22 ديسمبر، 2024 9:35 م

9 نيسان الاحتلال الاميركي … الخلل بالعراقيين !

9 نيسان الاحتلال الاميركي … الخلل بالعراقيين !

ان اي احتلال او هجوم على اي دولة او اي جزء في العالم مرفوض ومدان ومنبوذ الا الاحتلال الاميركي للعراق في التاسع من نيسان ٢٠٠٣ فقد تم بموافقة المعارضة العراقية المتضمنة لاغلب اطياف الشعب العراقي ودول الجوار وتم تقديم الموافقات والضمانات وعقدت المؤتمرات في المنفى وفتحت الحدود والمطارات والقواعد العسكرية في دول الجوار لتنفيذ هذا الاحتلال واسقاط نظام صدام حيث امست الحاجة لاسقاط نظام عائلي بوليسي بغيض كبيرة ونافعة للكثير من الاطراف بعدما كان نظام البعث الاصيل نظام قيادي عظيم ورجالات دولة وقامات شامخة قبل نكبة قاعة الخلد في ٢٢ تموز ١٩٧٩ اثر اعدام الرئيس الراحل صدام حسين اكثر من ٦٨ قيادي من حزب البعث العربي الاشتراكي.

 

لا اريد الخوض في تفاصيل المقاومة الوطنية لذلك الاحتلال لان تلك الكذبة لن تنطلي الا على السذج والاغبياء غير اني احيي واترحم على الشهداء الابطال الذين دافعوا عن العراق وارضه وقاوموا المحتل الاميركي منطلقين من دوافع الدين والغيرة والشرف والنخوة وهي مقاومة مشروعة اقرتها الشرائع السماوية والارضية بعيدا عن الاجندات المشبوهة للانظمة السياسية الفاسدة ولتنظيم القاعدة والمنظمات المتطرفة الاخرى فمن قتل وسرق ودمر وشرّد لا يمكن ان يصبح مقاوم في ليلة وضحاها.

 

لم يستثمر العراقيين الفرصة التي قدمها المحتل الاميركي على طبق من ذهب باسقاطه نظام صدام بل على العكس اثبتت الايام انهم غير قادرين على ادارة شؤون الدولة بانفسهم ليس لقلة الكفاءات والكوادر فهي كثيرة منها الكفاءات الامنية والعسكرية والعلمية والصناعية والاقتصادية وللامانة يوجد الكثير من رجالات الدولة العراقية المخلصين ممن خدم ابان فترة النظام السابق وقدم الكثير للوطن وباخلاص ونزاهة منقطعة النظير ولكن لم يتح لهذه الكفاءات الالتحاق بالنظام السياسي الجديد اما خوفا وتوجساً منهم او لعدم الانسجام مع تطلعات النظام السياسي الجديد فتم اقصاؤهم بحجة اجتثاث البعث.

 

من السمات البارزة للنظام السياسي الجديد بعد الاحتلال الاميركي انه نظام تابع لدول الاقليم وليس نظام مستقل ومعتد بنفسه، نظام منقسم على نفسه وضاعت ابويته المفترضة لكل العراقيين بين فخ المكونات وهذه تعاني الانقسام والتشرذم فالسنة العرب منقسمين ورغم اصالتهم وضياع الدولة العراقية ورمزيتها العظيمة من دونهم بعد ان تم اقصاؤهم من الواجهة لموقفهم الرافض تماما للمحتل الاميركي وما ترتب على احتلال العراق من نتائج وخيمة واما ما يقال عن تمثيل الشخصيات الحالية فانها لا تمت ولا تمثل الواقع السني الحقيقي، وبالنسبة للشيعة العرب فهم منقسمين كعادتهم ايام المعارضة السابقة بين احزاب ومراجع دين وولاءات متعددة لا بل اضيف عبء الفصائل المسلحة ومقاتليها وهم من ابناء المناطق الشرجية ممن تعرض اباؤهم للتهميش والاقصاء في الفترات السابقة، والامر سيان بالنسبة للكورد فالانقسام اصاب واقعهم السياسي والخلافات قائمة بين الحزبيين الكرديين البارتي واليكتي على السلطة والمناصب.

 

الفساد وسرقة المال العام تعتبر سمة بارزة ايضا للنظام السياسي الجديد بعد عام ٢٠٠٣ وهو ما جعل الدولة العراقية عاجزة عن تقديم الخدمات الى العراقيين وذهبت الاموال المخصصة للبناء والتنمية الى جيوب الفاسدين وتم غسيلها في مختلف دول العالم عبر البنوك والشركات والاستثمارات هذا الفساد اصبح محور العملية السياسية الجديدة فلا يتم تشكيل الوزارة في كل دورة انتخابية الا بعد الاتفاق والتوافق على تقسيم الوزارات ما بين الكتل السياسية الممثلة لمكونات الشعب العراقي كي تستفيد هذه الكتل من هذه الوزارات ماديًا عبر مكاتبها ولجانها الاقتصادية.

 

لقد اثبتت الايام والسنين الماضية ان الخلل في العراقيين انفسهم وانه لا يجب تحميل الاخرين مسؤولية خراب العراق ودماره وجعلهم شماعة للفشل فالخلل لا في علي بن ابي طالب (( كرم الله وجهه )) ولا في الحجاج بن يوسف الثقفي ولا في العثمانيين او الانكليز او الاميركان انما الخلل في العراق والعراقيين حكامًا ومحكومين.