18 ديسمبر، 2024 8:42 م

محمد بن عبد الله نبي وحاكم وقائدا

محمد بن عبد الله نبي وحاكم وقائدا

( الجزء الأول )
(( لو أردنا دراسة حياة النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين قبل ولادته وما بعدها وفترة نبوته على ضوء ما كتبته السير ومدونات حياته الخالدة وعرضناها على العقل الواعي المتفتح لعصرنا الحالي الذي كل شيء فيه متاح بين يدي القارئ المتتبع للحقيقة لوجدنا أن الكثير من هذه السيرة لن تليق وترتقي بهذا الرجل العظيم ذو الخلق الرفيع الذي عُرف في بيئته وعلى لسان محبيه وأعدائه والمدون في بطون الكتب من تناقضات وتشويه وتزوير وخصوصا لرموز تأريخنا الخالد التي تركت بصمتها لغاية الآن ومنها الشخصية التي نطرحها للبحث والتنقيب وهو النبي والرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خاتم الأنبياء والرسل وحامل الرسالة الألهية ومطبق منهج نظريتها الشمولية للعالم ونحن نحاول أن نستعرض جزء يسيرا مما كُشف الغطاء عنه وعن الشخصيات التي أثرت وأنضجت حياته المباركة حتى وصلت لهذه الرفعة والسمو الأخلاقي والمعرفي ونحاول أن نغير ما أشيع عنه من أنه عاش طفولة فقيرا يتيما راعيا للأغنام تربى في الصحراء مع أخواله وبعدها في كنف جده عبد المطلب بن هشام ثم أنتقل إلى عمه أبو طالب عليهما السلام وأنه استفاد من أموال زوجته الغنية خديجة بنت خويلد عليها السلام وكيف أعتمد على ثروتها للوصول إلى غاياته في تدعيم ملكه وعرى الدعوة الإسلامية الفتية وأنه مات فقيرا ولم يرث ويُورث من بعده أما المنصف الواعي والمتتبع والمحب لسيرته الشخصية العظيمة لصاحب الدعوة الألهية عليه أولا أن يدرس الشخصيات التي ساهمت في إنضاج شخصيته وحياته وتهيئة المناخ الملائم الذي عاش فيه النبي محمد . فلنبدأ من أول شخصية أحيطت بتربية وهو جده عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف المسمى ( شيبة الحمد ) كان سيد قومه ( قريش ) المتسيدة على العرب وقبائلها وعلى مكة المكرمة بالذات وتجارتها وهو من سادتها الكرام ذو شأن عظيم في قوته وفير المال له تجارة واسعة في اليمن والشام يخدم الحجيج ومطعم الطير والوحوش جوادا كريما يُسمى بالفياض من جوده كان ذا حضوة عند ملوك ورؤساء القبائل العربية والغير عربية من خلال تجارته ( رحلة الشتاء والصيف ) وكونه الامتداد العقائدي والديني للأميين والمؤمنين الخلص من اليهود والنصارى والأحناف كأديان توحيدية . تزعم آل هاشم وصاحب مجلس لقريش في الكعبة المشرفة ( دار الندوة ) يشاور قومه ويشاوروه كان سندا قويا منيعا للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه في طفولته الصعبة والخطرة حتى مماته حينها انتقلت كفالته إلى عمه أبو طالب بن عبد المطلب عليه السلام كان سيد قريش والبطحاء وزعيمهم مهابا فيهم تاجرا ذو عيال من حوله سندا قويا له متاجرا بأمواله وأموال قريش وبنو هاشم وذو سطوة في قومه . فأن كل الأموال التي جُمعت لرسول الله من أرباح التجارة لأصحابه في الهجرة الأولى والثانية للحبشة والإرث العائلي وأمواله الخاصة مع أموال زوجته خديجة منها امتلاكه سبعة بساتين مزروعة ومن ضمنها بستان فدك والأموال من الحقوق الشرعية للدين الإسلامي كانت تمده بالمال والسلاح وإعالة رعايا دولته من المسلمين والغير مسلمين .))