18 ديسمبر، 2024 6:53 م

9/ ايار عيد النصر للشعب السوفيتي: الدليل والبرهان

9/ ايار عيد النصر للشعب السوفيتي: الدليل والبرهان

( بمناسبة الذكرى ال 78 للانتصار على النازية \ الفاشية الالمانيه 1945–2023)
1 –هدف هتلر الفاشي من حربه غير العادلة
ان الحرب الوطنية العظمى والعادلة للمدة( 1941-1945) قد شكلت اكبر مواجهة بين الشعب السوفيتي من جهة وبين النازية \ الفاشية الالمانيه وحلفائها من جهة أخرى وحملت هذه الحرب طابعاً سياسيا وايديولوجيا واقتصادياً واجتماعياً وهي ايضاً عكست حدة الصراع الطبقي والايدولوجي بين الاشتراكية كايديولوجية منتصرة وبين النازية \ الفاشية الالمانيه كايديولوجية خاسرة ومهزومة امام الايديولوجية الاشتراكية. لقد دل انتصار الشعب السوفيتي في الحرب الوطنية العظمى والعادلة و على حقيقة موضوعية وهي انه لا توجد اي قوة ومهما كانت قوتها من ان تروض الشعوب الشعب السوفيتي انموذجا حيا وملموسا على ذلك.
لقد اشار هتلر النازي في 30\3\1941 ان(( مهمتنا حيال روسيا ( المقصود الاتحاد السوفيتي) هي سحق قواتها المسلحة والقضاء على الدولة، وحسب خطة((ost)) اوست الفاشية الالمانيه والتي تهدف إلى (( اضعاف الشعب الروسي الى درجة تجعله غير قادر على عرقلة… وبسط السيطرة الالمانيه على اوربا)) واليوم يتكرر نفس الهدف في الحرب الاميركية الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي من الانقلاب الفاشي عام 2014 ولغاية اليوم.، فهتلر استطاع ان يشكل تحالفا فاشيا دولياً ضد الشعب السوفيتي ضم كل من ايطاليا واليابان وهنغاريا ورومانيا وفنلندا….،واليوم تقوم اميركا بنفس الدور في تشكيل ما يسمى بالتحالف الديمقراطي الدولي ضد الشعب الروسي والدونباسي في حربها الغير عادلة وبنفس اهداف هتلر في طموحه الغير عادل والغير مشروع لقيادة العالم.
لقد كان الهدف الرئيس لهتلر النازي / الفاشي في حربه غير العادلة ضد الشعب السوفيتي هو استئصال الفكر الشيوعي اي القضاء على الشيوعية والقضاء على السلطة السوفيتية والاستحواذ على ثروات الشعب السوفيتي وكذلك قيادة العالم واقامة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد والذي يقوم على اساس الايديولوجية الفاشية الالمانيه والتي تشكل الاساس النظري والسياسي لمذهب الامبريالية الالمانيه العسكرية الفاشية وهي تشكل اكثر اصناف الايديولوجية البرجوازية رجعية وهي ايضاً تعكس ازمة وروح النظام الامبريالي العالمي واليوم تقوم الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين بنفس الدور والهدف.
يشير البروفيسور ستيبان تيوشكيفيتش الى ان (( الحرب العالمية الثانية هي اكبر مواجهة مسلحة بين كتلتين في التاريخ. وقد شارك فيها من الطرفين ما يربوا على 60 دولة واربعة اخماس سكان الكرة الأرضية وجرت العمليات الحربية في اراضي 40 بلدا وحمل السلاح ما يربوا على 120 مليون شخص…وبحلول نهاية الحرب العالمية الثانية كانت القوات المسلحة تضم اكثر من 50 مليون عسكري و360 الف مدفع هاون وما يربوا 50 الف دبابة وحوالي 120 الف طائرة حربية)). (1)
2- اهم المعارك البطولية للشعب السوفيتي والجيش الاحمر :: الدليل والبرهان.
