18 ديسمبر، 2024 6:52 م

8 مايو ….. اليوم العالمي للحمير ….. دفاعا عن حقوقها

8 مايو ….. اليوم العالمي للحمير ….. دفاعا عن حقوقها

لطالما كانت الحمير عرضة للشتائم فالكثيرون من بني البشر يصفونها بأبشع الصفات وينعتونها بأقبح الكلمات رغم ان الحمير تملك من الصفات ما لايملكه الكثيرون بداية بالذكاء والنشاط الذهني المثير نهاية بالقوة والطاقة الجسمانية فهذا الكائنات البريئة قدمت للبشرية عبر التأريخ خدمات كبيرة فلقد حملت ظهورها كل شيء واي شيء اولها الانسان واخرها الخشب والعشب وما بينهما متاهة متشعبة من الامتعة والاثقال لا يعرفها الا من وضعها على ظهورها لذا فهو كائن مكافح مناضل خلق لكي يكون سندا وعونا للانسان لقضاء حاجاته وتنفيذ مشاريعه …..
لذا يحتفل المدافعون عن حقوق الحيوان في كل انحاء العالم بالثامن من مايو بأعتباره اليوم العالمي للحمير فهي مناسبة عالمية الهدف منها التذكير بتأريخ هذا الكائن النشيط والمثابر والذكي الذي كان احد الاسباب التي سهلت مهمة الانسان في بناء الحضارة …..
هنا لابد من الاشارة الى ان هنالك العديد من الكائنات الحية التي تعيش على سطح الارض فلكل واحد منها طبيعتها وصفاتها هكذا خلق سيد الكون الحياة ووضع فيها كل شيء لاجل خدمة الانسان حيث سخرها لكي تكتمل الطبيعة وبهذا تكون العامل المساعد الاول لنهضة البشرية وتحقيق تطلعات الانسان فالحمير احدى هذه الكائنات ففي الحقول والارياف ناضلت وحملت الصغار والكبار على ظهورها وتخطت المسافات الطويلة وهي تحمل غرائب وعجائب الاشياء حتى كان لها دور في الحروب فالطالما كانت جعبتها مسكنا للذخيرة والاعتدة بين دروب ومتاهات الجبال والسهول والوديان رغم هذا العبء الثقيل الذي حملته عبر التأريخ فلقد ظلت صامدة لانها خلقت من اجل العمل الشاق وفي خلال مسيرتها منذ بدء الخليقة ولحد يومنا هذا لم تنقل لنا العقود والقرون صورة مؤذية او شريرة عنها فهي كائنات اليفة ولطيفة وهادئة وهذا ما جعلها ان تنفرد بصدارة الحيوانات التي يتخذها الانسان كوسيلة لبناء افق لتطلعاته لكن بعض العقول الانسانية المتحجرة لم تنصفها ولم تعطها قيمتها الحقيقية بل حاولت افساد صورتها الحقيقية بتوجيه النقد اللاذع اللامنطقي واللافكري لها بل وصنفتها ضمن خانة الغباء وصنعت من الوهم والخيال حكايا مضحكة عنها على الرغم من وجود حيوانات اخرى كثيرة تفوقها حجما وتصغرها حجما لا تملك مؤهلاتها وصفاتها لذا فأولى خطوات اعادة اعمار النهضة العقلية البشرية تكمن في ازاحة الفوضى التي تعيشها البشرية من قتل وحرب وحرق وسفك للدماء وما ان تم هذا فأن الكثير من المفاهيم الاخرى ايضا ستتغير وبهذا يمكن حينها الحديث عن بناء جيل جديد هو امتداد للعرق البشري القديم لكن يحمل رؤى وافكار جديدة حول كل ما يتعلق بالحياة فرغم ان قضية اليوم العالمي للحمير لم تبلغ ذاك الشأن العالمي بعد هذا لعدم فهم الكثيرين مغزى الفكرة واعماقها الفلسفية لكنها ربما تؤسس تكتلات انسانية وتجمعات عالمية هدفها الدفاع عن حقوق الحيوانات مجتمعة وليس الحمير فقط لأن الانسان لا يمكنه رسم لوحة للارض بكامل الوانها وشخوصها بدون مشاركة كل كائن حي فيها …..
لذا فالثامن من ايار هو اليوم العالمي للحمير هو نقطة ضوء شاردة تبحث عن من يخترق عوالمها الفكرية والفلسفية التي تبدأ بأحترام والتعامل بلطف مع الحمير كونها كانت فيما سبق وما زالت احدى اذرع الطبيعة الخلابة والساحرة التي خلقها رب السموات والارض لمساعدة الانسان في اعماله الشاقة وان تطورت التكنولوجيا فلا يمكن الاستغناء عن الحيوانات الاليفة للتعمق في فوضى الحياة وتنظيم فصولها ولا يمكن مجاراتها بالعقل والقلب هذا لانها لا تملك مشاعرا واحاسيسا مثلما تملكها الحمير واخواتها واخوتها من الحيوانات …..