23 ديسمبر، 2024 4:10 ص

8 شباط وعبد الكريم قاسم

8 شباط وعبد الكريم قاسم

يومان في كلّ سنةٍ < 14 تموز و 8 شباط > تتدفّق الكتابة من مقالاتٍ واعمدةٍ صحفية وسواها في التعرّض لمسيرة رئيس الوزراء العراقي السابق عبد الكريم قاسم – مؤسس الجمهورية , وتُعاد وتتكرّر الكتابة في هذا الشأن بالرغم مما سبق نشره من مئات الكتب والإصدارات والبحوث , وهنالك في بعض هذه الكتابات ما يحمل بعضاً من تفاصيلٍ او جزئياتٍ لم يجرِ التطرّق لها من قبل وبشكلٍ موجز , لكنّ اغلب ما ينشر سنوياً فهو مكرر , لكنما يحمل وجهات نظرٍ جديدة ورؤىً جديدة , وبرغم اننا ساهمنا في ذلك من قبل , لكننا هنا ومن خلال شخصية الزعيم الراحل قاسم المثيرة للجدل , وبما حملته من ايجابياتٍ ربما طغت عليها السلبيات بقدرٍ او بآخر , ويرى البعض من المؤرخين والكُتّاب عكس ذلك , ويبدو أنّ الجدلَ في ذلك لا يراد له ان ينتهي .! وكأنه يراد ادخاله ضمن الجدلية الدياليكتيكية للعالم الفلسفي ” هيجل ” , وبعضٌ من ذلك صائب لكثرة التناقضات في العهد القاسمي واندماجها مع خلفية الرجل .

في ابتعادٍ عن المجريات الماضية وعن كلّ ما كُتِب , فهنالك ثلاثة نقاط محددة يتوجب التوقف والتأمل فيها لفهم فكر قاسم ورؤيته للداخل والخارج وما حوله :

1 \ لماذا لم يستوعب عبد الكريم قاسم وافتقد الإدراك المطلق بأنّ العراق او حكومته وقيادته اضحت محلّ سخريةٍ وتندّر من قبل الرأي العام العربي والعالمي بسبب وجرّاء المحاكمات الساخرة واساليب التحقيق الفاقدة للياقة ” وبالبثّ المباشر ” لما يسمى بمحكمة المهداوي ” العقيد فاضل عباس المهداوي – ابن خالة الرئيس ” والمسماة رسميا بمحكمة الشعب , وما الضرورة لديمومة تلك المحاكمات التهكمية والتي يجري من خلالها التهجم المبتذل على الرئيس جمال عبد الناصر ” الذي كان يحتل الموقع الأول للعرب أمام العالم ” وما علاقة ذلك بالنسبة الى المتهمين .! , وهل كان قاسم سعيداً بتلك المحكمة وهو الذي يصدر احكامها في الإعدامات والسجن .؟ وعلامَ احكام الإعدام لبعض رجالات العهد الملكي بعد الإنتهاء من مجزرة 14 تموز , ألم يكفي ذلك .!

2 \ في إعدام او اطلاق النار صلياً على العائلة المالكة , فإنّ شرف العسكرية العراقية والشرف العراقي عموما كان يوجب عزل النساء من الأميرات والعاملات في القصر الملكي , والتهيؤ لذلك مسبقاً .! أما الإدّعاء بأنّ فتح النار كان من قبل ضابطٍ واحد من خارج القوة التي هاجمت القصر , فهو غير دقيق وكان ممكناً عزل نساء القصر او عدم اخراجهم الى الباحة او الحديقة الخارجية , وهذا ما يتحملان مسؤوليته قاسم وعبد السلام عارف .

3 \ سمحَ عبد الكريم قاسم بتأسيس وتشكيل اوّل ميليشيا في تأريخ العراق وهي من قواعد الحزب الشيوعي , وسمّيت ” بالمقاومة الشعبية ” , ولمن كانت تقاوم .؟

فكلّ ميليشيا داخل الدولة تشكّل تجاوزا على القوات المسلحة التي قائدها العام قاسم , ويتذكر العراقيون ” السيطرات ” والحواجز في الساحات العامة وتقاطعات الشوارع , وكان من بين افرادها طالبات الجامعة والمدارس الثانوية .! , ولعلّ تلك الميليشيا كانت البوابة الرئيسية لتشكيل ميليشيات اخرى في الحكومات المتعاقبة , وبأشكالٍ مروّعة واشدّ تسليحاً في العدّة والعدد .!