في 22\6\1941 بدا هتلر حربه الفاشية \ النازية ضد الشعب السوفيتي وقد اعد لهذه الحرب الفاشية نحو 190 فرقة عسكرية و5،5 مليون عسكري واكثر من 4000 دبابة و5000 طائرة حربية و200 سفينة حربية و48 الف مدفع. (2) وبالمقابل كانت الاستعدادات العسكرية للقيادة السوفيتية منذ عام 1942 ولغاية تحقيق الانتصار على المانيا الهتلرية الفاشية في 9\5\1945 كبيرة اذ فاقت على استعدادات المانيا النازية وبكل الاصناف العسكرية بنسبة 1،5–2 مرة وكما قامت القيادة السوفيتية بفتح جبهات عسكرية بلغ عددها خلال الحرب الوطنية العظمى والعادلة للمدة 1941-1945 نحو 83 جبهة عسكرية على سبيل المثال: في عام 1941 تم فتح 13 جبهة عسكرية، في عام1942 تم فتح 17 جبهة عسكرية وفي عام 1943 تم فتح 23 جبهة عسكرية وفي عام 1944 تم فتح 15 جبهة عسكرية وفي عام 1945 تم فتح 15 جبهة عسكرية. ( 3).
ان من اهم الشعارات طرحت من قبل القيادة السياسية السوفيتية التي كانت تلهب الشعور الوطني لدى المواطنين السوفيت والجيش الاحمر منها على سبيل المثال: (( كل شيئ للجبهة، كل شيئ للنصر))، (( العدو سيحطم، والنصر حليفنا))، (( لا خطوة الى الوراء))، (( الوطن — ستالين))، (( في العمل كما في الجبهة)) وغيرها من الشعارات الوطنية الاخرى. لقد ساعدت الوطنية السوفيتية والنظام الاشتراكي السوفيتي على خلق الشعور والوعي والاخلاص لدى المواطن السوفيتي اتجاه دولته العظمى انها في خطر واخذت الوطنية السوفيتية طابعاً فعالاً في حياة وسلوك المواطن السوفيتي في الدفاع والتضحية من اجل الوطن سواء خلال فترة الحرب الوطنية العظمى او بعدها.
لقد خاض الشعب السوفيتي والجيش الاحمر وتحت قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي بزعامة ستالين معارك بطولية عديدة نذكر من اهمها هي الاتي :
1– معركة ستالينغراد :: تعتبر من اقوى المعارك البطولية العسكرية بين الجيش الأحمر والجيش النازي الهتلري واصبح اسم هذه المدينة معروفاً في جميع أنحاء العالم لصمودها ومقاومتها البطولية ضد الجيش الفاشي الهتلري وشارك في هذه المعركة من الطرفين اكثر من2 مليون عسكري واستمرت نحو 200 يوماً وقد اسقطت قوات هتلر الفاشية نحو 100 الف طن من القنابل وتم استخدام مليون و400 الف قذيفة وقنبلة وتكبد الجيش النازي خسائر عسكرية نحو1،5 مليون عسكري ناهيك عن الخسائر في الاليات والمعدات العسكرية اما خسائر الجيش الاحمر فبلغت نحو 478749 شهيداً بين جندي وضابط و650870 جريحاً.
2– معركة لينينغراد: :فرض الجيش الفاشي الهتلري حصارا على مدينة لينينغراد دام نحو 900 يوم وكان الموقف البطولي لاهالي المدينة رائعاً بالصعود والتصدي والتحمل، اذا استطاعت القيادة السوفيتية من حشد نحو 500 الف مواطن للدفاع عن المدينة وتطوع نحو 300 الف شخص لتحرير المدينة وتم تشكيل نحو 10 فرق مسلحة ضمت نحو 150 الف مقاتل وكانت نسبة الشيوعيين والكومسوموليين تتراوح ما بين 70-90 بالمئة وسقطت طائرات الجيش الالماني النازي اكثر من 100 الف قنبلة حارقة شديدة الانفجار و250 الف قذيفة وتم تحرير المدينة بالتعاون والتنسيق بين الجيش الاحمر والشعب السوفيتي في المدينة وتم سحق وطرد الغزاة الالمان.
3-معركة كورسك :: بدأت هذه المعركة في تموز عام 1943 وانتهت في اب عام1943 وشارك في هذه المعركة اكثر من45 ملايين عسكري من الطرفين واستخدم الطرفين نحو 13000 طائرة حربية و12000 دبابة واكثر من 69 الف مدفع ورشاش… وشارك الجيش الالماني ب50 فرقة عسكرية منها26 فرقة دبابات و200 فرقة عسكرية احتياط وتكبد الجيش الالماني نحو 500 الف عسكري بين ضابط وجندي اما خسائر الجيش الاحمر فبلغت نحو 900 الف عسكري بين ضابط وجندي.
