى سوى القلب ينبض عشقا لروح جيفارا ……فلقد استطاع هذا الثائر العالمي إن يحظى بقلوب الجماهير في كل اصقاع العالم لما قدمه من تضحية وفداء لقضية الإنسان ففي كل امة من امم الأرض هنالك تواجد لعشاق هذا الثوري الإنساني فعندما تتعلق القضية بجيفارا الذي اصبح رمزا لليسار العالمي تنزل الجموع الى الشوارع والساحات والميادين حاملة الاعلام الحمراء تزهو في قلبها صورة التشي فتتصبب الدموع خجلا وانتصارا لرحلة مليئة بالمجد والكبرياء قضاها جيفارا دفاعا عن الإنسان …….
فجيفارا قاتل وتمرد وانتصر واعدم وهو يحمل هوية وجواز سفر يحمل تأشيرة الإنسان دون إن يضع حدودا للعرق واللون فلقد كانت فلسفته تتمحور في قضية واحدة الا وهو الإنسان ……
وهل هنالك اعظم من هذه القضية كي تحصل على الكرامة والحرية والعدالة فقضى ( تشي ) حياته كلها مدافعا عن هذه القضية ومهرولا بين الارجنتين وكوبا واجزاء اخرى من الارض في محاولة منه لوضع حد لمعاناة ومأساة الفقر والجوع والظلم والطغيان ونجح في مسيرته ونقش بحروف من الدم والثورة تأريخا مليئا بالمجد والصمود والشموخ ما زال حاضرا لحد اللحظة في عقول وقلوب ملايين البشر ……
فمن يقرأ ويغوص في أعماق ما كتبه من مذكرات وما كتب عنه فبلا شك ستدمع عيناه وتنفجر جوارحه كبرياءا فحكاية ( تشي ) عبرت التراجيديا التي تنقلها السينما وتخطت فصول واحداث مسيرته سور الميلودراما فلقد شغل الرأي العالمي انذاك في فترة سطوع نجمه الثوري واصبح الحدث الذي تنتظره الجماهير فكلماته حطمت قواعد الكلام الكلاسيكي وخطبه اصبحت لوحات ثورية حية مزركشة بالوان الحرية والخبز في اذهان الباحثين عن الصمود والبقاء في ظل واقع عالمي لا يتقبله المنطق  ……الواقع الذي يتجسد في الرأسمالية العالمية الذي يعيث فسادا في البشرية وينتهك كرامة وحرية الإنسان ويحاربه بالجوع والمرض والفقر على عكس جيفارا الذي حارب الجوع والفقر والمرض بقوة السلاح والفكر الثوري المتجسد في قيم ومبادىء اليسارية في مواجهة الرأسمالية العالمية ……
فالتأريخ يوثق نصر مسيرة ( التشي ) النصر الذي حقق الحرية لشعوب عديدة وفي ذات الوقت سلط الضوء على الوعي والادراك الذي يجب إن يحمله كل فرد في هذا العالم لكي يدافع عن حقوقه فلقد كان جيفارا من محاربي الجهل والتخلف ومن مناصري الحضارة والصناعة ومن عشاق الحرية التي صنع منها واقعا ومن المعارضين لظلم الإنسان وتحطيم كرامته ……..لهذا وبعد مرور 49 عاما على ذكرى اعدامه ما زال جيفارا واقفا في المشهد العالمي منتصب القامة شامخا بمسيرته صامدا بقضيته وما زالت وسائل الاعلام وشاشات التلفزة تتحدث عنه وعن ما قدمه من اسمى معاني التضحية والفداء والنضال في مسيرته من اجل الإنسان ……
فتحية لروحك الثورية ايها الثائر الاممي
فدوما سترفرف الرايات الحمر احتفالا بثورتك الخالدة في الجنان والوجدان …….