4– معركة موسكو :: لقد اعدت هيئة الاركان الألمانية احدث القاذفات الحربية والتي بلغ عددها نحو300 طائرة حربية ومن الضباط الذين لديهم خبرة في قصف المدن وهم شاركوا في قصف المدن في بريطانيا وفرنسا ويوغسلافيا واليونان وبولونيا… ومنذ 22\7\1941 حتى 1\9\1942 تم قصف موسكو ليل نهار وشاركت في هذا القصف نحو 8595 طائرة حربيةو في 5\12\1941 بدا الهجوم الناري على موسكو وقام الجيش الالماني بهجومين عسكريين من اجل احتلال موسكو ولكن فشل الجيش الهتلري في تحقيق هدفه ويعود السبب الرئيس الى المقاومة الشعبية والجيش الأحمر والمتطوعين الموسكوفين وتكبد الجيش الالماني نحو 800 الف قتيل وتم اسر 91 الف عسكري منهم 24 جنرال فاشي وواحد منهم برتبة فليدمارشال وكما خسر الجيش الالماني نحو 84 بالمئة من معداته العسكرية في هذه المعركة ودارت المعارك بين الجيشين على بعد اقل من 15 كيلومترا عن الكرملين وتفيد والمعلومات انه طلب من ستالين مغادرة الكرملين ورفض ذلك انه موقف بطولي وشجاع .
5– معركة بيلاروسيا :: وقع اغلب اجزاء جمهورية بيلاروسيا تحت هيمنة الاحتلال النازي الالماني وقام جيش هتلر الفاشي بقتل 2 مليون و200 الف مواطن بيلاروسي وكما قام الغزاة ببناء 260 معسكر اعتقال وفي احدى معسكرات الاعتقال الفاشية قتل نحو 80الف مواطن بيلاروسي وفي منطقة خاتين تم حرق نحو 80 الف مواطن من الاطفال والنساء وكبار السن…..، ولكن بصمود الشعب البيلاروسي والجيش الاحمر وحركة قوات الانصار الشعبية تم تحرير البلاد من الغزاة الالمان وتم تدمير نحو 79 فرقة عسكرية للجيش الالماني….
6– معركة دنبير :: لن تختلف هذه المعركة البطولية عن المعارك التي قام بها الشعب السوفيتي والجيش الأحمر وقوات حركة الانصار الشعبية عن المعارك السابقة، وكان هدف هذه المعركة هو تحرير شعب الدونباس والشعب الاوكرايني وكان طول جبهة القتال بين الطرفين نحو 1000 كيلومترا واستمرت هذه المعركة من اب \ 1943 حتى كانون الأول \ 1943.( 4).
ان ما يقوم به النظام البنديري \ الارهابي في اوكرانيا اليوم وعبر ميلشياته النيونازية \ النيوفاشية والمتمثلة بـ ازوف وايدار والقطاع الايمن والقوى القومية الاوكرانية المتطرفة والبنديرين و بدعم من قبل واشنطن ولندن وباريس وبون والناتو وبروكسيل لهذه المليشيات وللنظام النيوفاشي \ النيونازي الارهابي في اوكرانيا وبالضد من شعب جمهورية دانيسك ولوكانسك بالدرجة الأولى.
ان سلوك هذه القوى الفاشية \ النازية في اوكرانيا منذ الانقلاب الفاشي عام 2014 ولغاية اليوم بالضد من الشعب الدونباسي هو نفس اسلوب هتلر الفاشي الذي مارسه ضد الشعب السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية للمدة 1941-1945 ولكن اين هتلر ونظامه الفاشي اليوم؟ انه في مزبلة التاريخ وهذا هو المكان الطبيعي للفاشين واليوم يعاد نفس السيناريو الفاشي السابق مع تحديث هذا السيناريو وفق الظروف والمستجدات من قبل قوى الثالوث العالمي وحلفائهم وبالضد من مصالح الشعب الدونباسي والشعب الروسي والحقيقة الموضوعية تؤكد سوف ينتصر الشعب الروسي والدونباسي في دحر وتقويض النظام البنديري \ الارهابي في اوكرانيا وسوف تفشل واشنطن ولندن وباريس وبون والناتو وبروكسيل في تنفيذ مخططهم اللامشروع واللاقانوني ضد الشعب الروسي والدونباسي.
ان العملية العسكرية الروسية الخاصة لم ولن تكن موجهة ضد الشعب الاوكرايني الشقيق، بل هي تهدف إلى اجتثاث الايديولوجية النيونازية البنديرية في اوكرانيا والعمل على تقويض النظام البنديري \ الارهابي في اوكرانيا وميليشياته الارهابية \ الفاشية والعمل على انقاذ الشعب الاوكرايني من النيوفاشية \ النيونازية البنديرية وفي حالة تصعيد الحرب الاميركية الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي واحتمال المواجهة العسكرية المباشرة بين الجيش الروسي والجيش الشعبي من جهة وبين اميركا وبريطانيا والناتو وبروكسيل من جهة اخرى وفي حالة حدوث ذلك ولا يستبعد من استخدام السلاح النووي فستكون النتائج كارثية على الجميع ولا يوجد اي طرف من اطراف النزاع ان يحقق النصر العسكري وفي حالة نشوب الحرب النووية مستبعدة ولكنها قائمة فالجميع فيها خاسرون في هذه الحرب الجنونية الكونية.
ان المنطق والعقل والشعور بالمسؤولية يفترض أن يرتفع صوت الشعوب المحبة للسلام والتعايش السلمي بالمطالبة بوقف الحرب الاميركية الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي ووقف هذه الحرب الجنونية والغير عادلة هو في يد الولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى من خلال وقف الدعم المالي والعسكري للنظام النيوفاشي \ النيونازي الارهابي في اوكرانيا وسحب جميع الخبراء العسكريين والارهابيين والمرتزقة الاجانب من اوكرانيا واعطاء الحق الشرعي والحرية الكاملة للشعب الاوكرايني في تحديد شكل ومضمون النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي اللاحق واصبح النظام الحاكم في اوكرانيا يشكل خطراً وتهديدا جدياً على شعوب العالم كافة فهو نظام غير شرعي وجاء عبر الانقلاب الفاشي في عام 2014 الذي خططت له وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية…، بالاعتماد على(( حلفائهم واصدقائهم)) في اوكرانيا.
ان الشعب الروسي والدونباسي لا ولن يهزم في الحرب الاميركية الاوكرانية ولا توجد دولة عظمى تملك السلاح النووي وتخسر الحرب، بل ان الشعب الروسي والدونباسي سوف يحققون النصر وتقويض النظام الحاكم في كييف لانه اصبح نظاماً فاشلا وغارقا في حرق وتدمير الشعب الاوكرايني ولن يحضى بتأييد الغالبية العظمى من الشعب الاوكرايني بدليل ان عدد سكان اوكرانيا بلغ نحو 51 مليون نسمة اليوم اقل من 20 مليون نسمة هربوا من جحيم الحرب الاميركية الاوكرانية خارج البلاد في اوربا وروسيا الاتحادية…، وان النظام البنديري \ الارهابي منذ الانقلاب الفاشي عام 2014 ولغاية اليوم فقد اكثر من 20 بالمئة من ارضه وبلغت خسائره العسكرية وفق تقديرات الاميركان ما بين 250 –300 الف قتيل ووفق المنطق العسكري للحروب لكل قتيل يقابله 3 جريح ومعوق.. ، هذا يعني ان النظام الحاكم في اوكرانيا بلغت خسائره العسكرية ما بين 759-900 الف عسكري بين قتيل وجريح ومفقود واسير ومعوق وكما فقد اكثر من 80 بالمئة من قوته العسكرية… وان الجيش الروسي والجيش الدونباسي اليوم يقاتلون من حيث المبدأ قوات الناتو والمرتزقة والارهابيين الأجانب وهذه هي الحقيقة الموضوعية للوضع في اوكرانيا.

* المجد والخلود لشهداء الشعب السوفيتي.
* المجد والخلود لشهداء الجيش الأحمر.
* المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي السوفيتي.
## المجد والخلود للرفيق الخالد ستالين صانع النصر ومقوض الفاشية الالمانيه.

المصادر :؛
1- مجلة العلوم الاجتماعية والعصر، العدد، 2، السنه، 1985، ص،263،جريدة غلاسنوست ( العلنية) ، العدد، 2، في 25\2\2005، باللغة الروسية.
2- جريدة البرافدا، في 15-18 \ 4 \ 2005، باللغة الروسية.
3- قاموس المعلومات، الحرب الوطنية العظمى( 1945-2015)، موسكو، السنة 1985، ص،447–457، باللغة الروسية.
4- د.نجم الدليمي، الاشتراكية: الامتحان الصعب والانتصار الكبير بمناسبة الذكرى ال 70 للحرب الوطنية العظمى( 1945-2015)، بغداد، دار الاداب للطباعة والنشر، السنة، 2015، ص،14–16.